لم أجد سوي هذا العنوان لمقال - تحيرت كثيرا في اختيار عنوان له!! وإطار حديثي يدور عن القبائل التي تتبعثر في مجتمع المحروسة - والخوف ان هذه القبائل تتبعثر في مجتمع المحروسة - وهي ما كانت تسمي في العصر الاشتراكي »تحالف قوي الشعب العاملة« - فلاحين - وعمال - ومثقفين - وعلماء - وجنود هذه الفئات التي استطيع أن أقول بانها قد ذابت تماما في بعضها البعض - فلا معني اليوم لكلمة فلاح بجانب ما يمثله الفلاحون اليوم من منتهي المدنية والاعتماد علي المدينة - بعد ان كان العكس - هو الصحيح - فالمدينة بعد ان كانت تعيش علي انتاج الفلاح والقرية من البيض والفراخ واللبن والجبن والزبدة والفطير المشلتت - اصبح الفلاحون يستوردون الفطير المشلتت من »لابوار« ولابوتيه وغيرهما من محلات اولاد »الذوات« بالمدينة!! وأصبحت القري تعج بالمباني الخرسانية 5 ادوار وما فوق - والعمال اصبحت كلمة تنطق وتصف - وزير ومهني - لاسباب انتخابية - فالعامل ذاب في الاوساط السياسية بمجتمع المحروسة. واعود الي الاخوة الاعدقاء - عنوان المقال.. لايوجد في المجتمع الآن قبيلة لاتبطن نزاعا داخليا فيما بينها - فالمهندسون متنازعون - وابطلت جمعيتهم العمومية بنقابتهم المهنية - والاطباء كذلك والمحامون - والتجاريون وفي اعلي الصورة تجد قضاة مصر - مختلفين بين أهل ناد وأهل مجلس أعلي - في طريقه للاختفاء بعد التعديلات الدستورية! وكذلك مع المحامين وربما تختفي! وهناك خلاف بين أساتذة الجامعات وبعضهم البعض - وهناك.. وهناك.. وهناك!!.. أمثلة كثيرة!! والغريب ان المسئول الاول في الادارة المصرية عن كل فئة الفئات - مختلف مع اقرانه واشقائه - ويبحث فيما يعكر ويزيد من تعكير الجو بينه وبين عشيرته - وليس العكس.. وبالتالي اصبح راكبا لرأسه - علي حساب صاحب المخل - وهي الدولة - والوطن. فالخلاف - لايصل بنا إلي نتيجة - وللوزير مسئولية سياسية - قبل ان يكون مسئولا اداريا واذا لم يكن بالغا في السياسة فعليه ان يعود لصفوف زملائه - وسوف يعود كسابقيه. ولا أعلم لصالح من التواصل في الاختلاف - بين مثقفين ووزيرهم - وبين معلمين ووزيرهم - وبين قضاة ووزيرهم - هذا اذا أوجزنا الخلافات السياسية فيما بين القبائل وبعضها البعض - او ما يمكن ان نطلق عليه الاخوة الاعدقاء!! والسؤال لصالح من؟! الوطن في اشد الاحتياج لترابط ابنائه في كل ارجاء المسئولية - تعليم - وصحة - وقضاء - اقتصاد - ومحليات - واسكان وشباب - واعلام. المصريون في احتياج لوئام - واستقرار نفسي وذهني - لمواجهة معاناة الحياة والتغلب عليها - بوجود حالمين قادرين علي رسم خطة تنفيذ احلامهم!! لسنا في احتياج لعصبيات - وعنصرية - وطائفية - وركوب دماغ فاضية - لامعني لها!! لن ينصلح حال الوطن إلا باختفاء العداوة الكاذبة بين الاخوة في قبائل مصر المتناثرة - سواء العاصمة »أو في الحضر - والريف«!! كاتب المقال: عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني