نقيب المحامين يحذر حكومة الانقلاب : «الرسوم القضائية» غير قانونية وتمثل عبئًا غير محتمل على المواطنين    استقرار الأسهم الأمريكية قبل إعلان قرار مجلس الاحتياط    وزير الخارجية الصيني: هجوم إسرائيل على إيران ينتهك القانون الدولي    بعد انتهاء أزمة عصر وعبد العزيز.. الأهلي يخوض الدورة المجمعة لدوري تنس الطاولة    إعلام إيرانى: لا صحة لحديث الإعلام الإسرائيلى عن تحديد مكان المرشد واستهدافه    استُشهاد وإصابة 27 فلسطينيا بينهم طفل في قصف إسرائيلي بوسط غزة    رئيس الوزراء: الاقتصاد المصري قادر على الصمود.. ونسدد التزاماتنا بانتظام    خاص.. كواليس ظهور عبد الواحد السيد في الزمالك    مصرع شخص وإصابة 11 آخرين فى حادث تصادم بكفر الشيخ.. صور    تاجيل اولى جلسات محاكمه 43 متهم بحزب الإستقلال الإرهابي    ترامب: أجريت أمس محادثة هاتفية مع بوتين    رغم رحيله.. نور الشريف يتصدر التريند لهذا السبب    هيئة الدواء المصرية تحذر من استخدام المسكنات بكثرة لهذه الفئات    مان سيتي ضد الوداد.. عمر مرموش يقود تشكيل السيتي في كأس العالم للأندية    وزيرا قطاع الأعمال والاستثمار يبحثان الترويج للاستثمار بالغزل والنسيج    بزعم زيادة تكلفة الانتاج..حكومة الانقلاب تحرم الغلابة من لقمة العيش برفع أسعار رغيف الخبز    بيراميدز يقترب من خطف صفقة الأهلي والزمالك (تفاصيل)    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر2025    «13 كلية».. بدء الدراسة بجامعة كفر الشيخ الأهلية العام الدراسي المقبل 2026    مشروعات تعليمية جديدة في قويسنا ومنوف لدعم المنظومة التعليمية    جيهان مديح: مصر ستظل دائمًا القادرة على جمع الصف العربي والإسلامي    تفاصيل تعاقد حميد الشاعري مع روتانا.. و"ده بجد" أول الغيث (صور)    انطلاق تصوير مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" خلال الأيام المقبلة    يسرا إعلامية مؤثرة وأم مكافحة فى السينما قريبا    إيران تمدد تعليق الرحلات الداخلية والدولية حتى فجر غد الخميس    لعلاج دهون الكبد- تناول هذه البذور يوميًا    لتصوير السيدات داخل دورة المياه.. القبض على عامل بكافيه في الدقي    رصاص الاحتلال يخترق طوابير المساعدات الإنسانية في غزة    مصطفى يونس يهاجم ريبيرو بسبب زيزو.. ماذا قال؟    منتخب مصر يفوز على السعودية في افتتاح بطولة العالم لشباب اليد    قوافل الرحمة والمواساة تواصل نشاطها بأوقاف الفيوم بزيارة لمستشفى سنورس المركزي.. صور    محافظ الأقصر يتفقد المرحلة السابعة من مشروع «سترة» بعد تسليمه للمستفيدين    سقوط ديلر مخدرات شبرا الخيمة في قبضة مباحث القليوبية    الإعدام لربة منزل لاتهامها بقتل أم ونجلها بالقليوبية    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    ملتقى القضايا المعاصرة بالجامع الأزهر: الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى استعادة تماسكها وتوحيد كلمتها    الغربية.. ضبط سيارة نقل محملة ب236 أسطوانة غاز منزلي مدعم قبل تهريبها    تعرف علي ضوابط إصدار تراخيص إنشاء المواقع الإلكترونية    لأصحاب برج الأسد.. اعرف حظك في النصف الثاني من يونيو 2025    المخرجة سارة وفيق تكشف عن مشاريع درامية في مرحلة الفكرة مع تامر حسني    البورصة المصرية تربح 1.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    تقديم خدمات طيبة علاجية مجانية ل 189 مريضا من الأولى بالرعاية بالشرقية    ضبط 79 مخالفة تموينية متنوعة خلال حملات مكثفة على الأسواق بالفيوم    فليك يجتمع مع شتيجن لحسم مصيره مع برشلونة    حماة الوطن: منفتحون على التحالف مع غيرنا من الأحزاب    خبيرة الطاقة: «الساعة الذهبية قبل مغرب الجمعة» طاقة روحانية سامية    حكم ضمان ما تلف فى يد الوكيل من أمانة.. دار الإفتاء تجيب    أمين الفتوى: الأمانات بين الناس لا تسقط بالوفاة ويجب أداؤها لأصحابها أو لورثتهم    الأمم المتحدة تدين إطلاق النار على مدنيين يبحثون عن الطعام في غزة    بعد الموافقة النهائية من «الإسكان».. تفاصيل عقود الإيجارات القديمة التي تطبق عليها التعديلات    الصحة: إصدار أكثر من 18 مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال 5 سنوات    محافظ دمياط يناقش ملف منظومة التأمين الصحى الشامل تمهيدا لانطلاقها    الأرصاد تكشف عن ارتفاع درجات الحرارة ابتداء من الجمعة    وكيل لاعبين: الزمالك أهدر 300 مليون جنيه من صفقة انتقال "زيزو" ل نيوم السعودي    كاد يكلف صنداونز هدفا.. تطبيق قانون ال8 ثوان لأول مرة بكأس العالم للأندية (صورة)    ترامب يختتم اجتماعه بفريق الأمن القومي الأمريكي وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث في موضوع الحجاب (1)
نشر في الشعب يوم 28 - 10 - 2006

تساءل الكاتب الصحافى الإسلامى "محمود سلطان" بجريدة "المصريون" عن العلاقة بين عفة المرأة بستر جسدها وسلامة الوطن بستر وحماية أمنه القومى، وجاء فى قوله: "لا أدري ماهية العلاقة بين ستر "جسد المرأة" وستر "الأمن القومي" ؟؟. لا أملك دليلا علميا على تلك العلاقة. ولكننا نحتفظ بتراث تاريخي كبير يؤكد وجود تلك العلاقة ولعله دليل "تجريبي" لا نظري يجعله يرقى إلى مرتبة الدليل العلمي". والكاتب محق تماما فى صحة دليله التجريبى (Empirical) المستمد من التاريخ القديم والمعاصر، فالفجور من السفور، وجهد البلاء وآيات الفناء فى سقوط برقع الحياء، والإنسان بيولوجيا هو فصيل من الحيوان لا يميزه عن الكلاب والخنازير والأنعام إلا ستر ما يثير الغرائز والشهوات. وكم من أمم فنيت وتلاشت لفجور نساءها وعنت رجالها وضياع أنسابها. والجدير بالذكر أن من مؤشرات انهيار الإمبراطورية الغربية بالعموم والأمريكية بالخصوص هو انتشار الرزيلة وسقوط الفضيلة وكسر الصحيح وخلط الصريح، فالفتاة الغربية تُنتقد إن سترت عفتها أو احتفظت ببكارتها فهذا معناه أنها قبيحة وليست مليحة، ينفرها الخاصة وينقدها العامة، ناسين متناسين أنها بسفورها وشيوعها تتحول لمراحيض عامة.
والستر بالعموم هو الحفظ للوقاية ولا يكون إلا للأشياء الثمينة عالية القيمة، أما السفور والتبرج فلا يكونا إلا لإعلان المتفرج كلحوم الخراف وأفخاذ الأبقار المعلقة فى حانوت جزار. والستر هو الدليل الظاهر للعفة والاحتشام واحترام العرف والشرع والالتزام، والمظهر ينم عن الجوهر وليس لنا إلا الظاهر والله عز وجل هو الأعلم بالسرائر. والمرأة الطيبة كالزهرة الناضرة يُحكم عليها بمظهرها، أما السافرة فتحتاج لمذاق وذواق وسبر غور واختبار وبعدها يتفضل المتفضل باتخاذ القرار.
أما عن العلاقة بين عفة المرأة بستر جسدها وبين الأمن الوطنى أو القومى فيتلخص فى كون "الأمن" هو حماية مكونات منظومة الوطن ضد الأخطار الخارجية أو الداخلية وهذا لا يتم إلا بسلامة ارتباط مكونات المنظومة ذاتها الذى يكون البشر عمادها وبحفظ أنسابها، ولا ارتباط إلا بوجود مرجعية، ولا مرجعية خير من تعاليم الدين. وفى أنظمة الأمن والسرية هناك ما يسمى بالقابلية للإيذاء (Vulnerability)، وهى السمات التى تجعل الأصول الثمينة معرضة للمخاطر والأخطار والخسائر والأضرار، والمرأة السافرة (مهما كانت) تزيد من درجة تعرضها للإيذاء أقله "الزنا بالنظر" (والعياذ بالله) - إلا إذا كانت لا تعتبر ذلك إيذاء (!!).
والحجاب ليس مجرد جلباب، وإيشارب وخمار ونقاب، بل إنه لمن جلل الأمور علي مر العصور، كسترة ووقاية ضد التبرج والسفور، فهو للفضيلة جوهرها وشكلها، وللرذيلة من أعدي أعدائها، شريطة توفر شروطه، بألا يكون كاشفا، ولعورات الجسد واصفا، وألا يكون متبهرجا متكلفا ملفتا للأنظار، أشرارا كانوا أم أخيارا. والحجاب ليس مجرد علامة رمزية، أو زينة فلكورية، بل فريضة أساسية من فرائض عقيدتنا الإسلامية، بنصوص صريحة ( من الكتاب والسنة) لا تقبل التأويل، مهما أدعي أو تقول الدلاديل وذوي الفكر العليل.
وما حثنا علي هذا المقال، هو ما سمعناه من غثاء الأقوال، مقرونا بسوء الأفعال، من نسوة حنت ظهورهن السنون، وتخطهن رسل المنون، ودَبّ المشيب شعرهن وحفر الزمان خدودا علي جلودهن ووجوههن، وتساقطت أهدابهن والأسنان، وباتوا أقرب للأكفان، أي باختصار.. ودعن الشباب، ورغم هذا يستهزئن بفريضة الحجاب، وأنساهن شيطانهن يوم الحساب حيث الثواب والعقاب. وأيضا (وللأسف) ما رأيناه وشاهدناه من بعض الرموز الثقافية بالديار المصرية، كنا نتخذهم مثلا وقدوة لفترة زمنية، وعندما أدلوا بدلوهم وسمعنا رأيهم فوجعنا وفوجئنا بجهلهم وضحالة فكرهم !!.، وبتنا نتساءل أين ادعاءهم بالعقلانية والمنهجية العلمية والنقد بموضوعية عند تناول الأمور الحياتية؟؟ وأبسط هذه الأشياء أن يكون للناقد المتصدي المعرفة الكلية عما ينقده، ليؤيده أو ليفنده، فقد ظهر جهلهم بالدين وأحكامه ومتون الحديث وبنيانه، ورغم هذا فقد ارتدوا العمائم وقاموا بالإفتاء، وكأن (علوم) الدين من توافه الأشياء!!، و أه .. لو حاول أحدهم ذلك في مهنة سباك أو نقاش، لكان قد أمضي يومين تلاته بغرفة الإنعاش!!، أما أحكام الدين فسداح مداح عرضها مباح.
وفي هذا المقال نستعرض تاريخ (الهجمة التتارية)، علي "حجاب" المحروسة بهية، من قبل "قاسم أمين" إلي اليوم والحين، وللأسف سنتناول بعضا من الأسماء التاريخية لرموز وقادة بالديار المصرية، لنعرف دورهم وسوء أفعالهم، عن عدم دراية وجهالة أو سوء نية وعمالة، والله اعلم بالنفوس وما يدور بالرؤوس. وإلي صلب المقال في الآتي من حوار
- تحدثت في استهلالك عن (الحجاب)، وهو (في رأينا) أمر فرعي لموضوع رئيسي. أليس الأصل هو (قضية تحرير المرأة) الإسلامية، في الأقطار العربية ؟؟
- بداية نقول أن "حركة تحرير المرأة" هي "حركة علمانية" نشأت بالديار المصرية في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، واتخذت (ظاهريا) شكل التقدمية ودعوى الحرية، أما حقيقتها فكانت في إطار الصراعات الإمبراطورية لوئد الخلافة الإسلامية.
وكما تعلم فإن "الأسرة" هي "الوحدة البنائية" للمجتمعات الإنسانية بعمومها والإسلامية بخصوصها، و"المرأة" في الأسرة عمادها وركيزة أركانها، فهن شقائق الرجال وبناة الأجيال. هي الأم الحانية، حليبها اصدق طعام وحضنها أطيب مقام، وحشاها أصل الأنام. وهي الزوجة المخلصة، عشقها حلال وشهدها سيال، آية وسكني، ملاذ ومأوي، مدبرة الأمر ورفيقة العمر، القليل في يدها كثير والرزق بتدبيرها وفير. وهي الابنة والشقيقة والعمة والخالة، ملاذنا وقت ضيقنا وعوزنا، وبهجة حياتنا إن تبسمت الدنيا لنا. لذا فضرب الوحدة البنائية، أو قل اللبنية، يقوض أركان الأسرة الإسلامية، ولكون المرأة أساسها فهي المستهدفة، لا بذاتها ولكن بدورها وتأثيرها. وعموما نقول .. أن لكل روضة ريحانها، وريحانة عالمنا نساءها، فهن لنا لباس وفي الحياة إيناس، فويل لنا إن أفسدوا لباسنا وأضلوا إيناسنا - ويل لنا إن أفسدوا لباسنا وأضلوا إيناسنا - ويل لنا إن أفسدوا لباسنا وأضلوا إيناسنا.
- تتحدث عن التاريخ والتأريخ فما بال المحروسة بالخلافة الإسلامية ؟؟؟، ألم يكن من الأجدى إثارة القضية (قديما) بالديار التركية، وهي مركز الخلافة الإسلامية؟؟؟
- المحروسة درة البلدان العربية الإسلامية، وهي كانت من مقر الخلافة بتركيا أهم أطرافها، ومن باقي الأمصار قدوتها وأعلي مثال لها. ولا تنسي أن المحروسة كانت تحت نير الاحتلال المباشر بعد هزيمة (أحمد عرابي) في التل الكبير، عام 1882م، مما يسهل إدارة أمرها، والسيطرة علي مقدراتها، لذا فغزو نساء المحروسة واحتوائهن يمهد الطريق لما حولها، وبتقطيع أطراف الخلافة يسهل ضربها في قلبها.
- وإلام تدعو تلك الحركة العلمانية في تحرير المرأة الإسلامية؟
- تتلخص الدعوة في تحرير المرأة من التكاليف الإسلامية المنصوص عليها بالأحكام الشرعية، كالحجاب وتقييد الطلاق وإلغاء تعدد الزوجات، والمساواة بالميراث والتعليم والتعيين من درجة خفير لمراتب الوالي والقاضي والوزير، وإلغاء قيد السفر دون إذن وليها، وتكون المهيمنة المسيطرة علي أمرها، بل والأدهي أن تكون وليّة علي أولادها حتى في وجود بعلها .. !!!!، وأن تحاكي المرأة الغربية في كل أمرها فهي المثل الأعلى والقدوة لها.
- عجيب !!، هناك أشياء تنالها المرأة عندنا ولا تتوافر عندهم!! ، فهناك مثلا عدم تساوي بالأجور في الولايات المتحدة، وهناك بلدان أوربية يرث الذكر الأكبر كل الميراث.
- لسنا بصدد المقارنة أو المقارعة، ويكفينا القول أنهم حولوا المرأة "لبورنو" و"إستربتيز"، بلابيص عرايا هدوم مافيش !!، وهناك الزواج المدني للمثيل من جنسه أو من جنسها، أرأيت الحضارة ومجدها ؟؟. عموما .. دعنا نسرد لك تاريخ الحركة النسائية بتأن وروية، فالأحداث تشي بالأنباء ومن التضاد تتميز الأشياء:
1 – أول شيء استطعنا إدراكه هو كتاب "المرأة في الشرق"، صدر بالعقد الأخير من القرن التاسع عشر، أي بعد الاحتلال البريطاني (1882) بقليل، مؤلفه نصراني ويعمل محامي، أسمه "مرقص فهمي"، يدعو فيه للآتي: القضاء علي الحجاب لأنه للعقل حجاب، إباحة الاختلاط بين الأولاد والبنات، تقييد الطلاق مثل الأقباط، منع الزواج بأكثر من واحدة لكونه من الممارسات المفرطة، وأخيرا وليس أخرا .. إباحة الزواج بين النساء المسلمات والرجال المسيحيين لتقوية أواصر العقائد والدين !!.
2 –ودخل المعمعة كاتب أرستقراطي من ديار الفرنسيس يسمي "الكونت داركور"، أصدر كتابا في عام (1894) يهاجم فيه مصر والمثقفين، لقبولهم حسب زعمه (بالحجاب المهين!!)، فتلقف أرائه أحد المصريين ويُدعي "قاسم أمين"، ونادي بمبادئ "داركور" لمنع الحجاب وإباحة السفور، وأصدر في عام (1899)، أول كتاب له تحت عنوان "تحرير المرأة"، بدعم ومباركة من زعماء سياسيين ومفكرين ومثقفين، منهم الشيخ محمد عبده (صاحب نظرية المستبد العادل)، وأحمد لطفي السيد (العلماني الأصيل)، ومعهم زعيم الأمة !!!! المدعو سعد باشا زغلول !!!، ودعا فيه لنبذ الحجاب، لكونه ليس من الإسلام بل من تأويل الكلام، وأفتي (رغم كونه نصرانيا) بان السفور ليس خروجا علي الدين !!!. ومن فرحة الإنجليز بالكتاب، (تحرير المرأة)، عملوه رقية وحجاب، فترجموه ونشروه في الهند والبلدان العربية والمستعمرات الإسلامية.
3 – وكما يوجد المهاويس والأشرار يوجد العقلاء والأخيار، فقد هاجم الزعيم الوطنى "مصطفي كامل"، زعيم الحزب الوطني، كتاب "تحرير المرأة" ووصفه بالمهين وبأنه ترويجا لأفكار البريطانيين. وأصدر الاقتصادي المصري الشريف، والمسلم الحر العفيف "محمد طلعت حرب"، كتابه "تربية المرأة والحجاب"، للرد علي المدعو "قاسم أمين" في كتابة المذكور، ملخصا قوله: "إن رفع الحجاب وإباحة السفور كلاهما أمنية تتمناها القوي الاستعمارية، والصليبية الأوربية، علي مر العصور.
4 – ومثلما تكون المجارير مناخا جيدا للصراصير، كانت المحروسة أبانها في أسوء حالاتها، للاحتلال والمديونية ومدعي الثقافة الغربية، فصدر كتابه الثاني، لتأكيد الأولاني تحت مسمي "المرأة الجديدة !!" في عام 1900م، أرتكز فيه علي أراء "المتنورين" من العلماء الغربيين.
5 – الجدير بالذكر أن "قاسم أمين" قد بدأ مؤلفاته في ديار المحروسة بكتاب "المصريون"، وكان يقطر دفاعا وحماسا عن فضائل الإسلام علي المرأة المصرية، منوها بالحجاب ودوره في العفاف والفضيلة ومقاومة الرذيلة. ودوام الحال من المحال، فقد أختلط بالصالونات الأرستقراطية وأعادوا برمجته مرة ثانية، فأصدر كتابيه السابق ذكرهما (تحرير المرأة، والمرأة الجديدة)، جاعلا نفسه حامل لواء "التبرج" بين المسلمين، (ولعنه الله علي المنافقين !!).
6 – وتحول الأمر لمولد وصاحبة غايب، لا مدقق ولا محاسب ولا رقيب ولا معاقب، فصدرت مجلة تسمي "السفور"!! من شخص عميل مأجور، أبان أوليات الحرب العالمية، والناس في أزمة وملهية، دعت للسفور ونزع الحجاب، وإباحة الاختلاط لنكون أحباب!!
7 – بدأت إرهاصات "الحركة النسائية السياسية" أبان ثورة 1919 الشعبية، ففي الربيع من ذاك العام ظهرت بعض النسوة للعوام، يهتفن بمظاهرة (تحيا مصر .. يسقط الاحتلال)، استغلها البعض (لاحقا) كبداية الانحلال.
8 – وكانت بداية "السفور" الرسمية في ثغر الإسكندرية، حين قام "سعد باشا زغلول" بنزع الحجاب عن وجه رئيسة وفد الحركة النسائية السيدة "نور الهدي محمد سلطان" الشهيرة ب (هدي شعراوي)، القادمة لتهنئته بالعودة الحميدة من منفاه، وتبعتها زميلاتها ومن كانوا في معيتها!!،ونخص بالذكر والكلام السيدة "زينب مراد" والتي وجدت اسمها موضة قديمة، فغيرته لأسم ذى قيمة، وأخذت له شكل تاني أسمته (سيزا نبراوي)، وكانت وهدي شعراوي أول من خلعتا الحجاب، بمباركة زعيم الأمة المهاب.
9 – تأسس الاتحاد النسائي بالمحروسة في (1924م)، بعد العودة الحميدة لمؤسسته العتيدة، السيدة "هدى شعراوي"، من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في "روما" عام (1922م)، وأرتكز الإتحاد علي المبادئ الأساسية للسادة المتنورين "مرقص فهمي" و"قاسم أمين".
10 – وكما قلنا، أن المحروسة هي المثل والقدوة للأمة العربية، فقد مهد هذا الإتحاد الطريق لعقد (مؤتمر الإتحاد النسائي العربي) عام (1944م)، حضرته مندوبات متنورات من (بعض) البلدان العربية. ومن مظاهر التأييد الغربي لتلك الثورة النسائية قيام "حرم الرئيس الأمريكي روزفلت" بإرسال برقية تأييد لهذا المؤتمر الوليد.
11 – ويصدق قول الشاعر حينما قال "علمته الرماية فلما أشتد ساعده رماني !!"، فقد شجعت المحروسة أبنتها "درية شفيق" وهي من تلميذات "لطفي السيد" لنيل درجة الدكتوراه من فرنسا، والتي قامت بزيارات للعديد من البلدان الأوربية، والتي بدورها صورتها علي كونها (داعية الحرية من قيود التخلف الإسلامية وتقاليده البالية الرجعية، كالحجاب والطلاق وتعدد الزوجات)!!، (وعلي القارئ أن يلاحظ تشابه ما حدث منذ ستة عقود بما يحدث الآن، ويمكن الرجوع لمقالنا في هذا الخصوص (مقال "السوبر ستار وتخاريف الأسحار" – عن الدكتورة "نوال السعداوى"). وبعد عودة "درية شفيق" لديار المحروسة قامت بتشكيل حزب "بنت النيل" في عام 1949م بدعم وتأييد من السفارة البريطانية والسفارة الأمريكية، هبات مالية وزيارات أوربية وبروباجندا بالمحافل الدولية، وهو ما ثبت عليها عندما وشت بها احدي زميلاتها من عضوات الحزب!!!!.، الأمر الذي أدي لاستقالتها. وجاءت الخاتمة المنطقية إلي نفايات التاريخ، فبعد ثورة 1952 حاولت "درية شفيق" البدء من جديد واللعب مع الضباط الثورجية، فخاضت الانتخابات البرلمانية لكنها مُنيت بخيبة قوية، الأمر الذي أدي لاعتزالها الحياة السياسية، مكتفية بحضور المؤتمرات النسائية بالمحافل الدولية.
12 – ومن رائدات عصر الجمهورية، السيدة "سهير القلماوي"، وهي خريجة المدارس والمعاهد الأمريكية، وتنقلت في العديد من الجامعات الغربية، ثم عادت للتدربس بالديار المصرية. ومنهن أيضا السيدة "أمينة السعيد"، التلميذة النجيبة لعميد الأدب المصري "طه حسين"، والتي دعت بجرأة منقطعة النظير إلي "تغريب" المحروسة !!!، أي جعلها علي النمط الغربي وخلع جلدها العربي الإسلامي، وترأست مجلة "حواء" المصرية، والتي سخرتها للهجوم والسخرية من الآداب والتعاليم الإسلامية، ومن أقوالها المأثورة: "كيف يخضع المسلمون المصريون لأراء أربعة فقهاء ولدوا في عصر الظلام ولدينا الميثاق !!!، تقصد ميثاق عبد الناصر". ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!!! (ده من عندي !!)، ومن أقوالها أيضا: "ارتداء الحجاب يجعل النساء كالعفاريت !!!" (لاحظ التشابه فيما حدث زمان ويحدث الآن !!). أما الختام المسك فقد كان مع قدوم ":نوال السعداوي" (!!!)، والأمر المخيف إنها غنية عن التعريف!!، ومن أقوالها المأثورة نقتطف (!!!) لكم الآتي: "أنا أعلم بالقرآن من الشعراوي"، "إذا كان النبي محمد قد أخطأ لأنه بشر يخطئ ويصيب فكيف تريدني أن أمشي خلفه في الخطأ"، " أنادي بان ينتسب المواليد للأم والعرف خطآ"، "لماذا يتزوج الرجل أربعة وأنا لا"، "الحج وتقبيل الحجر السود عادة وثنية، والحج ليس ركنا من أركان الإسلام" وعلي المهتمين الرجوع لمقالنا في الرد علي هرطقتها(مقال "السوبر ستار وتخاريف الأسحار").
- ولكن أليس عودة (الحجاب) بقوة منذ سبعينات القرن العشرين، أي بعد نكسة سبعة وستين، لدلالة علي أنه (ثمرة النكسة) ؟؟
- ولماذا لم تكن (النكسة) هي ثمرة التخلي عن (الحجاب) كمظهر من مظاهر الابتعاد عن التعاليم الإسلامية؟؟ - ألم يهدنا الله ويقدر الأمور (العفوية من جانب البشر والغير مقصودة) ليعود إلينا وعينا ورشدنا ونعبر الهزيمة ب (الله أكبر) في ثلاثة وسبعين.
- عفوا .. ما معني (الأمور العفوية من جانب البشر والغير مقصودة) ؟؟
- نقول باختصار، إن من بينها محاولات "السادات" لضرب القوي اليسارية في السبعينات، بدعمه "الميكيافيللي" للجماعات الإسلامية، فنمت الجماعات وتنظمت وباتت قوة لا يمكن إعادة وئدها. وهناك أيضا المحاولات الأمريكية لضرب "الإتحاد السوفيتي" في أفغانستان، وبمساعدة العديد من الدول العربية والإسلامية (مصر والسعودية وباكستان)، فأفرخت فصائل المجاهدين وكانت ختامها القاعدة والعرب الأفغان. وهناك الهجمات الصليبية (الخارجية والداخلية) علي العقيدة الإسلامية في شتي أنحاء العالم، فكانت النتيجة "شدة تمسك المسلمون بدينهم"، واستعذابهم الإيذاء إن كان ثمنا لذودهم عن عقيدتهم.
- ياله من تاريخ وبال في الانتقال من حال لحال، فيه العديد من قبح السيرة ودناءة السريرة، فما أكثر ما رأينا من صعلوك يتسم بسوء السلوك، وما أكثر ما رأينا من نسوة مزقت جلبابها وهتكت حجابها، وكلهم دعوا لأخذ المدنية الغربية (وطلائها) وأهملوا تقنيتها وعلمها، يذكون في النساء عقوقهن بدعوى حقوقهن، يريدونها تتبرج وبالفتنة تتبهرج، ولا يهم إن أفسدت أولادها أو نشزت عن زوجها، ناسين متناسين أن الغرب قد جعل النساء تجارة وبغاء، وجعلوها تتلوي كالثعبان لتسويق إعلان وفي هذا إهدار لقيمتها كإنسان.
- صدقت، وبهذا انهينا الجولة التاريخية، وبعض من العلاقات الإرتباطية، ومازال فى حديثنا بقية.
هشام الناصر
السبت 21أكتوبر 2006
[email protected]
http://www.maktoobblog.com/Alnasser_Hesham


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.