عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث في موضوع الحجاب (1)
نشر في الشعب يوم 28 - 10 - 2006

تساءل الكاتب الصحافى الإسلامى "محمود سلطان" بجريدة "المصريون" عن العلاقة بين عفة المرأة بستر جسدها وسلامة الوطن بستر وحماية أمنه القومى، وجاء فى قوله: "لا أدري ماهية العلاقة بين ستر "جسد المرأة" وستر "الأمن القومي" ؟؟. لا أملك دليلا علميا على تلك العلاقة. ولكننا نحتفظ بتراث تاريخي كبير يؤكد وجود تلك العلاقة ولعله دليل "تجريبي" لا نظري يجعله يرقى إلى مرتبة الدليل العلمي". والكاتب محق تماما فى صحة دليله التجريبى (Empirical) المستمد من التاريخ القديم والمعاصر، فالفجور من السفور، وجهد البلاء وآيات الفناء فى سقوط برقع الحياء، والإنسان بيولوجيا هو فصيل من الحيوان لا يميزه عن الكلاب والخنازير والأنعام إلا ستر ما يثير الغرائز والشهوات. وكم من أمم فنيت وتلاشت لفجور نساءها وعنت رجالها وضياع أنسابها. والجدير بالذكر أن من مؤشرات انهيار الإمبراطورية الغربية بالعموم والأمريكية بالخصوص هو انتشار الرزيلة وسقوط الفضيلة وكسر الصحيح وخلط الصريح، فالفتاة الغربية تُنتقد إن سترت عفتها أو احتفظت ببكارتها فهذا معناه أنها قبيحة وليست مليحة، ينفرها الخاصة وينقدها العامة، ناسين متناسين أنها بسفورها وشيوعها تتحول لمراحيض عامة.
والستر بالعموم هو الحفظ للوقاية ولا يكون إلا للأشياء الثمينة عالية القيمة، أما السفور والتبرج فلا يكونا إلا لإعلان المتفرج كلحوم الخراف وأفخاذ الأبقار المعلقة فى حانوت جزار. والستر هو الدليل الظاهر للعفة والاحتشام واحترام العرف والشرع والالتزام، والمظهر ينم عن الجوهر وليس لنا إلا الظاهر والله عز وجل هو الأعلم بالسرائر. والمرأة الطيبة كالزهرة الناضرة يُحكم عليها بمظهرها، أما السافرة فتحتاج لمذاق وذواق وسبر غور واختبار وبعدها يتفضل المتفضل باتخاذ القرار.
أما عن العلاقة بين عفة المرأة بستر جسدها وبين الأمن الوطنى أو القومى فيتلخص فى كون "الأمن" هو حماية مكونات منظومة الوطن ضد الأخطار الخارجية أو الداخلية وهذا لا يتم إلا بسلامة ارتباط مكونات المنظومة ذاتها الذى يكون البشر عمادها وبحفظ أنسابها، ولا ارتباط إلا بوجود مرجعية، ولا مرجعية خير من تعاليم الدين. وفى أنظمة الأمن والسرية هناك ما يسمى بالقابلية للإيذاء (Vulnerability)، وهى السمات التى تجعل الأصول الثمينة معرضة للمخاطر والأخطار والخسائر والأضرار، والمرأة السافرة (مهما كانت) تزيد من درجة تعرضها للإيذاء أقله "الزنا بالنظر" (والعياذ بالله) - إلا إذا كانت لا تعتبر ذلك إيذاء (!!).
والحجاب ليس مجرد جلباب، وإيشارب وخمار ونقاب، بل إنه لمن جلل الأمور علي مر العصور، كسترة ووقاية ضد التبرج والسفور، فهو للفضيلة جوهرها وشكلها، وللرذيلة من أعدي أعدائها، شريطة توفر شروطه، بألا يكون كاشفا، ولعورات الجسد واصفا، وألا يكون متبهرجا متكلفا ملفتا للأنظار، أشرارا كانوا أم أخيارا. والحجاب ليس مجرد علامة رمزية، أو زينة فلكورية، بل فريضة أساسية من فرائض عقيدتنا الإسلامية، بنصوص صريحة ( من الكتاب والسنة) لا تقبل التأويل، مهما أدعي أو تقول الدلاديل وذوي الفكر العليل.
وما حثنا علي هذا المقال، هو ما سمعناه من غثاء الأقوال، مقرونا بسوء الأفعال، من نسوة حنت ظهورهن السنون، وتخطهن رسل المنون، ودَبّ المشيب شعرهن وحفر الزمان خدودا علي جلودهن ووجوههن، وتساقطت أهدابهن والأسنان، وباتوا أقرب للأكفان، أي باختصار.. ودعن الشباب، ورغم هذا يستهزئن بفريضة الحجاب، وأنساهن شيطانهن يوم الحساب حيث الثواب والعقاب. وأيضا (وللأسف) ما رأيناه وشاهدناه من بعض الرموز الثقافية بالديار المصرية، كنا نتخذهم مثلا وقدوة لفترة زمنية، وعندما أدلوا بدلوهم وسمعنا رأيهم فوجعنا وفوجئنا بجهلهم وضحالة فكرهم !!.، وبتنا نتساءل أين ادعاءهم بالعقلانية والمنهجية العلمية والنقد بموضوعية عند تناول الأمور الحياتية؟؟ وأبسط هذه الأشياء أن يكون للناقد المتصدي المعرفة الكلية عما ينقده، ليؤيده أو ليفنده، فقد ظهر جهلهم بالدين وأحكامه ومتون الحديث وبنيانه، ورغم هذا فقد ارتدوا العمائم وقاموا بالإفتاء، وكأن (علوم) الدين من توافه الأشياء!!، و أه .. لو حاول أحدهم ذلك في مهنة سباك أو نقاش، لكان قد أمضي يومين تلاته بغرفة الإنعاش!!، أما أحكام الدين فسداح مداح عرضها مباح.
وفي هذا المقال نستعرض تاريخ (الهجمة التتارية)، علي "حجاب" المحروسة بهية، من قبل "قاسم أمين" إلي اليوم والحين، وللأسف سنتناول بعضا من الأسماء التاريخية لرموز وقادة بالديار المصرية، لنعرف دورهم وسوء أفعالهم، عن عدم دراية وجهالة أو سوء نية وعمالة، والله اعلم بالنفوس وما يدور بالرؤوس. وإلي صلب المقال في الآتي من حوار
- تحدثت في استهلالك عن (الحجاب)، وهو (في رأينا) أمر فرعي لموضوع رئيسي. أليس الأصل هو (قضية تحرير المرأة) الإسلامية، في الأقطار العربية ؟؟
- بداية نقول أن "حركة تحرير المرأة" هي "حركة علمانية" نشأت بالديار المصرية في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، واتخذت (ظاهريا) شكل التقدمية ودعوى الحرية، أما حقيقتها فكانت في إطار الصراعات الإمبراطورية لوئد الخلافة الإسلامية.
وكما تعلم فإن "الأسرة" هي "الوحدة البنائية" للمجتمعات الإنسانية بعمومها والإسلامية بخصوصها، و"المرأة" في الأسرة عمادها وركيزة أركانها، فهن شقائق الرجال وبناة الأجيال. هي الأم الحانية، حليبها اصدق طعام وحضنها أطيب مقام، وحشاها أصل الأنام. وهي الزوجة المخلصة، عشقها حلال وشهدها سيال، آية وسكني، ملاذ ومأوي، مدبرة الأمر ورفيقة العمر، القليل في يدها كثير والرزق بتدبيرها وفير. وهي الابنة والشقيقة والعمة والخالة، ملاذنا وقت ضيقنا وعوزنا، وبهجة حياتنا إن تبسمت الدنيا لنا. لذا فضرب الوحدة البنائية، أو قل اللبنية، يقوض أركان الأسرة الإسلامية، ولكون المرأة أساسها فهي المستهدفة، لا بذاتها ولكن بدورها وتأثيرها. وعموما نقول .. أن لكل روضة ريحانها، وريحانة عالمنا نساءها، فهن لنا لباس وفي الحياة إيناس، فويل لنا إن أفسدوا لباسنا وأضلوا إيناسنا - ويل لنا إن أفسدوا لباسنا وأضلوا إيناسنا - ويل لنا إن أفسدوا لباسنا وأضلوا إيناسنا.
- تتحدث عن التاريخ والتأريخ فما بال المحروسة بالخلافة الإسلامية ؟؟؟، ألم يكن من الأجدى إثارة القضية (قديما) بالديار التركية، وهي مركز الخلافة الإسلامية؟؟؟
- المحروسة درة البلدان العربية الإسلامية، وهي كانت من مقر الخلافة بتركيا أهم أطرافها، ومن باقي الأمصار قدوتها وأعلي مثال لها. ولا تنسي أن المحروسة كانت تحت نير الاحتلال المباشر بعد هزيمة (أحمد عرابي) في التل الكبير، عام 1882م، مما يسهل إدارة أمرها، والسيطرة علي مقدراتها، لذا فغزو نساء المحروسة واحتوائهن يمهد الطريق لما حولها، وبتقطيع أطراف الخلافة يسهل ضربها في قلبها.
- وإلام تدعو تلك الحركة العلمانية في تحرير المرأة الإسلامية؟
- تتلخص الدعوة في تحرير المرأة من التكاليف الإسلامية المنصوص عليها بالأحكام الشرعية، كالحجاب وتقييد الطلاق وإلغاء تعدد الزوجات، والمساواة بالميراث والتعليم والتعيين من درجة خفير لمراتب الوالي والقاضي والوزير، وإلغاء قيد السفر دون إذن وليها، وتكون المهيمنة المسيطرة علي أمرها، بل والأدهي أن تكون وليّة علي أولادها حتى في وجود بعلها .. !!!!، وأن تحاكي المرأة الغربية في كل أمرها فهي المثل الأعلى والقدوة لها.
- عجيب !!، هناك أشياء تنالها المرأة عندنا ولا تتوافر عندهم!! ، فهناك مثلا عدم تساوي بالأجور في الولايات المتحدة، وهناك بلدان أوربية يرث الذكر الأكبر كل الميراث.
- لسنا بصدد المقارنة أو المقارعة، ويكفينا القول أنهم حولوا المرأة "لبورنو" و"إستربتيز"، بلابيص عرايا هدوم مافيش !!، وهناك الزواج المدني للمثيل من جنسه أو من جنسها، أرأيت الحضارة ومجدها ؟؟. عموما .. دعنا نسرد لك تاريخ الحركة النسائية بتأن وروية، فالأحداث تشي بالأنباء ومن التضاد تتميز الأشياء:
1 – أول شيء استطعنا إدراكه هو كتاب "المرأة في الشرق"، صدر بالعقد الأخير من القرن التاسع عشر، أي بعد الاحتلال البريطاني (1882) بقليل، مؤلفه نصراني ويعمل محامي، أسمه "مرقص فهمي"، يدعو فيه للآتي: القضاء علي الحجاب لأنه للعقل حجاب، إباحة الاختلاط بين الأولاد والبنات، تقييد الطلاق مثل الأقباط، منع الزواج بأكثر من واحدة لكونه من الممارسات المفرطة، وأخيرا وليس أخرا .. إباحة الزواج بين النساء المسلمات والرجال المسيحيين لتقوية أواصر العقائد والدين !!.
2 –ودخل المعمعة كاتب أرستقراطي من ديار الفرنسيس يسمي "الكونت داركور"، أصدر كتابا في عام (1894) يهاجم فيه مصر والمثقفين، لقبولهم حسب زعمه (بالحجاب المهين!!)، فتلقف أرائه أحد المصريين ويُدعي "قاسم أمين"، ونادي بمبادئ "داركور" لمنع الحجاب وإباحة السفور، وأصدر في عام (1899)، أول كتاب له تحت عنوان "تحرير المرأة"، بدعم ومباركة من زعماء سياسيين ومفكرين ومثقفين، منهم الشيخ محمد عبده (صاحب نظرية المستبد العادل)، وأحمد لطفي السيد (العلماني الأصيل)، ومعهم زعيم الأمة !!!! المدعو سعد باشا زغلول !!!، ودعا فيه لنبذ الحجاب، لكونه ليس من الإسلام بل من تأويل الكلام، وأفتي (رغم كونه نصرانيا) بان السفور ليس خروجا علي الدين !!!. ومن فرحة الإنجليز بالكتاب، (تحرير المرأة)، عملوه رقية وحجاب، فترجموه ونشروه في الهند والبلدان العربية والمستعمرات الإسلامية.
3 – وكما يوجد المهاويس والأشرار يوجد العقلاء والأخيار، فقد هاجم الزعيم الوطنى "مصطفي كامل"، زعيم الحزب الوطني، كتاب "تحرير المرأة" ووصفه بالمهين وبأنه ترويجا لأفكار البريطانيين. وأصدر الاقتصادي المصري الشريف، والمسلم الحر العفيف "محمد طلعت حرب"، كتابه "تربية المرأة والحجاب"، للرد علي المدعو "قاسم أمين" في كتابة المذكور، ملخصا قوله: "إن رفع الحجاب وإباحة السفور كلاهما أمنية تتمناها القوي الاستعمارية، والصليبية الأوربية، علي مر العصور.
4 – ومثلما تكون المجارير مناخا جيدا للصراصير، كانت المحروسة أبانها في أسوء حالاتها، للاحتلال والمديونية ومدعي الثقافة الغربية، فصدر كتابه الثاني، لتأكيد الأولاني تحت مسمي "المرأة الجديدة !!" في عام 1900م، أرتكز فيه علي أراء "المتنورين" من العلماء الغربيين.
5 – الجدير بالذكر أن "قاسم أمين" قد بدأ مؤلفاته في ديار المحروسة بكتاب "المصريون"، وكان يقطر دفاعا وحماسا عن فضائل الإسلام علي المرأة المصرية، منوها بالحجاب ودوره في العفاف والفضيلة ومقاومة الرذيلة. ودوام الحال من المحال، فقد أختلط بالصالونات الأرستقراطية وأعادوا برمجته مرة ثانية، فأصدر كتابيه السابق ذكرهما (تحرير المرأة، والمرأة الجديدة)، جاعلا نفسه حامل لواء "التبرج" بين المسلمين، (ولعنه الله علي المنافقين !!).
6 – وتحول الأمر لمولد وصاحبة غايب، لا مدقق ولا محاسب ولا رقيب ولا معاقب، فصدرت مجلة تسمي "السفور"!! من شخص عميل مأجور، أبان أوليات الحرب العالمية، والناس في أزمة وملهية، دعت للسفور ونزع الحجاب، وإباحة الاختلاط لنكون أحباب!!
7 – بدأت إرهاصات "الحركة النسائية السياسية" أبان ثورة 1919 الشعبية، ففي الربيع من ذاك العام ظهرت بعض النسوة للعوام، يهتفن بمظاهرة (تحيا مصر .. يسقط الاحتلال)، استغلها البعض (لاحقا) كبداية الانحلال.
8 – وكانت بداية "السفور" الرسمية في ثغر الإسكندرية، حين قام "سعد باشا زغلول" بنزع الحجاب عن وجه رئيسة وفد الحركة النسائية السيدة "نور الهدي محمد سلطان" الشهيرة ب (هدي شعراوي)، القادمة لتهنئته بالعودة الحميدة من منفاه، وتبعتها زميلاتها ومن كانوا في معيتها!!،ونخص بالذكر والكلام السيدة "زينب مراد" والتي وجدت اسمها موضة قديمة، فغيرته لأسم ذى قيمة، وأخذت له شكل تاني أسمته (سيزا نبراوي)، وكانت وهدي شعراوي أول من خلعتا الحجاب، بمباركة زعيم الأمة المهاب.
9 – تأسس الاتحاد النسائي بالمحروسة في (1924م)، بعد العودة الحميدة لمؤسسته العتيدة، السيدة "هدى شعراوي"، من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في "روما" عام (1922م)، وأرتكز الإتحاد علي المبادئ الأساسية للسادة المتنورين "مرقص فهمي" و"قاسم أمين".
10 – وكما قلنا، أن المحروسة هي المثل والقدوة للأمة العربية، فقد مهد هذا الإتحاد الطريق لعقد (مؤتمر الإتحاد النسائي العربي) عام (1944م)، حضرته مندوبات متنورات من (بعض) البلدان العربية. ومن مظاهر التأييد الغربي لتلك الثورة النسائية قيام "حرم الرئيس الأمريكي روزفلت" بإرسال برقية تأييد لهذا المؤتمر الوليد.
11 – ويصدق قول الشاعر حينما قال "علمته الرماية فلما أشتد ساعده رماني !!"، فقد شجعت المحروسة أبنتها "درية شفيق" وهي من تلميذات "لطفي السيد" لنيل درجة الدكتوراه من فرنسا، والتي قامت بزيارات للعديد من البلدان الأوربية، والتي بدورها صورتها علي كونها (داعية الحرية من قيود التخلف الإسلامية وتقاليده البالية الرجعية، كالحجاب والطلاق وتعدد الزوجات)!!، (وعلي القارئ أن يلاحظ تشابه ما حدث منذ ستة عقود بما يحدث الآن، ويمكن الرجوع لمقالنا في هذا الخصوص (مقال "السوبر ستار وتخاريف الأسحار" – عن الدكتورة "نوال السعداوى"). وبعد عودة "درية شفيق" لديار المحروسة قامت بتشكيل حزب "بنت النيل" في عام 1949م بدعم وتأييد من السفارة البريطانية والسفارة الأمريكية، هبات مالية وزيارات أوربية وبروباجندا بالمحافل الدولية، وهو ما ثبت عليها عندما وشت بها احدي زميلاتها من عضوات الحزب!!!!.، الأمر الذي أدي لاستقالتها. وجاءت الخاتمة المنطقية إلي نفايات التاريخ، فبعد ثورة 1952 حاولت "درية شفيق" البدء من جديد واللعب مع الضباط الثورجية، فخاضت الانتخابات البرلمانية لكنها مُنيت بخيبة قوية، الأمر الذي أدي لاعتزالها الحياة السياسية، مكتفية بحضور المؤتمرات النسائية بالمحافل الدولية.
12 – ومن رائدات عصر الجمهورية، السيدة "سهير القلماوي"، وهي خريجة المدارس والمعاهد الأمريكية، وتنقلت في العديد من الجامعات الغربية، ثم عادت للتدربس بالديار المصرية. ومنهن أيضا السيدة "أمينة السعيد"، التلميذة النجيبة لعميد الأدب المصري "طه حسين"، والتي دعت بجرأة منقطعة النظير إلي "تغريب" المحروسة !!!، أي جعلها علي النمط الغربي وخلع جلدها العربي الإسلامي، وترأست مجلة "حواء" المصرية، والتي سخرتها للهجوم والسخرية من الآداب والتعاليم الإسلامية، ومن أقوالها المأثورة: "كيف يخضع المسلمون المصريون لأراء أربعة فقهاء ولدوا في عصر الظلام ولدينا الميثاق !!!، تقصد ميثاق عبد الناصر". ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!!! (ده من عندي !!)، ومن أقوالها أيضا: "ارتداء الحجاب يجعل النساء كالعفاريت !!!" (لاحظ التشابه فيما حدث زمان ويحدث الآن !!). أما الختام المسك فقد كان مع قدوم ":نوال السعداوي" (!!!)، والأمر المخيف إنها غنية عن التعريف!!، ومن أقوالها المأثورة نقتطف (!!!) لكم الآتي: "أنا أعلم بالقرآن من الشعراوي"، "إذا كان النبي محمد قد أخطأ لأنه بشر يخطئ ويصيب فكيف تريدني أن أمشي خلفه في الخطأ"، " أنادي بان ينتسب المواليد للأم والعرف خطآ"، "لماذا يتزوج الرجل أربعة وأنا لا"، "الحج وتقبيل الحجر السود عادة وثنية، والحج ليس ركنا من أركان الإسلام" وعلي المهتمين الرجوع لمقالنا في الرد علي هرطقتها(مقال "السوبر ستار وتخاريف الأسحار").
- ولكن أليس عودة (الحجاب) بقوة منذ سبعينات القرن العشرين، أي بعد نكسة سبعة وستين، لدلالة علي أنه (ثمرة النكسة) ؟؟
- ولماذا لم تكن (النكسة) هي ثمرة التخلي عن (الحجاب) كمظهر من مظاهر الابتعاد عن التعاليم الإسلامية؟؟ - ألم يهدنا الله ويقدر الأمور (العفوية من جانب البشر والغير مقصودة) ليعود إلينا وعينا ورشدنا ونعبر الهزيمة ب (الله أكبر) في ثلاثة وسبعين.
- عفوا .. ما معني (الأمور العفوية من جانب البشر والغير مقصودة) ؟؟
- نقول باختصار، إن من بينها محاولات "السادات" لضرب القوي اليسارية في السبعينات، بدعمه "الميكيافيللي" للجماعات الإسلامية، فنمت الجماعات وتنظمت وباتت قوة لا يمكن إعادة وئدها. وهناك أيضا المحاولات الأمريكية لضرب "الإتحاد السوفيتي" في أفغانستان، وبمساعدة العديد من الدول العربية والإسلامية (مصر والسعودية وباكستان)، فأفرخت فصائل المجاهدين وكانت ختامها القاعدة والعرب الأفغان. وهناك الهجمات الصليبية (الخارجية والداخلية) علي العقيدة الإسلامية في شتي أنحاء العالم، فكانت النتيجة "شدة تمسك المسلمون بدينهم"، واستعذابهم الإيذاء إن كان ثمنا لذودهم عن عقيدتهم.
- ياله من تاريخ وبال في الانتقال من حال لحال، فيه العديد من قبح السيرة ودناءة السريرة، فما أكثر ما رأينا من صعلوك يتسم بسوء السلوك، وما أكثر ما رأينا من نسوة مزقت جلبابها وهتكت حجابها، وكلهم دعوا لأخذ المدنية الغربية (وطلائها) وأهملوا تقنيتها وعلمها، يذكون في النساء عقوقهن بدعوى حقوقهن، يريدونها تتبرج وبالفتنة تتبهرج، ولا يهم إن أفسدت أولادها أو نشزت عن زوجها، ناسين متناسين أن الغرب قد جعل النساء تجارة وبغاء، وجعلوها تتلوي كالثعبان لتسويق إعلان وفي هذا إهدار لقيمتها كإنسان.
- صدقت، وبهذا انهينا الجولة التاريخية، وبعض من العلاقات الإرتباطية، ومازال فى حديثنا بقية.
هشام الناصر
السبت 21أكتوبر 2006
[email protected]
http://www.maktoobblog.com/Alnasser_Hesham


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.