أعلن الازهر الشريف اعداد مبادرة حول مقترحات استرشادية تتضمن معايير ملائمة لتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، توضع بين يدي الهيئة البرلمانية المنتخبة لمجلسي الشعب والشوري للاسترشاد بها، انطلاقًا من مبدأ الجمع بين تمثيل مختلف فئات الشعب وتحقيق أقصي درجة من الإفادة من الكفاءات الوطنية، واحترام النصوص الدستورية. قال الازهر في بيان أصدره أمس أنه تم عقد اجتماع ضم نخبة من علماء الازهر والمثقفين المصريين استجابة لتطلعات المصريين في هذه المرحلة الدقيقة، ومناشدتهم الأزهر الشريف لمواصلة سعيه الحثيث نحو التوافق الوطني، والوصول إلي كلمة سواء في الشأن العام، تلتقي حولها القلوب، وتطمئن إليها العقول.وأوضح انه تم تدارس الموقف الراهن من كل جوانبه، وما تمليه الضرورة من احتكام جميع الفرقاء للعقل، وتغليب الصالح العام، واستلهام منطق الوسطية والتسامح والمحبة في تراثهم الديني وثقافتهم الحضارية، وتقاليد العيش المشترك الودود فيما بينهم، وإعمالاً لما أنجزه الأزهر والمثقفون من وثائق استرشادية، ارتضاها واتفق المجتمعون علي مناشدة المسؤولين وعقلاء الأمة بضرورة مراعاة التأكيد العملي علي سيادة الحق والقانون، وضرورة خضوع المواطنين كافة لأحكامه، والامتثال لأوامره ونواهيه، باعتبارها مناط الاستقرار، ودعامة الحل للمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. واوضح البيان ان المجتمعين اتفقوا أيضا علي وجوب الاحتكام في هذا المسار القانوني للقضاء المصري الرصين ذي التاريخ المشرف العريق، في كل القضايا والتقلبات، مع الحرص الكامل علي مراعاة استقلال القضاء ونزاهته، والحفاظ علي هيبته، وتجنب ما يؤدي إلي زعزعة الثقة به، أو النيل من مكانته.واكد البيان انه يتعين في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة الحفاظ الصارم علي مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، في إطار التكامل الحقيقي والتوازن التام بينها، دون السماح بأن تطغي سلطة علي أخري أو تتدخل في شؤونها، حتي لا ينتشر الفساد والطغيان ويختل ميزان العدل. واكد المجتمعون أن اللحظة الراهنة فارقة في مسار العمل الوطني، وتتطلب أعلي درجة من التوافق لمواجهة التحديات المطروحة، مما يقتضي تنازل جميع الفرقاء عن جانب كبير من تحيزاتهم ومصالحهم ورؤاهم، حتي يلتقوا في منتصف الطريق، وينجحوا جميعًا في تحقيق أهداف الثورة النبيلة، في العيش المشترك والعدل الاجتماعي والحرية والكرامة، ويتمكنوا من صناعة مستقبلهم علي أساس متين دون إحباط أو إخفاق.وكان قد حضر اجتماع الأزهر والمثقفين الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية ود. جابر عصفور وزير الثقافة السابق المستشارة تهاني الجبالي والدكتور مصطفي الفقي والدكتور محمود عزب مستشار الإمام الاكبر وكان قد سبق هذا اللقاء اجتماع الامام الاكبر مع نقباء 4 نقابات علي رأسها المحامون بحضور النقيب سامح عاشور. كما التقي الامام الاكبر امس الأول بالدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والمهندس عبدالمنعم الشحات.وأشار الدكتور محمود عزب مستشار الامام الاكبر انه سيتم علي الفور اجراء الاتصالات لتفعيل المبادرة وعقد الاجتماعات بصورة مكثفة لضمان اجتياز المرحلة الحالية بنجاح وتحقيق أهداف الثورة.