مازالت قضية سفر الأقباط للقدس لقضاء احتفالات عيد القيامة المجيد تلقي بظلالها علي المستوي المحلي والكنسي ليس بين الأقباط وحدهم ولكن بين أطياف المجتمع خاصة بعد وفاة البابا شنودة الثالث صاحب قرار منع الأقباط من السفر للقدس وهو ما اعتبره البعض قراراً سياسياً في المقام الأول من رجل وطني عشق مصر وليس هناك نص ديني أو نص في الدستور يمنع من حرية التنقل وزيارة الأماكن المقدسة. وتري شركات السياحة وعلي رأسها شركة ايرسينا التي تنظم هذه الرحلات أن هذا الأمر يحدث كل عام حتي في ظل وجود البابا شنودة ولكن لم تسلط عليه الأضواء مثلما حدث بعد رحيل قداسته وأن الأعداد لم تزد نسبتها عن السنوات الماضية سوي بأعداد قليلة.. وتضاربت الأقوال حول نوعية المسافرين بأنهم لا يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية وأنهم من الطوائف الأخري خاصة الكاثوليك، لتعلن الكنيسة الانجيلية أنها مع قرار البابا شنودة ولكنها لا تستطيع منع أحد من السفر لأن ذلك حرية شخصية وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية أن قرار المنع سياسي وأن السفر حرية شخصية ويأتي تلبية لرغبة بعض قادة فلسطين.. وبين هذا وذاك. يبقي هذا الملف مفوحاً لحين انتخاب بطريرك جديد خلفاً لقداسة البابا شنودة الثالث، في الوقت الذي اتخذ فيه الأنبا باخوميوس القائم مقام قراراً باستمرار قرار حظر السفر الذي اتخذه البابا شنودة بنفس العقوبات وهي المنع من تناول الأسرار المقدسة للمخالفين.. كما يقوم الأنبا إبراهام مطران القدس للكنيسة الأرثوذكسية بمنع التناول من الأسرار المقدسة للمصريين الذين سافروا حالياً للقدس بالمخالفة لتعليمات الكنيسة. نفت الكنيسة الكاثوليكية أنها تقوم بتنظيم رحلات حج للأقباط إلي القدس لزيارة الأماكن المقدسة خلال أعياد القيامة.. قال الأنبا يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك إن فريضة الحج أو زيارة الأماكن المقدسة ليست في عقيدة الكنيسة الكاثوليكية ولكن الكنيسة لا تمنع أحداً من الزيارة لأي مكان انطلاقاً من احترام الحريات الشخصية. وقال إن قرار منع زيارة القدس لقداسة البابا شنودة هو قرار سياسي وليس دينياً. وأضاف الأب رفيق جريش رئيس المكتب الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية أن قرار منع الأقباط من السفر للقدس لا يسري علي غير الأرثوذكس كما أن كل فرد حر في التنقل وأن الذين يقومون بالزيارة قاموا بطرق قانونية وحصلوا علي موافقات من الأمن الوطني وليس في ذلك جريمة. ويري الدكتور منير حنا أنيس مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الافريقي أن زيارة المصريين للقدس تعني التطبيع مع اسرائيل في ظل الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني التي أدت إلي تهجير نحو 08٪ من مسيحيي الضفة الغربية. وإنه مع قرار الأنبا شنودة الثالث بمنع سفر الأقباط للقدس بجواز سفر اسرائيلي وأنه لن يسافر إلا بعد انتهاء الاستيطان الاسرائيلي. ويقول جرجس صالح أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط السابق إنه لم يذهب إلي القدس نهائياً حتي وقت كان أميناً للمجلس وذلك لقناعته الشخصية بعدم تشجيع المحتل لاغتصاب أراضي الفلسطينيين واغتصاب شرعيتهم وحقوقهم، وكذلك التزاماً بقرار المجمع المقدس من أيام البابا كيرلس ثم البابا شنودة لكن ما يحدث الآن هو نشاط الشركات السياحية وتقديم إغراءات للأقباط وهي مواقف فردية وحرية شخصية. بينما يقول المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان إن قرار الحظر الذي أصدره قداسة البابا شنودة الثالث مازال سارياً وأن الكنيسة المصرية هي كنيسة وطنية لا يمكن أن تتراجع عن هذا الحظر طالما بقي السبب قائماً. وقال جبرائيل إن الذين سافروا للقدس سوف يتحملون وزر أنفسهم وأن التوقيت غير مناسب علي الإطلاق خاصة أن الكنيسة تمر بمرحلة حزن لانتقال الراحل العظيم البابا شنودة الثالث.