لم يكن غريبا أن استهل الكاتب الصحفي الاسرائيلي عوديد أجرانوت حديثه التليفزيوني مع الرئيس مبارك أمس الأول بأن بدأ كلامه قائلا: »أنا سعيد جدا لمشاهدة سيادتكم بصحة جيدة وروح معنوية عالية.. الصحة حديد كما تقولون هنا في مصر« وبعيدا عن لباقة هذه المقولة، وحسن اختيار نقطة الانطلاق إلي حديث مهم ينتظره الجميع، فإن هذه الملاحظة جاءت انعكاسا لهذا اللغط الذي أثاره للأسف البعض عندنا، وتلقفته دوائر الغرب بالتركيز علي واقعة سخيفة اشتركت فيها كبريات الصحف ووسائل الاعلام العالمية حول الصورة الفوتوغرافية التي نشرتها صحيفة الأهرام الغراء والتي جاء فيها موقع الرئيس المصري في المقدمة من باقي الرؤساء! وإلي جانب غرابة هذا الموقف من جميع جوانبه، فإن الأكثر غرابة هو أن ذات الصحف ووسائل الاعلام الأجنبية وفي مقدمتها الأمريكية التي تصدرت لهذه الواقعة وخصصت لها مساحات ضخمة متكررة ومتتالية ذات هذه الصحف ووسائل الاعلام هي التي اخترعت وروجت منظومة أسلحة الدمار الشامل العراقية، وهي »الأكذوبة الكبري« التي أدت إلي غزو هذا البلد العربي الشقيق ومعاناة شعبه حتي يومنا هذا بعد سنوات طويلة ومريرة من الخراب والدمار! كذلك كانت نفس هذه الصحف ووسائل الاعلام وراء كل التقارير الاخبارية المفبركة بواسطة أجهزة المخابرات الأمريكية والتي كانت تستهدف تشكيل شرق أوسط جديد يطابق أهواء المحافظين الجدد بزعامة الرئيس السابق جورج بوش، ونائبه تشيني، وباقي أفراد هذه العصابة! غريب جدا هذا الزمن الذي شاء القدر أن نعاصره، ونتحمل سخافاته ومتناقضاته الفجة، وربما لهذا السبب اكتفي الرئيس مبارك بأن ابتسم للصحفي الاسرائيل وقال له مازحا وربما ساخرا »امسك الخشب«!!