قضيت أربعة أيام أتابع فعاليات مهرجان مسرح الطفل بقصر ثقافة الفيوم والمؤتمر العلمي المقام علي الهامش .. المهرجان والمؤتمر نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة من أجل التعريف بأهمية مسرح الطفل في مصر وهي مبادرة رائعة للهيئة ومحافظة الفيوم التي تكفلت بالاستضافة لعدد من المتخصصين وأساتذة الجامعات والفرق المشاركة .. فهل نجح المهرجان وحقق أهدافه ؟! نقول إن مجرد التفكير في تنظيم المهرجان هو حدث يستحق الاهتمام لما للموضوع من أهمية لأن مسرح الطفل في رأيي لم يحصل علي الاهتمام المطلوب حتي الآن رغم أن عمره يزيد علي نصف قرن ومايزال هذا المسرح متخلفا في الكثير من عناصره ومانزال نفرح بشدة حينما نكتشف عرضا للأطفال يقدم فكرا جديدا يتواكب مع عقلية طفل اليوم الذي بات يتنقل عبر شبكة الانترنت بمهارة يحسده عليها الكبار .. الطفل الذي يجيد التعامل مع الألعاب الثلاثية »3D« علي جهاز الكمبيوتر . لم يعد طفل اليوم هو طفل الأمس وبالتالي ينبغي البحث عن صيغة جديدة للتعامل معه لكي يتقبل أفكارنا بسهولة والا تركناه للمحطات الفضائية تتلاعب بفكره وقيمه وعاداته .. المؤتمر العلمي الذي عقد خلال أيام المهرجان كان الهدف منه أن يجيب علي هذه الاسئلة وأن يرشدنا الي طريقة حديثة وصحيحة للتعامل مع الطفل علي خشبة المسرح .. قدم الاساتذة المشاركون 8 أبحاث علمية بعضها رسائل دكتوراه في عناصر مختلفة لمسرح الطفل وأظن انها بالفعل ضرورية للنهوض بهذا المسرح وهذا أحد أدوار الجامعات في رسم خريطة تطوير المجتمع فطفل اليوم هو رجل الغد .. هو الذي يقود مسيرة هذا البلد وفي طوفان العولمة يجب أن يجد من ينتشله منها بمهارة .. لذا يصبح المطلوب من الجهات التي تعمل مع مسرح الطفل أن تسعي الي تنفيذ المقترحات التي تصدر عن مثل هذه المؤتمرات والمهرجانات وأن تتعامل معها من باب الرغبة الجادة في التغيير نحو مسرح حقيقي للطفل والا توضع في الأدراج والا تدخل نفق اللجان للبحث والدراسة .. علينا أن نبحث بجدية عن مؤلفين ومخرجين ومصممي سينوغرافيا يستطيعون العمل مع مسرح الطفل بشكل جديد .. وفي اطار برتوكول التعاون الموقع بين الفنان فاروق حسني وزير الثقافة ود. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم يمكن تفعيل هذا الدور من خلال وزارتين مهمتهما الاساسية تربية الطفل منذ صغره علي عادة ارتياد المسرح وحب القراءة .. ومن خلالهما يتم انتاج عروض مسرحية تعليمية علي أعلي مستوي ونضرب عصفورين بحجر واحد .. نكتسب طفلا قادرا علي التفاعل مع هذا الوسيط التعليمي الا وهو المسرح وفي ذات الوقت نحبب اليه المناهج لنعود الي سابق اهتمامنا بالمواد العلمية التي أصبح طلاب الثانوية العامة يتهربون منها ويلجأون الي الاقسام الأدبية. للمسرح دور عظيم ومهم ولنقتدي بتجارب من سبقونا.