عشرون عاما من التنوير والثقافة للحملة القومية للقراءة للجميع، سعى المشروع خلالها إلى خلق حالة من الوعى والفكر ليكونا البداية فى إحداث نقلة حقيقية ونهضة شاملة خاصة لدى الأطفال لأنهم يشكلون المستقبل. ومن هنا أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة مهرجان مسرح الطفل الأول بالفيوم، الذى تم إطلاقه مع الاحتفال بمرور عشرين عاما على مشروع القراءة للجميع، خاصة أن المسرح أساس أى عمل فنى أو إبداعى، كما أن المسرح بدأ طفلا، لذا فهو يساهم فى صنع الإنسان خاصة الأطفال. وفى كلمته قال الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم: إن مهرجان مسرح الطفل الذى أقيمت فعالياته بمحافظة الفيوم يتواكب مع العيد العشرين لمهرجان القراءة للجميع، الذى ترعاه السيدة الفاضلة سوزان مبارك، لذا كنا حريصين على افتتاح المهرجان بتقديم عدة عروض غنائية حية لمسيرة القراءة للجميع خلال العشرين عاما، وساهمت فرقة الفيوم للموسيقى العربية فى تقديم هذه العروض، أعقبها عرض فيلم تسجيلى عن المشروع، خاصة أن محافظة الفيوم كانت ذات نشاط ملحوظ خلال سنوات المهرجان، فمشروع القراءة للجميع كان بمثابة مبادرة متميزة أضافت للطفل المصرى. وأضاف سعيد إن اهتمام السيدة سوزان مبارك بالأطفال شىء عظيم، فلم تتوقف عن إطلاق مبادرة القراءة للجميع فقط، وإنما أطلقت مبادرة أخرى لا تقل فى أهميتها عن مشروع القراءة للجميع، فأعلنت إطلاق مبادرة لتطوير مدارس الفيوم، وبالفعل سوف تدخل الخدمة 63 مدرسة متطورة، وعلى أحدث النظم فى الفيوم. أما الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فقال: مهرجان مسرح الطفل سابقة لم تحدث من قبل، فهذه هى السنة الأولى التى يقام فيها هذا المهرجان، والهدف من إقامته تنمية الفن والإبداع داخل قلوب الأطفال وعقولهم، فنحن عندما نتحدث عن الفن والإبداع والبراءة نجد هذه الأشياء ترتبط دائما بالأطفال، ويعد المسرح أحد أهم الأدوات التى يمكن التعبير من خلالها عن هذا الفن، فالمسرح هو المستوعب للموسيقى والرقص والكلمة والأداء التمثيلى والشعر والفن التشكيلى والديكور، وبالتالى فإن مسرح الطفل وسيلة مهمة جدا فى تشكيل وعى الطفل، والمسئول عن مسرح الطفل ليس الطفل فقط، وإنما المبدعون والفنانون والنقاد. وأضاف مجاهد: أتمنى اهتماما أكبر بمسرح الطفل بكل الجهات المعنية بالطفل، من الهيئة والبيت الفنى، والمركز القومى لثقافة الطفل، إلى جانب وزارة التربية والتعليم، فهى لديها الأطفال وتملك المكانة ممثلا فى المسرح المدرسى، خاصة أن مسرح الطفل هو أسرع وسيلة تشكل وعى الأطفال. وقال مجاهد: إن هذا المشروع فى دورته الأولى بداية لحملة كبرى للاهتمام بمسرح الطفل نطلقها مع الاحتفال بمرور عشرين عاما على مشروع القراءة للجميع الذى أتاح لنا مكتبة الأسرة، ومسابقة سوزان مبارك لأدب الطفل ومبادرة المليون كتاب، ومضاعفة المكتبات الثقافية، بالإضافة إلى نوادى الطفل التى تمت إضافتها لأندية الأدب. وقال سعد عبدالرحمن رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية والمشرف على المهرجان: إن مسرح الطفل ليس شيئا جديدا، وإنما هو شىء موجود منذ عشرات السنين، وكان يطلق عليه اسم «الجامعة الشعبية»، والاهتمام بمسرح الطفل يعد اهتماما بالمستقبل لأن الأطفال هم المستقبل، وأن الرهان عليهم فى حمل الراية والنهوض بالمجتمع، وبالفعل استطاع الأطفال خلال السنوات الماضية تقديم العديد من العروض المسرحية، وكانت هى نواة البداية لإقامة هذا المهرجان من خلال الإنتاج المتميز الذى أنتجته المواقع الثقافية فتم اختيار الأعمال القيمة التى ترقى إلى قمة الجودة الفنية فى الشكل والمضمون، وبعد أن ظلت هذه العروض نشاطا فرديا مبعثرا، تم التفكير فى وضع إطار تنظيمى لهذه العروض، ووضعت مجموعة من الضوابط الملزمة للمواقع الثقافية من حيث الميزانية ومستوى النصوص ونوعية المخرجين، كما قدمت جوائز مالية للعروض الفائزة بالمراكز الأولى، وفى نهاية المهرجان أوصت لجنة التحكيم بتطوير المهرجان، بحيث يصبح مهرجانا سنويا فى شكل مسابقة، وأن يصاحب فعاليات المهرجان ندوات علمية تناقش خلالها القضايا المهمة، لأن المعرفة والثقافة يجب أن تسود. وذكر حسام عبدالعظيم المدير الفنى لفرقة الطفل المسرحية بالفيوم أن فرقة الفيوم قدمت عروضا كثيرة، منها «الخاتم المفقود» و«السندباد فى بلاد الشيطان» و«على بابا والعصيان» و«الفك المفترس»، وهذه العروض أنتجتها إدارة الطفل، إلى جانب بعض التجارب التى تم إنتاجها بالجهود الذاتية. وأضاف عبدالعظيم أن المهرجان سبقته استعدادات عديدة لتوفير التجهيزات التى تحتاجها الفرق المسرحية حتى تتمكن من تقديم عروضها، وقد شارك فى العرض المسرحى الذى تم تقديمه خمسون طفلا، وقد ساعدت العروض المقدمة فى خلق حالة من السعادة والاهتمام، كما توضح العروض المسرحية المقدمة أهمية القراءة للجميع، وأهمية المعرفة والثقافة وأنهما لن يكونا من خلال القراءة فقط، لكن هناك معارف عملية يتم اكتسابها عن طريق التجربة والعروض المسرحية. وقالت سناء إسماعيل محمد - مدير فرقة سوهاج المسرحية للأطفال - إن المهرجان يساهم فى تدعيم أنشطة القراءة ودفع الأطفال إليها، لذا تم اختيار عمل مسرحى يدعم القراءة ويدعو إلى إنشاء مكتبات والحفاظ عليها، فتم إنتاج مسرحية «أرض المعرفة» بمشاركة ثلاثين طفلا من سن خمس سنوات حتى السادسة عشرة، وكانت هناك بروفات يومية تبدأ منذ السادسة حتى الثانية عشرة ليلا. والعرض المسرحى يقدم مجموعة من الأشخاص يسعون إلى هدم المكتبة، ويقف فى طريقهم مجموعة من الأطفال، تعتبر المكتبة هى المتنفس الوحيد أمامهم وفى النهاية تنتصر القراءة والثقافة والمعرفة.