يقع منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي في شارع بلفور في القدسالمحتلة .. هنا سيلتقي بينيامين نتنياهو بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحضور الوزيرة هيلاري كلينتون في جولة ثالثة من المفاوضات المباشرة...هنا وعلي ضفاف الشارع الذي يحمل إسم "اللورد الأشهر" في تاريخ النكبة الفلسطينية .. سيطلب نتنياهو من عباس الإعتراف ب"وعد بلفور" .. وعد من لا يملك لمن لا يستحق بالسهر علي جعل فلسطين وطنا قوميا للشعب اليهودي .. ومن "إفتئات" علي حقوق الأقليات الأخري ..يقصد أصحاب الأرض وسكانها الأصليين ..الذين لم يكونوا في حينها أقلية بل كانوا أغلبية ساحقة كما تقول كتب النكبة. إسرائيل لم تعد تريد إعترافا فلسطينيا مجردا بها .. كأي إعتراف بأي دولة .. فهذا أمر تجاوزته العقيدة المؤسسة للدولة اليهودية منذ عقد من الزمان أو أكثر... إسرائيل بيمينها ويسارها .. متدينيها وعلمانييها .. تريد إعترافا ب"حقها في الوجود كوطن قومي لليهود"... إسرائيل تريد تعميم "وعد بلفور" .. وتحويله إلي وثيقة مؤسسة ل"دولة البقايا" في الضفة الغربية .. والتي تجسد من وجهة نظر قادتها .. الشطر الآخر من "الوعد المشؤوم .. الذي يخص حقوق "الأقليات الأخري".... إسرائيل تريد أن تنتزع إعترافا بأن الفلسطينيين هم الأقلية وأن "دولة البقايا" هي نهاية النزاع والمطالب والأحلام والطموحات. إسرائيل التي قامت قبل ما يزيد علي ستة عقود علي نفي فلسطين والفلسطينيين وطردهم من الجغرافيا.. تريد اليوم طردهم من "التاريخ" .. إسرائيل التي إنتزعت تنازلا عن ثمانين بالمائة من الحقوق في الحاضر والمستقبل .. لاتريد إلا كيانها وحدها .. تري ما الذي سيثيره إسم الشارع في نفس الرئيس الفلسطيني وهو ذاهب إليه أوعائد منه ؟ ألا يثير في جسده قشعريرة الذكري والنكبة.. ألا يسترجع بذاكرته صفحات المأساة التي مر بها شعبه منذ ذلك التاريخ!!. نأمل أن يتعامل الرئيس الفلسطيني وفريق المفاوضين معه مع مسألة الإستيطان تجميدا أو تباطؤا أو إستئنافا .. بوصفها مسألة لا تتعلق بعدد الوحدات السكينة التي يسمح أو لا يسمح ببنائها في القدس والضفة .. بل بوصفها مسألة مبدأ مرفوض . نأمل أن يضع أحدهم بين يدي أبومازن ملفا يشمل نتائج الإستطلاع الذي أجراه بالأمس معهد مينا تزيماخ وهو أحد المعاهد الإسرائيلية الكبري علي عينة من الإسرائيليين وجاء فيه أن أكثر من 56٪ لا يثق بنوايا نتنياهو في التوصل إلي إتفاق سلام مع الفلسطينيين .. وأن 68٪ يرون أن الخلاف حول الإستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة سيؤدي الي نسف مفاوضات السلام .. وأن 51٪ يرون أن علي نتنياهو إصدار أوامره بإستئناف أعمال البناء صبيحة اليوم التالي لإنتهاء مهلة التجميد الأسبوع القادم .. ما يعني بإختصار أن غالبية الإسرائيليين .. وليس حكومتهم وحدها .. تفضل الإستيطان بلا سلام .. علي السلام بلا إستيطان. هذا هو رئيس الوزراء الإسرائيلي في نظر شعبه .. وهذا هو الشعب الذي جاء برئيس الوزراء!!.