إن إختيار ليلة القدر لدق ناقوس الخطر حول المشكلة السكانية كأنه دعاء في ليلة »خير من ألف شهر« لفت نظري في خطاب الرئيس مبارك ان يختار ليلة القدر ليتكلم عن خطورة ودرامية مشكلة التزايد السكاني وكيف انها تلتهم اولا بأول ما نحققه من معدلات النمو والتنمية وان ما نواجهه من اختناقات في بعض السلع الغذائية ما هو الا بعض تداعيات هذا الاختلال بين السكان والموارد، وطلب منا ان نفكر في مصيرنا حين يصل عددنا مائة مليون نسمة في اعوام قليلة قادمة!. وشرد ذهني وانا استمع الي كلمات الرئيس في السؤال الكبير: من أين نبدأ؟ وهيئ لي ان خطر التزايد السكاني هو اهم ما يجب البدء به كحشد لفكر وجهود وتصدي هذه الامة لخطر داهم يهدد حياتنا ومستقبلنا ويبدد جهودا صادقة وجبارة للتنمية. من يعقل.. من يتقبل.. اي دين من الاديان يسمح ان يأتي فقراء هذه الامة بخمسة او ستة اطفال يبحثون عن مدرسة وعلاج وفرص عمل.. اتقوا الله في انفسكم. ان اختيار ليلة القدر لدق ناقوس الخطر حول المشكلة السكانية كأنه بحث عن دعاء في ليلة »خير من الف شهر« يستجيب الله فيها الي دعوة عباده. مشيرة خطاب واكبر مشكلة الجمعة: مسموح لنا جميعا أن نحلم ان الوزيرة مشيرة خطاب ستنجح في مهمتها للتصدي للزيادة السكانية وحينئذ سنبني لها تمثالا يحسم مشكلة مكان تمثال ميدان التحرير!؟. ان مهمة الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب تحتاج الي تكتل هام بجانب الدولة من مؤسسات الاتحاد العام للجمعيات الاهلية توعية وتعليما لتنجح في مهمتها، وهذا ما جعلني في لقاء مع الدكتور نظيف رئيس الوزراء ورجال الاعمال مع المجلس المصري الاوروبي وسفراء اوروبا ووجهت سؤالي الوحيد الي رئيس الوزراء: ماذا ستعمل الحكومة والمجتمع المدني لإنجاح مهمة وزيرة السكان؟ اقولها بأمانة بحكم اهمية وخطورة مهمتها »انا منحاز لها«. إمام الأزهر ومكانة المرأة السبت: فوجئت وانا استمع الي كلمة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر عن مكانة المرأة في الاسلام، في احتفالية ليلة القدر، ان يوضح انه ليس في كل الاحوال يكون للرجل مثل حظ الانثيين، وان عدد الحالات التي يتماثل فيها حظ الرجل والمرأة هو اكثر بكثير من الحالات التي يكون حظ المرأة فيها اقل من حظ الرجل، وسألت الدكتور عبدالعزيز حجازي وهو بجانب علمه الاقتصادي الوفير لديه معرفة قوية بالامور الاسلامية، فقال لي انه لاول مرة يستمع الي هذا الفكر عن توزيع الحقوق بين الرجل والمرأة في الاسلام، وانه كان يجهل هذه النقطة، »احب كثيرا تواضع العلماء«. النقاب ومنير غبور وبمناسبة الكلام عن المرأة ارجو انني لن اغضب كل من اختارت في حياتها ان ترتدي النقاب وانا اقول لا للنقاب بحسم ووضوح حماية لابناء هذه الامة وباستعراض كل ما مر في السنوات الاخيرة من تخف للرجال في زي النقاب لارتكاب الجرائم والمنكرات والتي كان آخرها ما حصل في مكاتب شركة الاخ والصديق منير غبور.. ولان ماله حلال ويذهب جزء منه لعمل الخير عاد المال الي اصحابه، وأضيف لست عالما ولا فقيها في المسائل الدينية ولكن اقول كمواطن حيث يعوق النقاب التحقق من شخصية من يرتديه ان الدولة بكل مؤسساتها مطالبة باتخاذ موقف جريء يحمي حق المجتمع. د. درويش: وعد وأوفي وزير التنمية الادارية الوزير الدكتور احمد درويش بذل جهدا صامتا وسط معدلات سياسية متشابكة لكي يضوع قانون الوظيفة العامة امام البرلمان في الدورة القادمة. ومن يطلع علي المشروع سيشعر بجزء من فلسفة العمل للوزير درويش وهي ضرورة التوفيق بين »الصواب والعقاب« والصواب هنا مقصود به تقنين اوضاع المتعاقدين والقضاء نهائيا علي الرسوب الوظيفي ورفع البدلات. اما الجزاء الذي لا مفر منه فهو اجتياز امتحان صلاحية وأن يظل تحت الاختبار 4 شهور واذا ثبت عدم صلاحيته انهيت خدمته وسيقنن اهمية الالتزام وتأدية العمل بدقة وحسن معاملة الجمهور والمحافظة علي كرامة وهيبة الوظيفة. اي بلغتي التي اتحمل مسئوليتها اخيرا ستكون هناك محاولة علي ارض هذا البلد لتطبيق فلسفة »الضبط والربط« التي تعلمتها من اصدقائي علي مشوار عمري من عمالقة المؤسسة العسكرية من حافظ اسماعيل الي كمال حسن علي. الملط هو الحل والمشكلة الاحد: اسعد دائما حينما التقي في المؤتمر والمناسبات الرسمية مع المستشار جودت الملط الذي اعجب بمواقفه الحاسمة من الفساد ومع من يخترقون الخطوط الحمراء اعتمادا علي نفوذهم وحصانتهم، وحينما التقيت به في ليلة القدر سمحت لنفسي بحكم ما يربطني به من مودة ان اداعبه وانا اقول: »يهيأ الي انه يمكن ان يقال عنك وانا اتابع ممارساتك ومواقفك، الملط هو الحل.. وهو ايضا المشكلة« الحل لمن يريد ان يرعي الله في حماية حقوق وأموال هذه الامة وهو المشكلة مع من يسمحون لانفسهم بالتجاوزات ويزعجهم حزم المستشار العادل جودت الملط!. د. محمود محيي الدين الاثنين: استطيع ان اقرر رغم عدم معرفتي بالغيب ان الدكتور محمود محيي الدين وهو يقبل الترحال الي واشنطن ليحتل هذا المنصب الرفيع في البنك الدولي يشعر بداخله بخمسين بالمائة فقط من السعادة للشرف الذي ناله ونالته مصر معه، اما الخمسون بالمائة الاخري فهي للحزن لتركه لأهله وانا اعلم كم هو بار بهم، وبالذات مع العم الكبير خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة، فمحمود دائم السؤال والاطمئنان عليه وهو يري سنه تتقدم كنت اعجب بخطابه الاقتصادي والاستثماري لان فيه تبسيطا للمعلومات، ولن انسي له اهتمامه في السنوات الاخيرة بصعيد مصر وبكفر شكر مسقط رأسه، ولن انسي ايضا حينما أهدي الي مجموعة نادرة من كتيبات صغيرة عن عمالقة ورواد الاقتصاد في مصر من طلعت حرب الي ابورجيلة وعبود باشا. علي كل الاحوال الخيار فعلا لصانع القرار في مصر بين المهمة الدولية واستمرار الخدمة علي ارض الوطن سيظل سؤالا صعبا مثلما كان حين ترشح بطرس غالي امينا عاما للامم المتحدة، وانا اقول انانية مني لصالح مصر اولا.. ليت بطرس غالي بقي معنا علي ارض مصر ليستمر في دعم السياسة الافريقية التي كان احد من بنوا اسسها، والتي خدمت لمدة طويلة علاقاتنا مع دول حوض النيل ورغم تكوينه في السوربون وفرنسا وسويسرا، الا انه علي عكس كثيرين من رجال الدبلوماسية المصرية لم يعتقد يوما ان مصالحنا تبدأ بأوروبا وتنتهي بأمريكا، لقد آمن طوال عمره بأن افريقيا هي الكارت الاستراتيجي بين ايدينا يدعم موقفنا الدولي، ومن حسن الحظ انه تعلم في مدرسة بطرس غالي الوزيرة التي يقدرها ويحبها الجميع فايزة ابوالنجا والتي تحاول اليوم ان تقيم خطوط تعاون مع الدول الافريقية وأضافت من ناحيتها بعد التعاون الاقتصادي، ورأيت وسمعت ما عملته في اثيوبيا في حوالي عام وهو يعبر عن طاقة وقدرة تنقص كثيرا من الرجال. .. ممنوع عليه سن المعاش الثلاثاء: في حفل السحور الذي اقامه اللواء حمدي عبدالكريم مساعد وزير الداخلية لم أر في حياتي هذا القدر من المحبة بينه وبين رجال الاعلام والصحافة في مصر. وتعجبت وانا اسمع الاخ والصديق صلاح دياب يقول اكثر من مرة: »يأتي الي ذهني هذا السؤال: ماذا بعد اللواء عبدالكريم؟« وجمعت الدعابة بيني وبين نجم التليفزيون محمود سعد والعزيز خيري شلبي ونحن نقول: »سنبعث برسالة والتماس الي الصديق حبيب العادلي وزير الداخلية راجين اعفاء اللواء حمدي عبدالكريم من سن المعاش!؟«. والتقيت بالصدفة مع الوزير حبيب العادلي في احتفال مصر بليلة القدر ونقلت اليه الفكرة وقال لي ما معناه: »سنستجيب لنداء ورغبة رجال الاعلام!؟«. مع كلمات البابا شنودة الأربعاء : كلمات الحكمة التي اتت علي لسان قداسة البابا شنودة موجهة الي المسلمين والمسيحيين ولفت نظري منها فقرات لن انسي مدي عمقها: الصوم فترة مقدسة مخصصة لله وهو ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، فلو فصلنا الصوم عن الله لن يكون فضيلة علي الاطلاق. من اجل الله نأكل لنأخذ طاقة تساعدنا علي تنفيذ واجباتنا ونصوم لان الصوم يقربنا الي الله. في الصوم يكون الجسد تحت سيطرتنا ولا نكون تحت سيطرة الجسد، ويكون الصوم هو فترة توبة ومن غير التوبة لا يكون مقبولا امام الله، فكما نمنع الجسد عن الطعام نمنع النفس عن الخطايا والآثام. في الصوم اكتساب لفضائل كثيرة منها تقوية الارادة وضبط النفس ومنح الروح فرصة بعيدا عن جاذبية الجسد.