لم أكن قد قرأت من قبل رواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان، والتي فاز في العام الماضي بجائزة بوكر العالمية، ولكن قرأت كثيرا مما نشر عنها سواء كان تأييدا أو هجوما.. وظللت أجهل تفاصيل الرواية حتي وصلتني مؤخرا من الدكتور نبيل لوقا بباوي نسخة من كتابه الجديد »الرد علي رواية عزازيل« وكانت فرصة لي لأقرأ ملخصا للرواية من واقع ما استعرضه د. بباوي في عجالة قبل أن يقوم بالرد عليها.. وقد حرص د. بباوي علي أن يوضح أن الجزء الخاص بخيال المؤلف لا علاقة له به حيث أنه يدخل في دائرة الإبداع الشخصي.. أما الجزء التاريخي والذي استخدمه المؤلف كخلفية لأحداث الرواية فهو المعني بالرد حيث انه تعرض للصراعات الدامية التي وقعت عبر التاريخ بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية وما صاحب ذلك من احداث وآثار ظلت موجودة الي اليوم.. والحقيقة أن ما اعجبني في الرد هو الطريقة المتحضرة التي انتهجها د. بباوي والأسلوب الراقي الذي استخدمه.. فبرغم الضجة الاعلامية والثقافية التي أحدثتها رواية عزازيل في العالم العربي، ورغم اعتراض عدد كبير من الأقباط عليها بمقولة إن هذه الرواية بها مساس بالعقائد المسيحية، الا ان الدكتور بباوي لجأ إلي مواجهة الفكر بالفكر ونبذ العنف في مواجهة فكر الآخر، فالعنف مرفوض في كل زمان ومكان، ورفع القضايا والسير في المظاهرات أسلوب غير موضوعي.. تماما كما قال د. بباوي في مقدمة كتابه.. ليتنا نطبق هذا النهج في كل خلافاتنا فنواجه الفكر بالفكر.. لا بالسب ولا الشتائم.. ولا »وصلات الردح العالمية«.