بين الحين والآخر يخرج علينا بعض غير الأسوياء وبعض العدوانيين الذين لا تعرف قلوبهم سوي الكراهية تاركين المحبة لأصحاب الأديان الحقيقيين وللعقلاء الذين يؤمنون بأن العلاقات بين البشر يحكمها أولا الضمير ومكارم الأخلاق ولا يدخل الدين أبدا في العلاقات الإنسانية أو العلاقات بين الدول وإلا انقسم العالم إلي مجموعات مغلقة للتعامل فقط فيما بين أصحاب الأديان الواحدة أو علاقات أخري بين من لا دين لهم. مثل هؤلاء العدوانيين تسببوا في خراب العالم عدة مرات سواء بسبب حروب عالمية حصدت الملايين من البشر فجرها أصحاب النفوس المريضة والعدوانية او بسبب تعصبهم ضد دين أو عرق أو لون بما أفسد العلاقة بين البشر التي تقوم علي التعارف وتبادل المصالح والتعاون في مواجهة الكوارث وحماية الجنس البشري وإعمار الكون. وللأسف الشديد فإن أمثال هؤلاء من الكارهين لم يحاكموا إلا متأخرين جدا بعد أن يتسببوا في خراب عالمي وتزهق بسببهم أرواح كثيرة ولو حوكموا مبكرا بتهمة العدوانية والحض علي الكراهية والشروع في الخراب والقتل لكان ذلك أفضل كثيرا للبشرية من الانتظار حتي يأتي الخراب. فعلي مدار التاريخ لم تشهد البشرية ظلما أو عدوانا تعرض له البشر مثل الذي تعرض له المسلمون بدءاً من حروب صليبية لاستنزاف خيرات البلدان الإسلامية وللإسئثار بمهد الديانة المسيحية والتي خص بها الخالق البلدان العربية بما أدي إلي قتل مئات الآلاف من المسلمين المدافعين عن أوطانهم، ثم اجتياح جيوش التتار للبلاد الإسلامية وإبادة النساء والأطفال والشيوخ والشباب بوحشية غير مسبوقة وبلا رحمة أو ضمير، ثم احتلال فرنسي وإنجليزي للدول العربية والإسلامية ذهب ضحاياه الكثير. ويأتي بعد ذلك ما فعلة الصرب بمسلمي كوسوفا ودفنهم أحياء وجماعيا بسبب هذه العدوانية والكراهية غير المبررة ضد المسلمين. وفي التاريخ الحديث تأتي أيضا بلد القس العدواني والمحسوب بالخطأ علي الدين المسيحي نبع التسامح والمحبة والذي أقر ديننا بأنهم الأقرب إلينا في المودة لأنهم لا يستكبرون - تأتي بلد هذا الكاره في مقدمة من ارتكبوا جرائم بحق الإنسانية بدءا من إبادة مدينتين بأكملها باستخدام القنابل الذرية وانتهاء بغزو بلدين إسلاميين هما أفغانستان والعراق وإبادة الآلاف من المسلمين وقتل العديد من النساء والأطفال سواء بالخطأ أو بالعمد ولم يسلم من قنابلهم إعلاميون أو دبلوماسيون ثم إنشاء سجن جوانتناموا للتعذيب البشري غير المسبوق وفضائح كثيرة للتنكيل بأبرياء في غياهب سجن أبوغريب بسبب فقط أنهم عرب أو أنهم مسلمون!!!. هذه النماذج من العدوانية ضد أديان بعينها ليست هي فقط الواردة ولكن هناك الكثير منها ضد أصحاب نفس الأديان مثل الحركات الانفصالية التي ترفع شعار الصليب في أسبانيا وإيرلندا واليابان وجيوش الرب في ست دول أفريقية التي تقتل المسيحيين الأبرياء بزعم الكفاح المسلح والتحرير. أما أصحاب الدين اليهودي فقد رأي منهم المسلمون الأهوال في حروب ثلاث وضرب واستهداف المدنيين ومحاولة إبادة الشعب الفلسطيني وجرائم ضد النساء والأطفال في صابرا وشاتيلا ودير البلح وجنوب لبنان وغزة والضفة واستهداف مواقع بعينها داخل العراق وسوريا وتونس ولبنان ومدارس أطفال في مصر واعتداء علي السيادة الوطنية لهذه الدول. كل هذه الجرائم المتعمدة والتي عاني منها المسلمون والعرب ولم نفكر مطلقا ولو لمرة واحدة في حرق إنجيلا أو توراة لأننا نحترم كل الأديان ونعلم أنها جميعا من نفس النبع الروحاني للرب والروح القدس والرحمن الرحيم ولأننا لا يكتمل ديننا أبدا إلا بالاحترام والاعتراف بجميع الأديان السماوية وأن ديننا يحث علي احترام العقائد والخصوصيات وبأن من حق كل فرد اختيار دينه دون إكراه "لا إكراه في الدين" "لكم دينكم ولي دين"، كما أن الدين الإسلامي لم يحض أبدا علي الحروب والكراهية بل كان دائما دين سلام والتغاضي عن كل الجرائم "وإن جنحوا للسلم فأجنح لها". العدوانيون موجودون في جميع الأديان والمعتقدات والطوائف ولا يمكن التعميم بأن وجود إرهابيين يرفعون شعار الصليب بأن مجمل المسيحيين مثلهم ولا أن وجود مجموعة من المتشددين في الدين الإسلامي أو اليهودي يعني أن جميع معتنقي الإسلام واليهودية إرهابيون، كما أن قوانين الأممالمتحدة والقانون الدولي يحاكم من يفرق في المعاملة بين البشر نتيجة للون أو الجنس أو الدين أو العرق وبذلك تكون الأممالمتحدة ورجال القانون الدولي بمحكمة لاهاي الدولية هم المنوط بهم الآن تحويل هذا القس الكاره والعدواني إلي المحاكمة الدولية بتهمة الحض علي الكراهية وتأليب الشعوب علي بعضها البعض وتهديد الاستقرار المجتمعي للجنس البشري وتحريض الأبرياء من المسلمين والمسيحين علي قتل وكراهية لبعضهم البعض. فحاكموهم الآن وليس مستقبلا بعد أن يتسببوا في فناء الملايين من البشر فالبشرية يكفيها ضحايا حروب عالمية بسبب نعرات الكراهية أو التعالي أو التمييز ولو كان أصحابها حوكموا في الوقت المناسب لتجنبت البشرية ويلات كثيرة.