احتفل العالم امس باليوم الدولي لمحو الأمية خاصة وأن الأمية تعد من أكبر معوقات التقدم الاقتصادي والحضاري. ويعد هذا الاحتفال مناسبة للتذكير بأن محو الأمية يبقي حقاً مازال خمس سكان العالم من الكبار محروماً منه..! مازالت مشكلة الأمية واحدة من أعقد واخطر التحديات التي تواجه العالم خاصة الدول النامية..فهي تعد مشكلة قومية للدول النامية حيث يمتد تأثيرها علي معظم النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحضارية بوجه عام..ويري البعض أن حالة الفقر التي توصف بها بعض المجتمعات لا تشير إلي نقص الثروات والأموال إنما تشير إلي نقص في درجات الوعي الثقافي والحضاري لهذه المجتمعات..ولذا ربط معظم المفكرين بين التربية والتنمية علي اعتبار أن التنمية الإنسانية الشاملة تعبير عن حالة راقية من الوجود الإنساني.. كما أنهم يعدون الفقر في الأساس قصوراً في القدرات الإنسانية وبالتالي في الأداء الإنساني. وقد تنبهت مصر منذ زمن بعيد إلي خطورة مشكلة الأمية وأصدرت التشريعات والقوانين التي تعمل علي الحد من خطورة الأمية ..وكانت أولي التشريعات التي أصدرتها في عام 1944 بقانون 110 والذي يعد أول تشريع رسمي لمواجهة خطر الأمية ثم توالت العديد من القوانين بعد ذلك للحيلولة دون تفاقم مشكلة الأمية وخطرها علي علي جميع مناشط الحياة في البلاد..وعلي الموقع الرسمي علي الشبكة العنكبوتية لهيئة تعليم الكبار (المشروع القومي لمحو الأمية) إشارة للبرامج العديدة التي تعمل في مجال محو الأمية وهي متعددة منها: برنامج الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار..وبرنامج ذوي الاحتياجات الخاصة لمحو الأمية التي تنفذها الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار..برنامج المجلس القومي للطفولة والأمومة لمحو الأمية..برنامج المؤسسة الثقافية العمالية لمحو الأمية..برنامج القناة الفضائية التعليمية لمحو الأمية..برنامج محو الأمية في وزارة الدفاع..برنامج محو الأمية في وزارة الداخلية..برنامج جمعية كاريتاس لمحو الأمية..برنامج الهيئة القبطية الإنجيلية لمحو الأمية..وبرنامج لجنة الروتاري الدولية لمحو الأمية.. تكلفة محو أمية الفرد الواحد في مصر تمثل، أقل تكلفة تنفق علي محو الأمية في العالم كله، حيث تبلغ تكلفة محو أمية الفرد الواحد حوالي 161 جنيهاً فقط.. هي الأقل في العالم، حيث تبلغ ميزانيتها 200 مليون جنيه سنوياً،و هذا المبلغ قليل جداً بالنسبة لحجم المشكلة. المشروع القومي، في 1991، بإعلان الحملة القومية لمحو الأمية، انتهي في 2001.. وإعلان مصر خالية من الأمية، باء بالفشل لعدة أسباب، منها أن الإعلان أكد مشاركة الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والقوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة التعليم، ولكن الذي حدث هو انسحاب كل الهيئات وتخليها عن دورها، فيما التزمت الداخلية والقوات المسلحة فقط بالبرنامج.. السبب الثاني لفشل المشروع هو زيادة نسبة التسرب من التعليم والارتداد للأمية بعد محوها، مشيراً إلي أن نسبة الارتداد للأمية خلال العام الواحد تصل إلي 32.