هي سيدة تقترب في عمرها من الستين عاما.. حفر الفقر والمرض بأنيابهما علي وجهها وجسدها أخاديد.. في الطريق اليها.. ضاقت الشوارع والحارات بنا.. وفي الطابق الأول من المنزل المكون من ثلاثة أدوار والذي يضم العديد من الأسر.. تقطن زينب.. غرفة صغيرة وبهو أصغر مساحة.. ومطبع لا تزيد مساحته عن مترين ونصف المتر مهدم بالكامل ويمتلئ بيتنا بالطوب حوائط الغرفة والبهو تمتلئ بالشروخ والشقوق.. لا يوجد أثاث سوي سرير بالغرفة وكنبة من الخشب في البهو الصغير.. تجلس عليها طوال اليوم وحيدة. حين يضيق بها الوقت تذهب لإحدي الجارات تشاهد معها التليفزيون.. هي وحيدة طوال اليوم. زوجها يعمل أرزقيا في أحد المخابز القريبة.. أما ابناؤها الأربعة. فقد تزوج ابنها وابنتها الكبار كل منهما يحيا مع أسرته الصغيرة في إحدي الغرف القريبة منهما بالايجار وبقي معها ولدان استطاعت ان تكمل تعليمهما بالكاد.. احدهما نال العام الماضي دبلوم الثانوية التجارية ولم يجد عملا.. فعمل بائعا بإحدي محال »الخردوات«.. والآخر مازال في بداية تعليمه بالمدارس الثانوية الصناعية.. اضطرت للعمل في المنازل لإكمال تعليم ابنائها.. فدخل الزوج الشهري ضئيل للغاية.. ولكن حين زحف المرض علي أعضائها.. وأصاب قلبها.. قلت حركتها وضعف نظرها.. حين قابلتنا لم تطلب منا شيئا سوي المساعدة في رعاية الابن الأصغر حتي يكمل تعليمه بالمدرسة الثانوية الصناعية.. ومبلغا من المال لإعادة ترميم المطبخ الصغير لإعداد بعض الطعام علي وابور صغير لأسرتهما.. بدلا من الخبز والجبن والفول المدمس الذي تقدمه لهم طوال اليوم.. ولا يهم بعد ذلك أي شئ.. حين سألناها عن رغبتهما في اقتناء تليفزيون أو ثلاجة صغيرة.. قالت.. لدي ثلاجة صغيرة تم ركنها بعد أن فشلت في إصلاحها.. لا شئ يهم.. المهم الستر من الله سبحانه وتعالي.. وإكمال رسالتي في إكمال تعليم ابنائي وتزويجهم.. ليلة القدر ساهمت بمبلغ 0002 جنيه لزينب يوسف.. لإصلاح مطبخها الصغير والمصاريف الدراسية للعام الجديد لأبنهما.