أخفق سفيرا الكرة المصرية الإسماعيلي والأهلي في اجتياز الاختبار الصعب والمرور من النفق المظلم وبلوغه شاطئ الأمان.. بل علي العكس فشل الفريقان في عبور الموانع البشرية وتجاوز الحوائط الدفاعية والانطلاق نحو الشباك النيجيرية والجزائرية.. وأهدر السفيران اللذان كانا في أسوأ مستوياتهما فرصتين سانحتين جيدتين لتنمية رصيديهما وتعديل وضعيهما وزيادة طموح جماهيرهما في التأهل إلي الدور التالي حتي وإن كانت الحظوظ لازالت باقية غير أن الواقع يشير إلي عدم أحقيتهما أو علي الأقل احدهما في بلوغ هذا الدور العزيز. وكان يوم الأحد الماضي يوما كئيبا علي الجماهير التي صدمتها الحالة المتواضعة التي واكبت أكثر من 52 لاعبا بينهم علي الأقل 51 لاعبا يحملون الشارة الدولية ويمثلون المنتخب الوطني الأول.. لم يكن بينهم نجم واحد.. لم يظهر فيهم موهوب ولم يتألق وسطهم لاعب سواء أكان ناشئا أو من القدامي.. وكان الله في عون الجماهير التي تحملت هؤلاء الكسالي الذين تاهوا في الملعب وافتقدوا التركيز وافتقروا إلي الطموح.. كما كان الله في عون حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الذي كان يضرب كفا بكف وهو يشاهد معظم اختياراته من الفريقين وهم بحالة متواضعة لا تؤهلهم ليس لتمثيل مصر والتشرف بحمل شارتها الدولية وإنما ليسوا علي درجة تسمح لهم بتمثيل منتخب المدارس الثانوية. الفوز للدراويش قد يكون للاعبي الإسماعيلي بعض العذر ومعهم بعض الحق فيما وصل إليه فريقهم من حال وما انتهت به مباراتهم مع هارتلاند النيجيري من نتيجة.. فلاشك في تأثير الصيام علي حالة اللاعبين وقدرتهم علي مواصلة بذل الجهد والاستمرار في أداء الواجبات والمهام الخططية.. ولو اننا لاحظنا الإرهاق والإعياء الذي بدا عليه احمد سمير فرج أفضل لاعبي الدراويش منذ بداية الموسم وحتي الآن لأدركنا مدي المشقة التي واجهت كل عناصر الفريق خاصة من كبار السن أمثال محمد حمص والمعتصم سالم.. ولم تكن أرضية الملعب التي أقيمت عليها المباراة تساعد الدراويش بل ربما تسببت في زيادة حالة الإرهاق لبذل اللاعبون جهودا مضاعفة للسيطرة علي الكرة وتوجيهها بالدقة والسرعة المطلوبة.. الغريب انه كان بمقدور الدراويش التقدم بأكثر من هدف في الشوط الأول من انفرادات كاملة لسوء تطبيق مدافعي هارتلاند لكشف التسلل واكتفوا بهدف حمص الوحيد الذي سهل علي أصحاب الأرض احراز هدف التعادل قبل أن ينتهي الشوط الأول.. ومع حالة التفسخ والتعطل التي واكبت الأداء في الشوط الثاني ومع التغييرات في الأسلوب والتشكيل الذي أجراه مارك فوتا حدثت الهزيمة وانتزع أصحاب الأرض فوزا سعوا إليه منذ البداية استغلالا لكل الظروف المعاكسة التي ظاهرتهم وكانت ضد الضيوف.. الأغرب انه لولا تألق محمد صبحي ويقظته وخفة حركته ومرونته وسرعة تلبيته لكان الإسماعيلي قد خسر بأكثر من هدفين. أسوأ عرض للأهلي قدم لاعبو الأهلي أسوأ عروضهم وبدوا في أدني مستوياتهم كأفراد المجموعة ليس منذ بداية هذا الموسم وإنما لعدة مواسم سابقة.. كانوا يلعبون بدون تركيز.. نسوا مهاراتهم وخبراتهم وافتقرت تحركاتهم للسرعة وتمريرتهم للدقة وتسديداتهم للقوة.. جاءت سيطرتهم خادعة كاذبة بلا فاعلية.. وبدت سيادتهم علي مجريات اللعب بلا ايجابية.. وفشلوا في اختراق الحوائط الدفاعية التي شكلها لاعبو الشبيبة معظم فترات الشوط الأول وكل الشوط الثاني بأكمله ولولا عناية السماء ولطف الله ليس باللاعبين وإنما بالجماهير لسكنت الكرة الوحيدة التي سددها فريق الشبيبة علي المرمي طوال الشوط الثاني الشباك الحمراء ولم يتمكن من صدها شريف اكرامي. ولا يمكن أن نلوم أحدا بمفرده علي هذا الاخفاق المؤسف.. الجميع ملومين.. الكل متورط.. أعرق وأكبر فريق في مصر وافريقيا يلعب أمام أحد ضيوفه وسط مائة ألف متفرج اقبلوا يحدوهم الأمل في الابتهاج والاحتفال بفريقهم وهو يرد اعتباره أمام الفريق الذي تغلب عليه في المباراة السابقة بعد ممارسة ضغوط من جميع الأشكال والألوان وبمظاهرة الحكم التوجولي الظالم.. لكن خاب رجاؤهم وأصيبوا بصدمة مروعة في كل لاعبيهم بلا استثناء.. كانت الجماهير المظلومة والمقهورة قد سلمت بأن فريقها يلعب بدون مهاجمين.. وأن مشاركة فضل ومن خلفه جدو مجرد أمور شكلية لن تسفر عن ايجابيات تذكر.. ومع أن جدو تمكن من احراز هدف الفريق المبكر »بنطحة« رأس من تمريرة عالية في الصندوق.. غير ان الشوط الأول انتهي بتعادل الضيوف بهدف قدري من ضربة ثابتة علي مرتين.. لكن صدق الجماهير تمثلت في غياب رباعي الوسط أيضا بالرغم من مشاركته الجسدية.. كانوا بلا فكر أو عقل.