اليوم ينتصف الشهر الفضيل اعاده الله علينا وعليكم جميعا بالخير والبركات والصحة وكم أتمني ان نستغل أيامه ولياليه الإيمانية في التقرب إلي الله وعمل ما يرضيه هو ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم لنكون من العابدين الصالحين راغبي الجنة التي وعد الله عباده الموحدين.. علينا ان نجعل من الشهر الكريم فرصة للتقرب إلي الله وتنفيذ ما أوصانا به النبي من العطف علي الفقير واطعامه فالخير كله خير الله، ان نبتعد عن البذخ وعن السفه في الصرف علي ما لذ وطاب من الطعام وغيرنا من الفقراء لا يجدون لقمة العيش الضرورية.. ما نراه علي موائدنا شيء لا يصدقه عقل، اسراف في اسراف والحقيقة جولة علي الاسواق خلال الايام السابقة علي ليلة الرؤية لاستطلاع هلال رمضان رغم غلو الاسعار المبالغ فيها من التجار الجشعين تجعلنا نقول حسبنا الله فيما يحدث، الناس تشتري ما تحتاجه وما لا تحتاجه من السلع الضرورية وغير الضرورية بكميات وكأنها آخر زادها كما يقول المثل. عند خزائن المحلات تكتشف الفواتير بالآلافات علي الياميش والارز والمكرونة وما شابه عشرات الشنط والحقائب »خزين للبيت« مع ان ما سيتم استخدامه لا يزيد عن عشر ما تم شراؤه.. فواتير والله ترهق ميزانية اي بيت واي اسرة ولا نجد مبررا واحدا علي هذا الصرف الذي يتم قطعا بلا وعي ولا ادراك. تصرفات تخرجنا عما يطالبنا به الشهر الفضيل من عدم الاسراف والاحساس بالفقير والتكافل معه. وكم ندعو التليفزيون ان يترفق بنا ويترك فرصة لملايين الناس للتفرغ في جزء من الليل للعبادة والصلاة بدلا من الانشغال بهذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج.. صحيح ان كل انسان حر في تصرفاته وانشغالاته ولكن النفس البشرية قد تضعف امام اغراءات التليفزيون وما يعلن عن تقديمه خلال رمضان والغريب انه من بين عشرات المسلسلات التي اعلن عن تقديمها لم نسمع عن مسلسل ديني واحد. وندعو رجال المرور الذين نقدر دورهم وتفانيهم في عملهم خلال شهر رمضان حتي انه اصبح مألوفا لنا ان نراهم حتي ساعة الافطار في شوارع العاصمة وان يحاولوا قدر طاقتهم القضاء علي التكدسات والمخالفات التي تعوق حركة المرور وتتسبب في توقفه. ونحن هنا اذا كنا نطالب رجالات المرور بالقضاء علي التكدسات فنرجو أن تلتزم الجماهير من مستخدمي الشوارع والطرق باداب المرور وضوابطه وتنفيذ التعليمات والقوانين التي تنظم السير خاصة في منطقة وسط البلد. واذا كنا نعيش في رحاب الشهر الكريم والذي نحتفل اليوم بمرور نصفه فإننا ندعو الله ان يكون شهر خير علينا جميعا نطالب كل المسئولين من رجال الامن والتموين ان يفرضوا سيطرتهم علي الاسواق لوقف كل مظاهر الاستغلال التي يمارسها تجار جشعون لا هم لهم إلا تحقيق المكاسب والثراء دون مراعاة لحال الغالبية العظمي من الناس وهم من الغلابة.. هناك مغالاة في اسعار السلع فاقت كل حد ولا حل لها إلا بالضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه تحقيق مكاسب علي حسابهم. لكم ان تتصوروا ان هناك فئات بسبب هذا الغلو خرجت اللحوم والدواجن والاسماك من حساباتهم لعدم قدرتهم علي شرائها رغم ما تعلنه الحكومة عن توافرها بأسعار »تناسب الجميع« علي غير الحقيقة. اللهم اجعل رمضان خيرا وبركة علي كل المصريين.