التبذير صفة مذمومة نهانا الله عز وجل عنها في قوله تعالي »إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا« كما حذرنا النبي صلي الله عليه وسلم عندما كان مجتمعا مع أصحابه يتناولون تمرا من نوع جيد فقال لهم »والله لتسألن يومئذ عن النعيم«. وما يحدث منا في شهر رمضان يدعو للعجب، فقد حولناه لشهر الطعام، فالحكومة تعلن عن توافر السلع الغذائية بكميات زائدة عن الشهور العادية، فأصبحنا نستهلك في رمضان كميات أكبر من أي شهر آخر وكأن رمضان شهر الطعام وليس شهر الصيام، مع ان الهدف من تشريع الصوم هو إحداث التكافل الاجتماعي بأن يشعر الغني بالفقير فبدلا من أن تحوي مائدة طعامه أنواعا كثيرة لا يأكل منها إلا القليل ويكون مصير الكثير منها صناديق الزبالة عليه أن يقتصد في طعامه ويجعل للفقير نصيبا منه، فإن كان من العسير عليه الوصول إلي الفقراء فمن اليسير عليه الاتصال بأرقام كثير من المؤسسات التي تعلن تكفلها بالوصول إلي الفقراء في كل مكان وتوزيع الأطعمة أو الملابس أو المال مثل »بنك الطعام« أو مؤسسة »مصر الخير« وهي مؤسسات مشهود لها بالكفاءة في الأداء والصدق في التعامل ويقوم عليها أناس من أهل الفضل. ولنعلم ان هناك فوائد صحية جمة من وراء الصيام وأرشدنا إلي ذلك نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم فقال »صوموا تصحوا« وقال أيضا »المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء« دعونا نجعل من شهر رمضان شهرا للصوم والعبادة، شهرا للمشاركة الوجدانية والاجتماعية، شهرا للتكافل والتواد والتراحم، شهرا للعودة إلي الله.