جاءتني رسالة من الزميل العزيز الكاتب سمير غريب يقول فيها: الزميلة العزيزة... قرأت مقالك عن صيدناوي الخازندار متأخرا بضعة أيام عن موعد قراءتي له وهو يوم نشره بسبب سفري خارج مصر . لكني سعدت به رغم ما فيه من وجهة نظر معترضة علي المشروع . فأنت تشاركين في إثارة النقاش حول موضوعات مهمة يغلفها التكلس الفكري لدي الأشقاء المصريين الذين لا يقرأون ومنذ بضع سنوات إلا الكلام المعتاد في المثيرات الثلاثة : الدين والسياسة والجنس. ألخص رأيي فيما يلي: أولا : أنني لم أطلق علي الإطلاق صفة مول علي مشروع صيدناوي الخازندار لسبب بسيط أنني ضد استخدام الكلمات غير العربية طالما لها مقابل مناسب في اللغة العربية.. ووصفت المشروع بكلمة مجمع ثقافي تجاري. ثانيا: هذا المشروع ليست له علاقة بما أثير عن إنشاء محلات تجارية في أرض مدينة الفنون بشارع الهرم عن طريق شركة الصوت والضوء والتي أضافوا لممتلكاتها السينما أيضا . ولا علم لي بمشروع الهرم إلا ما قرأته عنه في الصحف. ثالثا : ليس هناك أي عيب لا في النظم الشيوعية ولا في النظم الرأسمالية أوما بينهم في بيع المنتجات الثقافية، فليس هناك منتج بلا مقابل مادي. الفارق في الأنظمة هوفي دعم الدولة للمنتج لصالح المستهلك كما تفعل الدولة في إنتاج رغيف الخبز . وأنا تماما مع دعم الدولة للمنتجات الثقافية لأنها رغيف آخر لخبز عمره أطول بما لا يقاس. رابعا: فيما يتعلق بمشروع صيدناوي الخازندار تحديدا أوضح ما يلي: أ - تعد نوعية الاستعمال أوالنشاط الموجود بالمبني التاريخي أحد المؤثرات الرئيسية علي مدي استدامة المبني والحفاظ علي قيمته التراثية والمعمارية. لذلك، فإن إعادة تأهيل المبني التاريخي وتوظيفه في استخدام يتوافق مع ويبرز قيمته التاريخية والمعمارية، ويضمن عدم إساءة استغلال المبني أوإهدار تفاصيله ومفرداته المعمارية الجمالية. ومبني صيدناوي يعاني من عدة مشكلات ناتجة عن التغير الذي شهده في مستوي ونوعية المنتجات التي يقدمها، و نوعية المترددين، وكذلك نتيجة للتغيرات الجذرية التي شهدتها المنطقة المحيطة به. وهذه المشكلات تتمثل في التحولات والتعديات المختلفة سواء الداخلية أوالخارجية التي شهدها المبني، وصعوبة الوصول إليه مع عدم توافر أماكن الانتظار المناسبة، وتدهور البيئة العمرانية المحيطة وانتشار الباعة الجائلين.. لذلك فإن المشروع الذي تطرحه وزارة الاستثمار والجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مسابقة معمارية دولية، يهدف إلي إعادة تأهيل معماري وتصميم داخلي لتحويل مبني صيدناوي الخازندار إلي استثمار ثقافي يحتوي علي أنشطة تجارية في المجالات الثقافية. وذلك من خلال طرح أفكار وبدائل لكيفية الاستفادة المثلي من إعادة توظيف واستغلال المبني بكامل مساحاته الداخلية، في استعمالات وأنشطة جديدة ومبتكرة. بما لا يؤدي إلي المساس بقيمة المبني التاريخية والمعمارية المميزة.. كما يهدف إلي صياغة رؤية جمالية لفراغ ميدان الخازندار وإزالة التشوهات والحفاظ علي الطابع العمراني التاريخي للميدان. وكذلك إعداد تصميم عمراني وتنسيق حضاري للفراغ المحيط بمبني صيدناوي بعد التعرف علي مشاكله الرئيسية. وهكذا فإن التطوير المنشود للمبني هوإضافة ثقافية لمنطقة وسط القاهرة سواء من حيث نوعية النشاط المقترح، أومن حيث ترميم المبني التاريخي، أومن حيث تطوير المنطقة المحيطة.