حرب »ضروس« تلك التي تدور بين شركات الطيران المختلفة سواء في الأسعار أو الرحلات ولكن هناك حرب خفية تقودها بعض شركات الطيران صاحبة المال هدفها خطف الكفاءات خاصة من الطيارين والمهندسين الجوييين أصحاب الخبرات للعمل في تلك الشركات تاركين شركاتهم التي اصقلت قدراتهم ونمت مواهبهم فصاروا من أصحاب الخبرة الذين يتخاطفهم السوق. الاغراءات تفوق الحد وتصل إلي اضعاف المرتبات التي يحصلون عليها ويقلفونها في بعض الأحيان بمزايا أخري كالسن والعلاج والتذاكر المجانية للعائلة. وأمام الاغراءات التي يسيل لها اللعاب قد تضع نفوس البعض مضحين بكل تاريخهم حتي ولو علي حساب شركاتهم التي صنعتهم. ومصر للطيران من الشركات التي عانت في فترات سابقة من محاولات بعض شركات الطيران صاحبة المال لخطف طياريها ومهندسيها ولكن الحمد لله لم يستجب لذلك إلا قلة ما لبثت أن عادت تطلب الود لمصر للطيران الأم رغم كل الاغراءات وبين الحين والحين تطفو علي السطح تلك الاغراءات وهو دعا مصر للطيران إلي اصدار بيان بعدم السماح بالإجازات بدون مرتب للطيارين والمهندسين للحفاظ علي ابنائها من ذوي الخبرات. الشركة الأم من حقها أن تحافظ علي خبرات ابنائها فهذه الخبرة مكلفة يأخذها صاحب الاغراءات علي الجاهز ببلاش. تري كم يتكلف وكم يستغرق من الوقت لاكتساب الطيار أو المهندس الجوي الخبرة؟ يقول الطيار علاء عاشور رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية إن أي طيار حتي يكتسب الخبرة منذ تخرجه من معهد الطيران »طيار جديد« من 8 إلي 01 سنوات وهي منذ التحاقه بالعمل يخوض دورات تدريبية خاصة وهي مكلفة للغاية وتتلخص في دورات تدريب عملي تبدأ بالتدريب التأهيلي لصقله كطيار تتبعه دورات أخري لاعداده كطيار مساعد تم ككابتن لأي طراز في الطائرات. بمعني أن أنا كشركة طيران حتي يكون لدي طيار كفء يعمل ككابتن يقوم طائرة في 8 إلي 01 سنوات ويكتسب الخبرة ويصبح من 21 إلي 41 سنة قادرا علي الطيران بطائرته. إلي أي منطقة من العالم.. هذه الخبرة لها ثمن وثمن كبير جدا يتمثل في الدورات المكلفة داخليا وخارجيا. ويضيف رئيس شركة مصر للطيران طبعا أصحاب الخبرة من الطيارين لهم أسعارهم الغالية في سوق الطيران والاغراءات تأتي دائما للطيار صاحب الخبرة وصاحب أكبر عدد من الساعات وهي من هذا المجال لا تقل عن 01 آلاف ساعة طيران وحتي يستكمل الطيار خبرته. ويصل إلي 01 آلاف ساعة طيران هو في حاجة إلي 51 سنة كاملة علي الأقل.وشركات الطيران تقوم باغراء الطيارين بمضاعفة الأجور أو أية اغراءات مادية أخري لانها مهما دفعت فلن تخسر فهي تأخذ صاحب الخبرة علي الجاهز دون أية أعباء.. ولكنها قطعا مخاطرة لولا قدر الله حدث له أي شيء سوف تستغني عنه بلا ضمانات. وماذا نفعل أمام هذه الاغراءات وكيف نحافظ علي طيارينا أصحاب الخبرة؟ أما الكابتن عاشور فيؤكد أن مصر للطيران باعتبارها من أكبر الشركات العالمية في مجال الطيران المركز وخدمة الركاب تعمل بكل طاقتها للحفاظ علي عناصر الخبرة فيها خاصة الطيارين والمهندسين. فبجانب أننا نعمل دائما علي زيادة المرتبات وهي للعلم قريبة من العديد من الشركات التي تحاول جذب الطيارين واستمالتهم هناك بوالص تأمين طبية وهناك بوالص تأمين ضد فقد رخصة الطيران لاي ظرف من الظروف وهناك تأمين علي الحياة من الحوادث علي مدار ال42 ساعة وفي حالة فقد الوظيفة هناك بوليصة بمبلغ محترم. بجانب ما يقدم من خدمات وتذاكر مجانية له ولأسرته حتي توفر لهم الحياة الكريمة. ومصر للطيران لديها ما يقارب ال007 طيار سواء علي الخطوط أو البضائع أو شركة اكسبريس وهم القلب المحرك وأحد العناصر المهمة وكلهم من أصحاب الخبرة الذين يبذلون كل طاقتهم لخدماتها بعيدا عن أي اغراءات نفس الشيء للمهندس الجوي وهذا ما يؤكده المهندس عبدالعزيز فاضل رئيس شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية حيث يؤكد إن المهندس الجوي حتي يصبح صاحب خبرة يحتاج ما بين 8 و01 سنوات وتبلغ تكلفة اعداده لهذا الغرض ما يقارب النصف مليون جنيه تذهب إلي التدريب العملي والتدري التأهيلي ثم دورات علي الطرازات. فالتدريب التأهيلي مثلا يحتاج إلي 6 شهور يتم خلالها اعداده للعمل كمهندس طيران تم تدريب عملي آخر لمدة 8 أشهر يستطيع خلالها بعد التدريب فك وتركيب كل اجزاء الطائرة. تم تدريب 3 شهور أخري علي طراز الطائرة يتبعه تدريب 9 شهور علي أي طراز من الطرازات وبعد 3 سنوات من التدريب الشاق والراقي يمكن ان تصدر له رخصة كمهندس جوي علي أي طراز من الطائرات وخلالها يتابعه علي مدي سنتين مدير متخصص من المهندسين القدامي. الأف مهندس الذين تضمهم الشركة كلهم من أصحاب الخبرة ومروا بكل هذه الدورات والتجارب وهم كلهم قادرون علي أداء العمل بكفاءة عالية. وفي الحقيقة اننا نقوم حاليا بخدمة 08 شركة طيران في مجالات العمرات وصيانة الطائرات الدورية. طبعا هناك من الاغراءات التي تحاول بعض شركات الطيران بها خطف المهندسين ولكن الحمد لله فمهندسهنا علي قدر كبير في الوعي والفضل يرجع إلي ما تقدمه مصر للطيران لهم من مزايا قلما يجدونها في مكان آخر. من يحاولون خطف القدرات صاحبة الخبرة يعلمون جيدا كم تكلف اعدادهم وهم يحاولون اغراءهم بأي طريق لان ذلك لن يكلفهم شيئا فهم يحصلون علي خدماتهم دون أي تكلفة.