اعترف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون بالهزيمة النكراء لحزبه في الجولة الثانية من الانتخابات الاقليمية ولكنه تعهد بالمضي قدما في خطط الإصلاح قبل انتخابات الرئاسة في 2012. جاء ذلك قبل ساعات من لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبحث عواقب الهزيمة الثقيلة التي مني بها حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الذي يمثل يمين الوسط بزعامة ساركوزي في معركة انتخابية مع اليسار. وقال فيون انه يتحمل نصيبه من المسؤولية عن واحدة من اسوأ هزائم يمين الوسط منذ عشرات السنين مع معاقبة الناخبين الحكومة علي الاقتصاد الضعيف وارتفاع البطالة. الا انه اكد ان الحكومة ستمضي قدما في الاصلاحات التي تشمل اصلاحا لنظام المعاشات وستجعل الوظائف والنمو الاقتصادي "اولوية مطلقة". وعلي الرغم من انه من غير المتوقع ان يقدم فيون استقالته فإن من المؤكد علي ما يبدو ان يفقد بعض الوزراء مناصبهم في اطار ما توقع مسئول كبير بان يكون "تعديلا فنيا". ولكن الضغط من اجل تغيير النهج يتزايد. وذكرت صحيفة لو فيجارو اليومية المحافظة في مقال في صفحتها الاولي ان"هزيمة اليمين في الانتخابات الاقليمية ستمثل نقطة تحول في رئاسة نيكولا ساركوزي". ودعا اتحاد العمال الفرنسي "سي.جي.تي" القوي بالفعل الي يوم احتجاجات علي الاجور والمعاشات. وربما تنظر ايضا جماعات اخري مثل المزارعين لهذه الهزيمة علي انها فرصة للضغط علي الحكومة. وقد اثر معدل بطالة يزيد علي عشرة في المائة وغموض بشأن افاق المستقبل الاقتصادي وقلق بشأن قضايا مثل الامن والهجرة علي يمين الوسط بشدة. وخسر كل وزراء ساركوزي الثمانية الذين خاضوا الانتخابات. وأقر الامين العام للاتحاد من اجل حركة شعبية اجزافيه برتران بالهزيمة من دون ان يقول اي كلمة بشان عواقبها المقبلة. الا انه وداخل المعسكر الرئاسي نفسه، بدأ البعض ينأون بانفسهم عن الخسارة. وشدد زعيم نواب الحزب الرئاسي جان-فرانسوا كوبيه علي ضرورة بناء "تحالف جديد من الغالبية". وفي الوقت الذي لم يتبق فيه في فترة ساركوزي الرئاسية سوي عامين تفادي الاشتراكيون الاعراب الصريح عن النصر ولكن مارتين اوبري التي تعزز موقفها كزعيمة للحزب قالت ان علي الحكومة الاصغاء لرسالة الناخبين.واضافت "لقد منح الفرنسيون فوزا غير مسبوق للوائح اليسار المتحد ... اننا نستقبل هذا الفوز بمسؤولية"مشيرة الي ان "الاستماع الي الفرنسيين يعني تغيير السياسة بعمق". ومن جانبها ، اكدت سيجولين رويال من الحزب الاشتراكي والتي خسرت في الانتخابات الرئاسية امام ساركوزي في 2007 تقدمها مع حصولها علي اكثر من 60٪ من الاصوات.