بعد ثلاثة أسابيع من اتفاق انقرة اندلعت أزمة غير متوقعة بين بريطانيا وصربيا والبوسنة عقب اعتقال الشرطة البريطانية لرئيس البوسنة والهرسك السابق الدكتور ايوب جانيتش. كان جانيتش قد ألقي القبض عليه في مطلع الشهر الجاري في مطار هيثرو بلندن اثناء مغادرة بريطانيا بعد زيارة امتدت لأيام كان يحضر خلالها احتفالية في جامعة بيكنجهام بزعم انه ارتكب جرائم حرب وانتهك معاهدة چنيڤ وقتل اكثر من 04 جنديا. اعتقال جانيتش جاء بناء علي مذكرة اعتقال كانت قد تقدمت بها الحكومة الصربية عام 9002 بحق جانيتش وثمانية عشر شخصا آخرين علي خلفية تورطهم في هجوم وقع في مايو 2991 إبان حرب البلقان ضد قافلة للجيش اليوغسلاڤي في سراييڤو قتل خلالها 24 جنديا. كما جاء اعتقال جانيتش في نفس اليوم الذي استؤنفت فيه محاكمة زعيم صرب البوسنة رادوفان كرازاديتش أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي حيث يواجه 11 تهمة تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية. وهو ما جعل السياسيين في البوسنة يؤكدون ان عملية الاعتقال جاءت في هذا الوقت بالذات للإلهاء عن قضية كرازاديتش وكوسيلة للضغط علي البوسنة والهرسك. وانتقاما من مقاضاة الصرب بسبب اتهامهم بارتكاب جرائم حرب واصدار مذكرات توقيف بحق جميع زعماء الصرب في الفترة من 2991 وحتي 5991. أفرجت المحكمة العليا في بريطانيا عن الرئيس السابق بكفالة 003 ألف جنيه استرليني ولكن بعد ان وضعت شروطا صارمة، حيث يتعين عليه الاقامة في عنوان تحدده المحكمة في لندن ويمنع اصدار جواز سفر له وعليه المثول أمام محكمة ويست منستر في 31 أبريل القادم وخلال ذلك الوقت ينتظر ان تقدم السلطات الصربية الوثائق الضرورية لدعم طلبها بتسليمه. جانيتش صديق مقرب من البارونة تاتشر، وقد ترددت شائعات بانها هي المرأة المجهولة التي دفعت الكفالة وهو ما نفاه رئيس البوسنة. هذه ليست المرة الاولي التي يعتقل فيها جانيتش فقد سبق ان ألقي القبض عليه في مطار هيثرو عام 6002 ولكن تم اطلاق سراحه بعد فترة قصير وسبق ان رفضت محكمة لاهاي لجرائم الحرب محاكمة جانيتش لعدم وجود ادلة تثبت تورطه في أي جريمة من جرائم الحرب. بغض النظر عما ستؤل إليه قضية جانيتش هذه المرة فان وقوع عملية الاعتقال فجرت من جديد مشاعر العداء بين الاطراف المختلفة بعد ان شهدت العلاقات بين صربيا والبوسنة تحسنا بفضل وساطة تركيا حيث كان قد اتفقا علي تبادل السفراء فيما بينهما ووقعا اتفاقية تعاون قضائي نصت علي ان مواطني كل دولة يحاكمون في الدولة التي يحملون جنسيتها. ومن جانب آخر وجد رئيس الحكومة البريطانية جوردن براون الفرصة مناسبة لاقتراح تعديل القانون البريطاني الذي يسمح باعتقال مسئولين اجانب بتهمة ارتكاب جرائم حرب والذي بسببه ألغت رئيسة الحكومة الاسرائيلية السابقة تسيپي ليڤني زيارة إلي لندن في ديسمبر الماضي خوفا من اعتقالها. ولد ايوب جانيتش عام 6491 وهو أكاديمي مسلم، كان متفوقا في دراسته العلمية، أكمل دراسته العليا في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة، عمل جانيتش باحثا في جامعات مختلفة مثل نيويورك وشيكاغو قبل ان يستقر في جامعة سراييڤو. انتخب بعد ذلك عضوا في أكاديمية العلوم البوسنية ورئيسا لرابطة الجامعات في البوسنة. تولي جانيتش العديد من المناصب السياسية، فقد كان عضوا في مجلس رئاسة البوسنة والهرسك خلال حرب البلقان منذ عام 2991 وحتي 5991 وبعد الحرب أصبح رئيسا لفيدرالية البوسنة والهرسك. يعمل جانيتش حاليا مديرا لمدرسة خاصة للعلوم والتكنولوچيا في سراييڤو. مروي حسن