طموح بلا سقف.. هكذا حال الانسان!. من التمتع بصحة دائمة الي تجنب شبح الشيخوخة ثم يتقدم خطوة طالبا العمر الطويل مع التمتع بالحيوية الدائمة، واخيرا بات البشر يتطلعون الي اكتساب قدرات غير عادية بالاضافة الي ما سبق احرازه. قبل نحو عقدين تابع الملايين مسلسلا تليفزيونيا، دارت فكرته حول شخص تعرض لحادث ادي الي ما يشبه تدمير جسده تقريبا، لكن تم استعواض اعضائه باخري الكترونية وتكلفت العملية 6 ملايين دولار، وهو الرقم الذي استمد منه المسلسل عنوانه الشهير. افلام عديدة انتجتها هوليوود، واقتفي العديد من السينمائيين في مشارق الارض ومغاربها اثرها، بعضها نجح عبر الخيال العلمي في مداعبة احلام البشر في تقديم نموذج »الانسان الخارق« او »السوبر مان« وتقدمت الميديا نحو ذات الدائرة فنجحت احيانا، واخفقت احيانا اخري، بل ان بعض المطبوعات ظلت لسنوات طويلة تتابع عرض مغامرات بطلها الخارق، ولعقود عديدة في القرن الماضي راجت الوان من الدراما علي الشاشات وفي المطبوعات حتي ملأت العقول والقلوب بآمال عريضة تنتظر لحظة الميلاد علي ارض الواقع. البدايات الجنينية انطلقت بمحاولات لتوظيف المنجزات التي جاءت وليدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ثم في مرحلة تالية منتجات النانو تكنولوجي لتعويض من ضعفت احدي حواسه أو فقدها بسبب حادثة أو مرض، ثم برقت افكار طموحة هدفها دعم وتكامل الانظمة البشرية والالكترونية بهدف الارتقاء بالوظائف الطبيعية، وليس فقط تعويض من فقدها ليواصل مسيرة الحياة. بمعني آخر، فان ثمة تحولا قد طرأ، فالهدف لم يعد ان يسمع من فقد سمعه، أو يمشي من أصيب بالشلل، أو ترتقي مستويات تفكير محدود الذكاء... و... و... وانما ان تزيد قدرة الانسان علي ارهاف السمع اضعاف ما يملك، أو أن ينافس آخر امكانات الكمبيوتر باضافة شريحة الي رأسه مثلا!. وإذا كان الروبوت اصبح منافسا قويا للانسان في العديد من المجالات والحقول، فلماذا لا يحدث العكس عبر تزويد البشر بالتقنيات الرقمية، ليمر حلم السوبر مان ويصبح حقيقة بتزاوج بين عدة علوم كالهندسة الطبية والكيميا البيولوجية، والذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجي و... و... و... من ثم فان الافق المستقبلي لعمليات زراعة الاعضاء، سوف يتجاوز حدود استبدال عضو تالف أو فقد القدرة علي اداء وظائفه، الي دعم وتقوية عضو غير مريض بهدف تقويته الكترونيا، أو بعبارة أخري كسر الجدار أو حرق المسافة بين الانظمة البشرية وتلك الالكترونية التي يتم زراعتها في جسم الانسان ليتمتع بقدرات خارقة، ويقترب من حلمه بأن يصبح منافسا لاسطورة الرجل ذي الستة ملايين دولار، ولكن بتكلفة أقل!. وقد يتجه تفكير العلماء في لحظة قادمة الي استثمار هذه الخطوة علي نحو مختلف، وعلي غرار ما يحدث علي سبيل المثال داخل كابينة الطائرة المزدوجة المعدات، فتعمل احداهما اذا تعطلت الاخري، وبالتالي فان أيا من الحواس او القدرات لاتكف عن اداء وظيفتها، لانه حال حدوث ذلك تتحرك وسيلة الدعم الالكتروني لمواصلة العمل، وربما بكفاءة أعلي من نظيرتها عند الشخص الذي لم يتمتع بميزة زراعة جهاز أو شريحة تضاعف من قيمة ما يملك. ومجددا سوف تطل مخاوف عديدة برأسها، يمكن صياغة أبرزها في السؤال التالي: هل يكون ناتج ظهور الانسان الخارق وجود جيل يجمع بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي ليكون الحاصل نوعا من الذكاء المتوحش تهدد مخاطره من حوله لانه يفوق مستويات الذكاء البشري وقدرات الروبوتات مجتمعين؟!.