اقتربنا من الواقع المؤلم.. الأرقام تشير إلي زيادة عدد الضحايا يومياً.. تعددت الحوادث في طرق محددة.. أهمها الطريق الدائري.. ثم يليه الطرق السريعة مصر - الاسكندرية الصحراوي وغيره.. وصلت أرقام الضحايا أحياناً أكثر من 05 قتيلاً ومصاباً في اليوم!! د. سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بعين شمس تؤكد أن ما يحدث يتحمله الأفراد والمسئولون بالتساوي.. فالمتابع يجد سلوك الإهمال يسيطر علي الجميع سواء كان فرداً أو مسئولاً.. لا نفيق منه إلا بعد سقاية الطريق بالدماء أكثر من مرة. ونضرب مثلاً بأخلاقيات المصريين في الإهمال بسائقي السيارات الأجرة حيث نجدهم جميعاً يضعون حول أجسادهم حزاما وهميا غير مثبت في مكانه الصحيح.. المهم أن يري رجل المرور الحزام في وضع ظاهر.. لأن هؤلاء السائقين لم يتقبلوا فكرة استخدامه وأنه لحمايتهم.. كما يجب عليهم إطاعة القانون. ونشير إلي اللامبالاة أو الفخر بعدم إطاعة القانون ومخالفته.. فنقول فلان »أكل« الإشارة.. الشارع المصري كله تنتشر فيه سلوكيات عدم اللامبالاة وعدم احترام القانون بالتالي تنتشر الحوادث وستزداد مادام لا يحدث أي تعديل. ونطالب بأن تشترك الأسرة مع المدرسة في التربية الصحيحة.. بدلاً من المتبع حالياً.. لأننا نربي أطفالنا علي القيام بالخطأ وعدم الاعتراف بذلك.. ننشئهم علي عدم إطاعة الأوامر.. نطالبهم بالغياب عن الدراسة والادعاء بوجود عذر كاذب.. كما نطالبهم بمخالفة اللوائح والقوانين.. فضلاً عن انتشار الفردية.. كل شخص يريد تحقيق مصلحته فقط.. في الماضي كانت الشهامة وروح الجماعة هي السائدة. يعترف اللواء كامل ياسين مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة بأن الحوادث بالطرق السريعة في ازدياد مستمر.. سواء من ناحية الأعداد أو جسامة الخسائر أو عدد الضحايا.. لكنها داخل المدن لا تصل إلي هذه الأرقام.. بل مقتصرة فقط علي بعض التلفيات في السيارات.. وإن حدثت خسائر في الأرواح فالأرقام ليست في نفس معدلات الحوادث بالطرق السريعة. مصدر مروري رفض ذكر اسمه أكد ازدياد نسبة الحوادث علي الطرق السريعة خلال أشهر الصيف لأسباب عديدة.. أهمها زيادة معدلات الحركة المرورية علي الطرق بشكل عام.. ويقول إن المصريين يفتقدون ما يقال عنه في الدول المتقدمة بثقافة الإطارات وأهميتها ودورها.. لأن معظم الحوادث ترجع إلي انفجار الإطار لأسباب أهمها انتهاء العمر الافتراضي للإطار.. كما أن كل نوع من الإطارات له حد أقصي للسرع مكتوب عليه بالحروف.. قائد المركبة يشتري إطارات مخصصة للسرعات المنخفضة ويستخدمها في السرعات العالية فينفجر الإطار.. في نفس الوقت لكل إطار ضغط هواء خاص به ومحدد لكل نوع من المركبات علي حدة.. يكتب علي غطاء التنك أو في حجرة الموتور.. إذا زاد الضغط أو قل يحدث الانفجار.. وينتشر بين الناس مفهوم أن عمر الإطارات 5 سنوات من تاريخ الاستخدام.. هذا المفهوم غير صحيح.. فالصلاحية من تاريخ الإنتاج وليست الاستخدام فيتقادم ويصبح غير صالح حتي لو لم يستخدم.. بالتالي نجد قائد المركبة يستخدم إطارات منتهية الصلاحية ويحدث الانفجار وتقع الحادثة. ويعترف المصدر المروري بأن العنصر البشري لا يمكن إغفاله في الحوادث.. حيث أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من الحوادث تقع بسبب خطأ بشري.. منها عدم الإلمام بقواعد المرور.. فضلاً عن قيام عدد كبير من سائقي النقل بتعاطي المواد المخدرة لاعتقادهم أنها تزيد من قدرتهم علي التحمل.. لكنه اعتقاد خاطئ ويؤدي إلي تأثير علي رد الفعل والزمن المحدد له عند مواجهة الخطر.. فتحت تأثير المخدرات يقل زمن رد الفعل عند المناورات أو تفادي السيارات القادمة في نفس الاتجاه.. إذ يزداد هذا الزمن وتقع الحادثة بسبب ربع ثانية متأخرة. وينصح جميع قائدي المركبات بعدم القيادة لمدة تزيد علي 8 ساعات في اليوم.. مع مراعاة أن يأخذ راحة لا تقل عن ربع ساعة عقب كل ساعتين قيادة. ويري اللواء كامل ياسين أن زيادة الوعي المروري ضروري لتفادي الحوادث.. كما يجب تدريس القيادة والوقائية التي تدرس في الولاياتالمتحدة والدول المتقدمة.. وهي كيفية القيادة دون وقوع حوادث أو الخروج منها بأقل الأضرار وهي تختلف عن الإلمام بقواعد القيادة.. لأن القيادة الصحيحة بخلاف القدرة عليها.