استفزتني بشدة مجموعة من الأحداث والقضايا التي شغلت الرأي العام وجذبت الانتباه خلال الفترة الأخيرة ومازالت تتداول بالمناقشة والحوار علي جميع المستويات.. فهؤلاء بعض من نواب الشعب الذين اطمأن اليهم واختارهم ليمثلوه في البرلمان ويكونوا صوته في الحصول علي حقوقه.. يتورطون في الحصول علي قرارات للعلاج علي نفقة الدولة دون وجه حق ويتربحون من المتاجرة بها!!.. وآخرون أصابتهم حمي التنقيب عن الآثار للحصول علي كنوز الأجداد سعيا وراء الثراء السريع وتكوين الثروات من مقتنيات مصر وتراثها الحضاري! ونهاية ابطال هذه الجريمة غالبا ما يكونون بين قتيل ومسجون.. وهناك بعض الشخصيات المرموقة التي تتمتع بمراكز متميزة في المجتمع نجدها تتورط في قضايا فساد لم يكن لهم أي هدف منها الا جمع المال رغم ما أنعم الله به عليهم من مكانه ومسئولية!! ومنذ أيام يطل علينا هذا النموذج الذي لا أعرف ماذا أسميه.. نموذج المذيع التليفزيوني المحترم الذي يتمتع بموقع اعلامي راق ودخل جيد ثم ينخرط في علاقة غير سوية ولا متكافئة بكل المقاييس مع سيدة تؤدي الي الزواج ثم تنتهي بجريمة قتل. ان المتابع والمدقق لكل هذه الأحداث والقضايا المستفزة يجد أن ابطالها يجمعهم حبهم »الشره« للمال وفقدانهم لأجمل صفتين يمكن ان يتحلي الانسان المؤمن بهما وهما »القناعة«.. و»الرضا« القناعة بما قسمه الله عز وجل والرضا به فقد جاء في كتابه الكريم في سورة »الضحي« »ولسوف يعطيك ربك فترضي« صدق الله العظيم. فالرضا شعور رائع يمنح الانسان هدوء البال والاستقرار والسلام مع النفس والسعادة الدائمة.. والقناعة والرضا لا تعني علي الاطلاق الخنوع أو عدم الطموح ولكنها تؤكد علي السعي لتحقيق الآمال بالطرق المشروعة وببذل مزيد من الجهد والدراسة والاجتهاد للوصول للأهداف. كفانا الله شر شهوة المال والطمع.. وأنعم علينا بما يجعلنا قانعين راضين.. اللهم آمين. فاتن عبدالرازق [email protected]