هل انتهي الارهاب وتم القضاء عليه؟ وهل انحسر شبح الارهابيين والجماعات المتطرفة التي تنشر الموت وتقوم بالتفجيرات والعمليات الانتحارية؟ لا أظن ان الارهاب قد استسلم وألقي سلاحه، ولكن الواقع أن »خلاياه النائمة« بدأت تنشط من جديد وتتحرك في مناطق معينة وربما بصورة أشد عنفا وضراوة.. فإن تنظيم القاعدة مازال يتحرك في ملاذه في جبال أفغانستان الحدودية وبينما تتسلل عناصره إلي باكستان وتقوم بالتفجيرات في المدن الباكستانية -وآخرها مدينة بيشاور- ويسقط الضحايا من القتلي والجرحي بالمئات.. وفي ذات الوقت فإن حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة تقوم بهجماتها علي قوات التحالف وتوقع القتلي - بين صفوف القوات الأمريكية والبريطانية- وتحاول مد نفوذها إلي مناطق أخري في افغانستان وإخضاعها لسيطرتها وعزل حكومة كارازاي في كابول وتبقي الحرب دائرة بلا نهاية منذ عشر سنوات وفي مواجهة العجز الأمريكي عن الحسم! وتمتد اذرع الاخطبوط الأسود إلي العراق حيث مازالت عناصر القاعدة تقوم بالتفجيرات والهجمات التي يروح ضحيتها المئات في المدن العراقية ورغم ان الجيش العراقي قد زاد إلي قرابة المليون »مع قوات الأمن« ولكن يبدو فشله واضحا في تثبيت الاستقرار والأمن! والملاحظ ان الارهاب يختفي من منطقة لكي يظهر في منطقة أخري وبشكل أكثر عنفا.. وقد بدأ ينقل نشاطه مؤخرا إلي اليمن وظهرت خلايا القاعدة في مناطق جبلية قرب صنعاء وتقوم عناصرها بأعمال إرهابية ولذلك تصدت لها القوات اليمنية وقامت الطائرات بقصف معاقلها.. وهناك ما يحدث في الصومال والقتال الدائر بين الجماعات الاسلامية التي ترتبط بتنظيم القاعدة وبين قوات حكومة شيخ شريف أحمد في مقديشو وهو ما يعطي مؤشرا خطيرا إلي محاولات الارهاب لفتح جبهات في المنطقة ومحاولة سيطرة الجماعات المتطرفة علي الحكم في مناطق الصراع.. ولذلك يخطئ من يتوهم ان الارهاب قد انحسر بل علي العكس فإنه يتمدد إلي بلاد المغرب وموريتانيا حيث قامت القوات الموريتانية بحملة مطاردة مجموعة من تنظيم القاعدة في المناطق الصحراوية عبر الحدود إلي مالي وقامت بتصفية عدد منهم.. ومازال أيمن الظواهري ساعد بن لادن يبث رسائل صوتية من مخبئة علي حدود باكستان ويدعو للعمليات الارهابية ضد الأنظمة العربية.. وهو ما يستدعي اليقظة والانتباه في مواجهة تحديات وتهديدات متجددة يفرضها وضع عالمي واقليمي بالغ التعقيد وسريع التغير.. والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف يمكن الاسترخاء في ظل وجود القاعدة وطالبان في افغانستان؟ وكيف الاطمئنان مع صعود الجماعات المتطرفة في الصومال وانتشار عناصر القاعدة في اليمن؟ وتبدو نذر الخطر الكامن فيما يحدث من حولنا في المنطقة من اختلال الأمن وعدم الاستقرار.. وقد حدد حبيب العادلي وزير الداخلية عدة نقاط بنظرة فاحصة إلي الداخل: 1 ان التستر بالدين والديمقراطية صار الفيصل للتطرف الديني الذي يحتضن إثارة الشائعات ودفع الأمور نحو الفتنة.. وفي اشارة إلي جماعة معينة »هم الذين كانوا دوما العباءة لجماعات العنف ووضعوا بذرة التكفير والارهاب«! 2 ان المتغيرات أخذت ايقاعا ينذر بعودة أشد عنفا للارهاب بانتشار تلك البؤر في العالم وتنوع مصادر التمويل من خلال الارتباط مع انشطة الجريمة المنظمة العابرة للحدود! إن اتساع دوائر الصراعات في الشرق الاوسط وآسيا وافريقيا ينذر بعواقب انتشار الارهاب مرة أخري، وبما يهدد الأمن والاستقرار في دول المنطقة مع وجود جماعات التطرف التي تتربص لمعاودة نشاطها.. وهو ما يؤكد رؤية حبيب العادلي في احتمالات عودة الارهاب الكامن!