شيء طيب ومفيد ان ننفتح سياسيا واقتصاديا واعلاميا علي افريقيا للتوعية بسياسة مصر الافريقية وتسليط الضوء علي الدور الذي تقوم والذي يمكن ان تقوم به في القارة التي تنتمي اليها وتحتل مركزا استراتيجيا في شمالها. وهنا لابد ان نرحب باللقاءات الصحفية التي جرت في الفترة الاخيرة مع احمد ابوالغيط وزير الخارجية والتي كان مسرحها صحيفة »الاخبار« من خلال الحديث الذي اجراه الزميل محمد بركات وكذلك قناة النيل »للاخبار«. ولايفوتني هنا ان اشيد بالمعلومات الواسعة التي تناولها وزير الخارجية وابرزت الجهود التي كانت وماتزال تقوم بها مصر لدعم علاقتها بدول القارة خاصة دول حوض النيل وبما يتناسب وامكاناتها خاصة المادية. واذا كان هناك قصور في الدور الرسمي الحكومي فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية التي تمثل ركيزة اساسية لقيام علاقات سياسية قوية فقد حرص ابوالغيط علي المطالبة بدور اكثر فاعلية للقطاع الخاص المصري لصالح الاقتصاد الوطني لمصر ولخدمة التنمية في هذه الدول. اشار الي المساهمات الناجحة لبعض شركات القطاع الخاص المصري لتعظيم العمل المصري الافريقي المشترك. لقد اثار انتباهي في الاحاديث الصحفية لوزير الخارجية اتسامها بالهدوء والثقة في توضيحه للمواقف وسرده للاحداث والسياسات المختلفة دون تهويل او مبالغة. ليس هناك مايقال تعليقا علي هذه المبادرات سوي انها خطوة ايجابية ومطلوبة في هذه المرحلة تحتاج الي الاستمرارية التي ترسخ الاهمية القصوي لعملية تطوير العلاقات واواصر التعاون في كافة الميادين مع الاخوة الافارقة واضعين في الاعتبار انهم يمثلون عمقا استراتيجيا لمصر سياسيا واقتصاديا. ومع تقديرنا لهذه الصحوة الاعلامية التي تعكس الاهتمام بالشأن الافريقي فانه لايكفي بأي حال ان تقتصر علي الجانب المحلي ان المطلوب من هذا الاعلام ان يتحرك الي خارج حدود مصر.. الي الدول الافريقية لاجراء اللقاءات والاحاديث مع زعمائها ومسئوليها وان يكون هناك تبادل مستمر للزيارات علي المستوي الرسمي والشعبي لصالح التواصل بين هذه الشعوب والشعب المصري. انني اذكر بهذه المناسبة المبادرة التي اقدم عليها المجلس الاعلي للصحافة بدعوة 30 من رؤساء تحرير الصحف الرائدة في دول حوض النيل حيث التقي بهم صفوت الشريف رئيس المجلس. شاركت هذه القيادات الصحفية الافريقية الذين تم دعوتهم بالتنسيق مع وزارة الخارجية والموارد المائية والاعلام الي دورة اعلامية تم تنظيمها في المركز الاقليمي للتدريب الصحفي التابع للمجلس الاعلي للصحافة والذي جرت مراسم افتتاحه في هذه المناسبة. ولعل مايؤكد نجاح هذه المبادرة.. خطابات التقدير التي تلقاها المجلس الاعلي للصحافة من وزارة الخارجية متضمنة اشادة سفاراتنا في دول حوض النيل والاشارة الي العديد من المقالات الايجابية حول علاقات مصر بهذه الدول. من المؤكد ان الانفتاح الاعلامي والتوجه نحو الدول الافريقية بشكل عام ودول حوض النيل بشكل خاص يمكن ان يكون له تأثير قوي علي مسيرة العلاقات وازالة ما يشوب المشاعر السائدة بأن هناك اهمالا وعدم مبالاة بتطوير علاقات مصر بهذه الدول. انه ولاجدال اجراء محمود ومطلوب ان نتنبه لاهمية مشاركتنا في احداث وانشطة القارة الافريقية علي اعلي مستوي باعتبارها فرصة تنفي عزلتنا وابتعادنا عما يتصل بمصالح دولها وشعوبها. بالطبع فقد كنا نتمني مشاركة الرئيس مبارك في قمة اوغندا لاستثمار مايتمتع به من ثقل واحترام الا انني وعلي ضوء مشاركة رئيس الوزراء احمد نظيف بالنيابة عنه فانني ارجو ان تكون هذه المشاركة فرصة لفتح المزيد من ابواب التعاون مع دول القارة وان تكون اضافة للزيارة التي قام بها لاثيوبيا وللزيارات المتعددة التي قام بها احمد ابوالغيط وزير الخارجية وفايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الاقتصادي والوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصري. لايمكن استثمار هذه الموجة من التحركات والزيارات وتحقيق العائد الوطني المطلوب من ورائها دون الالتزام بمواصلة التواجد المصري علي المستوي الرسمي والخاص في المرحلة القادمة وحتي لانعود الي البكاء علي اللبن المسكوب.