لفت نظري خلال الفترة الأخيرة قيام بعض المسئولين المصريين بزيارات إلي العاصمة دمشق.. وزير السياحة الدكتور زهير جرانة زار سوريا وأجري مباحثات مع المسئولين هناك حول دعم العلاقات السياحية بين البلدين.. وبعدها قام وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد بزيارة تهدف إلي تعزيز التعاون وفتح صفحة جديدة لتنشيط العلاقات الاقتصادية، وهو الأمر الذي يعني أن هناك توجها جديدا لكسر حالة الجمود التي سيطرت علي العلاقات المصرية السورية الفترة الماضية. بعيدا عن علاقات مصر وسوريا أو علاقات مصر بأية دولة أخري، التي هي قابلة للتغير الذي يكون أحيانا بنسبة 081 درجة إلي الوجهة المعاكسة، فإنني أري أن الاختلاف السياسي لا ينبغي أن يؤثر في العلاقات الاقتصادية والثقافية أو يعطل مسيرتها تمشيا مع التوجهات السياسية المتقلبة! قد تفرض الظروف السياسية أحيانا مقاطعة بعض الدول، ولكن أن يحدث مثل هذا الأمر مع دولة عربية سواء كانت هذه الدولة سوريا أو غيرها من الدول التي تفرض علينا الجذور التاريخية والآمال والطموحات المستقبلية أن تكون هناك خطوط حمراء في العلاقات لا ينبغي تجاوزها، ولا نكتفي عندها بالحفاظ علي »شعرة معاوية« حتي لا تتقطع أوصال العلاقات، التي حتي وإن بردت بين الحكومات فإنها تظل دافئة بين الشعوب. ولا أنسي كم تأثرت بحديث أحد الزملاء الصحفيين السوريين الذي التقيت به في أنطاليا بتركيا حينما قال لي أنه مهما تباعدت المسافات فإننا علي ثقة ان الدماء المصرية والسورية التي امتزجت علي مدار التاريخ، وأيضا الروح التي تجمع بين شعبينا ستظل السد المنيع الذي تتحطم عليه أية خلافات عابرة، وأننا في سوريا أو في أي دولة عربية علي يقين تام من أن قوة مصر هي التي تعطي الإحساس بالأمان لأي عربي في أي عاصمة كانت، وتجعله ينام علي سريره وهو آمن مطمئن. ياحنينة وكلك طيبة كأن الزمن الذي غنت فيه فايزة أحمد كان بمثابة الزمن المثالي للأحاسيس المرهفة.. من كتب فيه يعد أفضل من كتب، وكذلك من لحن، ومعهم من ترجم الكلمات والألحان إلي أحاسيس نابضة.. بالأمس استمعت إلي كثير من المطربين الجدد الذين غنوا للأم.. تشعر وكأن أغانيهم مجرد كلمات مرتبة وألحان معدة بشكل سريع ليجيء تعبير المطرب متوافقا مع مستوي الكلمات والألحان.. أحسست وكأن ما أسمع هو تشويش متعمد علي الأغنية التي تفرض نفسها دائما علي المناسبة.. رائعة فايزة أحمد الخالدة »ست الحبايب ياحبيبة.. يا أغلي من روحي ودمي.. ياحنينة وكلك طيبة.. يارب يخليكي يا أمي.. ياست الحبايب ياحبيبة«.. كل سنة وكل أم بصحة وعافية.. ودعواتنا بالرحمة لكل أم أدت رسالتها علي أكمل وجه حتي توفاها الله، ورغم هذا تظل نظراتها ورنين صوتها وأحاسيس أحضانها الدافئة مسيطرة علي أولادها فتظل ألسنتهم تبتهل بالدعاء بأن يتغمدها الله بواسع رحمته جزاء ما قدمت وضحت.. »وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا«.. صدق الله العظيم.. رحمة الله عليكي يا أمي.