عرفت الرئيس مبارك عن قرب دون أن ألتقيه من خلال والدي عليه رحمة الله وما كان يرويه لي عن الجانب الاجتماعي والانساني في شخصية سيادته ومدي تأصل أخلاقياته الريفية النبيلة و البسيطة خاصة في مجال الواجبات الاجتماعية التي كان يؤديها مثل أي مواطن رغم مشاغله الجسيمة وقد لمست ذلك بنفسي في عدة مواقف مرت بها أسرتنا أبرزها في مرض أخي الأكبر بالكبد واستدعي الأمر سفره للخارج وبطبيعة شخصية الوالد لم يسع لعلاجه علي نفقة الدولة. ولكن حين علم الرئيس مبارك بذلك أمر فوراً بالعلاج علي نفقة الحكومة المصرية وكان الأهم تأثيراً عندنا هو السؤال الدائم للسيد الرئيس عن شقيقي و متابعته لحالته الصحية وحين لقي أخي ربه أفاض علينا من رعايته واهتمامه ما لا يمكن نسيان فضله الأمر الذي منحنا الصبر والقوة في تحمل ضربات القدر وقضاء الله وقد تواصلت رعاية وعيادة السيد الرئيس للأسرة مع مرض الوالد بعد أن هدته المحن التي مر بها و أصاب الوهن جسده كما أصاب الحزن علي ولديه روحه وقلبه.. ولم ينقطع اطمئنان الرئيس عن الوالد سواء في البيت أو المستشفي مما ترك في نفسي كل محبة وإجلال لهذا الرجل الذي يعلم قدر المخلصين للوطن حقاً وصدقاً .. والجميل في الأمر أن سلوك الرئيس هذا من طبيعته الشخصية التي يمارسها مع المواطنين العاديين ، لذا فكم آلمني مرضه الأخير بقدرما أسعدني نجاح جراحته وشفاء جسده وقرب عودته سالماً معافاً لأرض الوطن التي رواها بعرقه وعمله منذ حرب أكتوبر المجيدة وحتي اليوم. فلندعو لسيادته بأن يتم الله شفاءه علي خير وينعم عليه بدوام الصحة والعافية والعمر المديد جزاء ما قدم للأمة من جهد وإخلاص لا تنكره عين الحق أو نظرة صدق.. وسلامتك يا ريس .