منذ صغري وأنا احب القراءة حبا شديدا، واتذكر انني خلال دراستي بالمرحلة الابتدائية كان لدي مجموعات كبيرة من قصص المغامرات التي كنت اهوي قراءتها، وكانت هذه القصص تسبب مشاكل في المنزل من كثرتها، ثم انتقلت لقراءة قصص ادب الرحلات، حيث كنت اجد متعة كبيرة في قراءتها للتعرف علي معالم الدول وابرز ما يميزها.. الشوارع والميادين وطبائع الناس التي تعيش في هذه الدول.. وكنت وأنا اقرأ هذه القصص اشعر وكأنني في المكان الذي تدور فيه احداث القصة أو الرواية.. واتخيل نفسي اسير في ذلك الشارع في اسبانيا أو اقف داخل المتحف في باريس أو غيرهما.. واظل امني نفسي بأنني سأذهب إلي ذلك المكان يوما ما. وعندما عملت في مهنة البحث عن المتاعب، حرصت في البداية علي اشباع هوايتي من القراءة، ولكن فيما يفيد عملي.. ورغم اهمية القراءة والاطلاع في مهنتي إلا انني اعترف بأنني ابتعدت عنها لفترة كبيرة، ونادرا ما كنت اجد الوقت لقراءة كتاب.. وكانت تلك سلبية كبيرة، حيث ان قراءة الصحف والمجلات ومتابعة اخبارها لا تعوض ابدا عن قراءة كتاب جديد ايا كان محتواه، حيث دائما ما يكون هناك اثراء بمعلومة أو فكر جديد يختلف الحصول عليها من الكتاب عن اي وسيلة اخري حتي ولو كانت الانترنت بضخامة المعلومات التي يوفرها. إن اطفال وشباب مصر محظوظون كثيرا اليوم بما يتوافر لهم من منابع المعرفة التي تتاح لهم من خلال الحملة القومية للقراءة للجميع والتي ترعاها السيدة الفاضلة سوزان مبارك فهذه الحملة القومية في رأيي تعد من المشاريع العملاقة التي شيدت علي ارض مصر.. ويكفي انها تنمي وتدعم صناعة العقول والتي نحن احوج اليها اليوم عن اي وقت مضي. صناعة عقول شباب مصر بناء عظيم التشييد للمستقبل. شريف خفاجي [email protected]