رجلان لا أعرفهما شخصيا حتي كتابة هذه السطور.. أحدهما مصري والآخر تركي.. اعجبني فيهما موقفان.. اشيد بهما هنا.. أحدهما علي المستوي المحلي وخاص بالحقل الجامعي في مصر.. والموقف الآخر دولي لكنه يقترب كثيرا منا.. كمصريين أيضا.. في قضية أزلية امتدت معنا لقرابة السبعين عاما.. وهي القضية الفلسطينية.. الطيب المصري.. هو رئيس جامعة حلوان.. الذي أصدر قرارا منذ شهر يونيو الماضي بشغل وظيفتي نائبي رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وشئون البيئة وخدمة المجتمع..وذلك قبل بداية شهر أغسطس القادم وهو التاريخ المتعارف عليه في قانون الجامعات المصرية الذي يتم فيه التغيير والتبديل بين قيادات جامعات مصر.. وقد أثلج الأمر صدري »بعيدا عن اختيار الشخصيات«.. بل في المبدأ الذي ارجو أن يسير عليه غيره.. لقد طالبت منذ عدة سنوات ومن خلال ذلك المنبر مناديا كل من يدير مؤسسة، أيا كان موقعها بعدم الانتظار حتي تنتهي رئاسة شخص مالموقع ما دون إعلان اسم المرشح لتولي المنصب قبلها بشهر علي الأقل.. ذلك حتي تستقر الأمور وتسير سيرا طبيعيا ليس فيه قلاقل بين متطلع ومخطط.. أو مشتاق ومتصور.. ان ذلك الأمر في صورته تلك يجعل الهدوء والاستقرار.. سمة داخل قطاعات الدولة المختلفة.. وبخاصة في داخل الحرم الجامعي.. الذي نحن بصدده. الطيب التركي.. هو رئيس الوزراء ومقره أنقرة.. الذي صرح عقب حادثة الاعتداء المزرية من الجانب الاسرائيلي علي اسطول السلام الذي يحمل العلم التركي.. صرح الطيب اردوغان أولا بأن تعتذر اسرائيل لتركيا.. اضافة إلي طلبه للسلاح البحري التركي بأن يعد اسطولا جديدا من سفن الاغاثة ليتوجه هو شخصيا بمرافقته لكسر الحصار المفروض علي غزة من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي.. لكني اتوقف عند تصريح له وجهه إلي الشعب اليهودي عبر وكالات الأنباء قال فيه: »ان الوصية السادسة في العهد القديم« تقول بالعبرية.. »لا تقتل«!! اتوقف هنا وأهمس في أذنه قائلا: بتقول لمين الكلام ده.. يا راجل.. يا طيب!! هناك رابطة غريبة تجمعني بكل من غزةوسيناء فعندما اسمع كلمة »غزة« أتذكر سيناء والعكس.. قد يكون السبب زياراتي المتعددة لهما منذ عام 8591 منذ أيام الجامعة.. وقد ازدادت هذه الرابطة عند كل »ثلاثاء« وعندما اقرأ خلجات ومشاعر وتوسلات الصديق »مصطفي بلال«.. تجاه سيناء دون كلل ولا ملل منذ ما يزيد عن عامين.. حيث أفرد »إطاره« الاسبوعي لهذه القضية فقط دون سواها مطالبا »بوزارة« تدير تلك الأرض الغالية علينا جميعا.. سيناء.. لقد شاركت وغيري معه سنوات.. لكني اخشي ان تعلو الاصوات كما حدث عقب تحرير سيناء ورفع العلم عليها في أبريل 2891 كما رفع شعار »سيناء أرض الفيروز«.. وتحدث من تحدث وكتب من كتب وغني من غني.. ثم هدأت الأصوات.. حتي حركها ثانية بعد عقدين من الزمان.. مؤذن اسمه »بلال«.. فهل من محيص..؟ كاتب المقال : أستاذ بجامعة حلوان