«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف القعيد يكتب: لماذا لا تعود القوات المصرية لغزة ولو بالقوة؟!
نشر في الدستور الأصلي يوم 29 - 01 - 2010

هل تنتظر الحل النهائي للقضية الفلسطينية حتي تصبح الصين قوة عظمي؟
محمد إبراهيم منصور: هل هناك مستقبل للسلام؟ هل تاه منا السلام؟ أم أننا نسيناه؟
حسن عيسي: القضية الفلسطينية تصفي الآن بيد أبنائها
بدأت حماس من رحم الإخوان في مصر ورابين كان يتغاضي عن نشاطها
لماذا لا تعود القوات المصرية لغزة ولو بالقوة
1- لقاء مغلق
دعاني اللواء محمد شريف عبدالعزيز من مركز الدراسات المستقبلية التابع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، لحضور محاضرة يلقيها السفير حسن عيسي حول مفهوم الأمن القومي المصري، وذلك بمقر المعهد بطريق المطار. علي مشارف منطقة شيراتون هليوبوليس. لكن عندما كان الدكتور محمد إبراهيم منصور مدير المركز يقدم الندوة بلغة عربية فصيحة. حسدته عليها. قال إن موضوع الندوة هو مستقبل السلام في الشرق الأوسط.
قال الدكتور محمد منصور إنهم يقيمون هذا اللقاء بعد ثلاثين عاماً من اتفاقية السلام وعشرين عاماً من مدريد وسبعة عشر عاماً من أوسلو. ومع هذا نشعر أن الأمور محلك سر. وتساءل: هل هناك مستقبل للسلام؟ هل نسيناه؟ هل تاه منا؟ وبعد أن اعترف بأننا نعيش في منطقة من أعقد مناطق العالم. ثم قال إن المهم أن نثري معارفنا من هذا اللقاء حتي لو لم تكن هناك إجابات شافية كافية علي تساؤلاتنا.
2- شهادة حسن عيسى أول قنصل مصري فى إيلات:
السفير حسن عيسي قال إنه خلافاً للمنهج سيأتي من الآخر. وحدد أسباباً فلسطينية ثم إسرائيلية ثم أمريكية. تجعل مستقبل السلام في الشرق الأوسط مظلماً. فالقضية تصفي الآن بيد أبنائها. حماس بدأت من رحم الإخوان المسلمين في مصر. ورابين كان يغمض عينيه عن نشاطها. والبعض يتهم حماس بأنها صنيعة إسرائيل. واعترف بأنه تعامل مع ياسر عرفات من أيام الكويت. وأن كمال رفعت كان يدرب أول المقاتلين الفلسطينيين في مصر. ذكر كمال رفعت ولم يشأ أن يذكر جمال عبد الناصر.
ثم قال حسن عيسي إن حماس بدأت تصنف علي أنها منظمة إرهابية وأمريكا ضغطت من أجل أن تدخل الصف. وهكذا تقرر إجراء انتخابات. فتح قالت إنها ستكتسح. وقد شارك حسن عيسي كمراقب للانتخابات التشريعية في غزة. وكانت النتيجة نجاح حماس بنسبة 64%. ذهول حماس من النجاح كان مثيراً. وفتح أساءت إدارة الأزمة برفضها الدخول في حكومة ائتلافية مع حماس.
وصلت علاقة فتح وحماس إلي ما يمكن أن يسمي «بلعب العيال». الخلاف الحمساوي الفتحاوي تحول إلي مؤامرات. جبريل الرجوب سافر إلي أمريكا وعاد بخطط ومعدات لضرب حماس. بريطانيا أعطت محمد دحلان 80 مليون استرليني لقلب حماس في غزة. قيل إن فتح كانت تجهز لدخول غزة. وقد أدي هذا لاستيلاء حماس علي القطاع. واعترف حسن عيسي أن الأسمنت الذي بني به الجدار العازل من مصر أساساً. رغم أن من باعه لإسرائيل كان قيادياً فتحاوياً. وحماس تريد إقامة دولة إسلامية في غزة كبروفة للحكم الإسلامي في المنطقة كلها.
ثم عرج علي الأنفاق وقال إنها كانت موجودة وقت احتلال إسرائيل لغزة. وأن شارون قال عندما انسحب من غزة: سأترك فراغاً لم تملؤه إلا الحرب الأهلية. وقد اكتشفنا الأنفاق من ناحيتنا. وأغمضنا أعيننا عنها. لأنها كانت تحل جزءاً من مشكلة الفلسطينيين في غزة. علي الناحية الأخري من كان يريد أن يحفر نفقاً. يذهب إلي حماس ويحصل علي تصريح رسمي ويدفع 30 ألف دولار وربما أكثر. وإن كان النفق يحتاج لكهرباء يوصلون له الكهرباء. نشأ في غزة بارونات الأنفاق. تكلفة النفق من 400 ألف إلي مليون دولار. وأصبحت لهم مصالح ربما تقاطعت مع مصالح حماس. وعند الاتفاق علي وقف إطلاق الصواريخ بين حماس وإسرائيل. التزمت حماس بها. وحياها وزير الدفاع باراك. ثم عادت الصواريخ واتضح أن وراءها بارونات الأنفاق حتي تغلق المعابر.
مصر حاولت التوفيق. يكمل السفير حسن عيسي شهادته: حدثت حالة تهافت علي الوزارات بين السلطة وحماس. مع أن الجميع تحت الاحتلال الإسرائيلي. والسلطة وهمية والحكومة وهمية. مصر أحضرت 12 فصيلاً وطلبت من كل فصيل أن يحدد موقفه من المصالحة كتابة. ثم استخرجت القواسم المشتركة. وحماس لم تستطع التوقيع علي هذه القواسم المشتركة. لأن قرارها في يدي إيران. لقد حدثت في الاجتماعات خلافات مضحكة. مثل الاعتراض علي جلوس محمود عباس علي المنصة. لأنه يحضر باعتباره رئيس فتح وليس رئيس السلطة. فيجب أن يبقي في الصالة. وهكذا.
الموقف الإسرائيلي لا يقل انحطاطاً. الوزارة الحالية شكلت من عناصر مهجنة. أهم ما يميز نتنياهو أنه رجل كذاب. لا يستطيع أن يوقع اتفاقاً. ولا يريد. ولا يستطيع أن يريد. من يوم وفاة مناحيم بيجين لا توجد قيادة إسرائيلية قادرة علي توقيع اتفاق سلام.
أمريكا تعاني من فقدان القيادة منذ روزفلت. ريجان ممثل فاشل ورئيس أفشل. كلينتون ضيعته فضيحته. كارتر يصلح قساً. بوش الأب صلب طوله لأنه ضابط مخابرات. بوش أسوأ رئيس. إنه رجل كذاب. لا أعتقد أنه يلوح في الأفق حل للقضية الفلسطينية في هذا الجيل.
قال الدكتور محمد إبراهيم منصور إن السلام يمضي إلي نفق مظلم. فقد قال أوباما في جامعة القاهرة إن علاقة أمريكا بإسرائيل لا تكثر. ومن يبحث عن السلام الآن كأنه يبحث عن شعاع من النور من ثقب ضيق.
3- صدمة نبيل زكي وإيضاحات عاطف الغمري:
تحدث نبيل زكي. رئيس تحرير جريدة الأهالي السابق. والعضو القيادي بحزب التجمع. والكاتب الصحفي بالأخبار والوفد. صدمنا جميعاً عندما طرح سؤالاً حاداً: لماذا لا تعود القوات المصرية إلي غزة ولو بالقوة. إن هذا الإجراء لو تم يكون من أجل حماية الأمن القومي المصري. ومن أجل الحفاظ علي الأرض الفلسطينية حتي تحل القضية. أكد نبيل زكي أنه في آخر اجتماع مع باراك طلب الرئيس مبارك زيادة عدد القوات المصرية علي الحدود أكثر من العدد الحالي. وهو 700 مجند ورفض باراك.
عاطف الغمري الكاتب الصحفي والمؤلف المسرحي ومدير مكتب الأهرام في واشنطن لسنوات. والكاتب بالأهرام الآن قال إن أي رئيس أمريكي جديد يريد تغيير السياسة. لكنه عندما يري السكون العربي المستمر من الأبد ومن الأبد. يخضع للضغوط. أمريكا مثل السوق. سوق لها سور ولكن بابها مفتوح. أمريكا سمسار. بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي خافت إسرائيل أنها ربما تفقد وظيفتها عند أمريكا. وقال شيمون بيريز نحن لن نضمن الموقف الأمريكي معنا إلي الأبد.
4- شهادة أحمد عبد الحليم:
الدكتور اللواء أحمد عبد الحليم تحدث قائلاً أنه وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد. فإنه من حقنا أن نطالب بإعادة النظر فيها بعد خمس سنوات من توقيعها. وهو لم يحدث حتي الآن. وأكد أن الصراع العربي الإسرائيلي لا حل له. فإما نحن أو هم. وهذا الحل الأخير له بعد زمني محسوب بكل دقة. وما نحن بصدده الآن يندرج تحت مسمي الحلول المؤقتة. وقال إنه شعر من لقاءاته مع الأمريكان والغربيين التركيز علي أن إيران هي الخطر الوحيد الذي يهدد الشرق الأوسط. وأن إسرائيل دولة مسكينة. وكانت هناك فكرة أن يتم تحالف إسرائيلي عربي. حتي تتحول الترسانة الإسرائيلية النووية لحماية المنطقة. وأكد أن المستفيد الأول من الأنفاق هم الإسرائيليون. وأما عن الموقف المصري. فمصر تساعد علي التفاعل بين الأطراف. وأن الخط الأحمر أمام مصر هو مصالحها القومية. وأن من يريد من مصر أن تقوم بأي دور أن يأتي إليها أولاً ويتفق معها. ثم تحدث أحمد عبد الحليم عن الحل النهائي وحكي أنه التقي مع عضو في مجلس الأمن القومي الصيني في أستراليا. وسأله: هل الصين دولة عظمي؟ قال: لا. ثم عاد يسأله: هل ستصبح الصين دولة عظمي؟ قال: نعم. سأله: متي؟ قال: من خمسين إلي ثلاثين سنة. وهذا الكلام معناه أن الحل النهائي لن يأتي قبل أن يكون هناك توازن في موازين القوي العالمية. وأن يكون هناك إعادة نظر لقضايا التوازن في المنطقة لصالح مصر. وأن ما يجري الآن هو محاولة لإيقاف الضرر في أدني حد له وأيضاً محاولة بناء القوة الاقتصادية المصرية. لأن العلاقة بين الاقتصاد والقوة المسلحة مسألة أساسية.
وأكد أن شيمون بيريز طلب منه شخصياً أن تعيد مصر نفوذها في غزة. وذلك في زمن ولاية رابين. وكان بيريز وزير خارجية. وقد رفضت مصر ذلك من أجل أن يبقي الكيان الفلسطيني قائماً.
5- أماني فؤاد وعبد الحليم محجوب:
الدكتور عبد الحليم محجوب باحث متخصص في الشئون العربية تحدث عن أن هناك فجوة كبيرة بين صانع القرار السياسي وصانع الخطاب الإعلامي. مع أن الأمرين مرتبطان تماماً. الدكتورة أماني فؤاد تساءلت: هل مصر مستعدة للصراع طويل المدي في ظل الفساد والفوضي؟ هل لدينا علوم تهتم بالمستقبل؟ هل المستقبليات بند ثابت في اهتماماتنا اليومية؟ أم أننا نجلس عادة حتي يفاجئنا المستقبل؟
أما الدكتور منصور فقال إنه سمع أن بعض قادة إسرائيل قالوا: أعطونا ثلاثين عاماً يكون هذا الجيل قد اختفي من الحياة.
قال السفير حسن عيسي: إن إسرائيل عرضت علينا غزة أكثر من مرة ورفضنا. لأن غزة هي قلب الدولة الفلسطينية القادمة. وحرمان فلسطين من قلبها يعني موتها. الحل الآخر هو فتح الحدود وترك جزء من سيناء لهم. وفي المقابل ستحصل مصر علي جزء من صحراء النقب. وتبادل الأراضي من أخطر ما يمكن. إسرائيل تخشي عسكرة سيناء مرة أخري.
قال الدكتور أحمد عبد الحليم أنه سمع بأذنه وجهاً لوجه من بعض أولاد العم - بالمناسبة أنا لا أحب تعبير ولاد العم علي الرغم من فيلم شريف عرفة - قالوا: نصبر علي مصر ثلاثين عاماً حتي ينتهي الجيل الذي عاصر الصراع. وقال رداً علي قلق أماني فؤاد علي المستقبل. قال لها: نحن نعيش ردود أفعال يوماً بيوم. ليست لدينا سياسات طويلة المدي مبنية علي علوم المستقبل. وعن الوطن العربي قال: نحن لا نشكل وطناً عربياً واحداً. لدينا ثلاث أعراب.
1 - المغرب العربي الذي يتجه نحو شمال البحر الأبيض المتوسط.
2 - عرب الخليج البترول والحداثة. ويعتقد أهله أن علاقاتهم يمكن أن تمضي من فوق الرأس مع الدول الكبري.
3 - منطقة الصرة: مصر وفلسطين ولبنان والأردن وسوريا. والجهد العالمي لحل القضايا العالقة سيكون مع هذه المنطقة. وقال إنه منذ 48 لم يكن هناك رأي عربي واحد. والجامعة العربية نفوذها من نفوذ الدول. وقوتها من قوة الدول. وضعفها من ضعف الدول العربية. أما الدول العربية القاطرة السعودية تحاول القفز من فوق الرءوس مرتبطة بالغرب وبالتحديد بأمريكا. سوريا اختلف التوجه من التآلف والتأزور مع مصر. إلي مفترق طرق. إما بسبب جموح سوري أو فلنقل جموح مصري حتي لا يغضب بعض الحاضرين. أما بالنسبة لمصر. فالمصلحة القومية هي بؤرة الحدث. من يتفق معها عربيا أو إقليمياً أو دولياً. أهلاً به وسهلاً. وهنا عادت الدكتورة أماني فؤاد تتساءل: أين تراكم عناصر القوة في الموقف المصري ما دمنا نتكلم عن حلول بعيدة المدي. وتساءل نبيل زكي: ألا يعد وجود المخابرات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية علي حدود مصر تهديداً لأمن مصر القومي؟ ألا يعد وجود مليون ونصف المليون جائع لمصر في غزة تهديداً لأمن مصر القومي؟ ألا يعد وجود إسرائيل علي حدودنا تهديداً لأمننا القومي؟ قال له اللواء أحمد عبد الحليم: مازالت المنطقة المصرية الحيوية هي التي تبدأ من جبال توروس من شمال سوريا.
6- لا يامدام فاتن:
في عدد جريدة القاهرة الصادرة 19 يناير 2010 وعلي صفحة 12 المخصصة للفن. وعنوانها: شارع الفن. تساءلت سيدة الشاشة العربية: فاتن حمامة. في حديث انفرادي للجريدة. أجرته معها سماح عبد السلام: أين الرواية التي تصلح للسينما؟ ثم شرحت سؤالها وقالت:
- السينما لم تبتعد عن الرواية. فهناك العديد من الكتاب الذين كتبوا روايات عديدة. ولكن الذي يصلح منها للسينما قليل جداً. فلا بد أن تكون الرواية كبيرة وبها حدوتة. ولا يقتصر الكاتب علي نقل أحاسيس الأشخاص وخيالهم. حيث إن المشاهد يريد أن يشبع من الرواية. السينما لم تبعد عن الرواية. بل علي العكس تنتظرها بفارغ الصبر.
وبمجرد قراءة الحديث فكرت في الاتصال بها. مثلما فعلت معها عندما قرأت حديثها مع كمال رمزي في جريدة الأهرام. وقد أضافت في الاتصال الكثير للحديث. لكن غضبي هذه المرة من سيدة الشاشة جعلني لا أقصر الأمر علي اتصال خاص. فالمسألة عامة. ويجب أن تكون فيها كتابة وأن تخرج للنور.
لم يعجبني في كلام السيدة فاتن هذا الحكم القاطع الجامع المانع بالنسبة للنتاج الروائي المصري. والذي حفزني للكتابة أنني من معرفتي بها متأكد أنها تقرأ. وقد أخذتني في إحدي زياراتي لبيتها القديم في الزمالك لتريني مكتبتها. وتقلب الكتب كتاباً كتاباً. لكنها حذرتني قبل أن أدخل للمكتبة من أن هذا كله لي شخصياً وليس للنشر. إذن نحن أمام فنانة استثنائية تقرأ وتتابع وتعرف. الأمر الثاني أن فاتن حمامة فنانة ولا كل الفنانات. فهي تزن كل كلمة تقولها. ولا تجري وراء رنين المانشيتات. وتحاول الهروب من الإعلام قدر ما تستطيع. وإن تكلمت فهي تزن كلامها بميزان الذهب. إن لم يكن أكثر. تتوقف طويلاً أمام اختيار الكلمة وتفحصها وتقلبها علي وجوهها المتعددة قبل أن تنطق بها. وأثناء النطق بها فهي تحاول أن تتذوقها علي طرف لسانها كثيراً. هذا عن الشكل. أما من حيث الموضوع فهل في مصر الآن غير النتاج الروائي؟ لن أستند لمقولة جابر عصفور أننا نعيش في زمن الرواية. ولا لمانشيت أخبار الأدب الانفجار الروائي في مصر. ففي كل مكان من مصر روايات. وجيدة. وتصلح لأن تتحول لأفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية وإذاعية وعروض مسرحية. فكيف قالت من تعلمنا منها الأصول أنه لا توجد رواية واحدة تصلح لأن تتحول لفيلم سينمائي؟
بصراحة لديّ سبب شخصي لإثارة الموضوع. لا أخجل من إعلانه والتوقف أمامه. فقد حدث منذ سنوات أن قرأت فاتن حمامة روايتي: أربع وعشرون ساعة فقط. واتصلت بي. واتصلت بها. والتقينا. سواء بشكل منفرد أو بحضور آخرين أو هناك من ذهب إليها من الآخرين بدوني. وكل هذا دار حول فكرة تحويل الرواية لفيلم سينمائي. ودخلنا في تفاصيل التفاصيل. لا أريد أن أجري وراء الأسماء التي كانت طرفاً في الحكاية. لكن حيرتي زادت بعد الحكم القاطع الذي قالته فاتن حمامة لسماح عبد السلام. وبصراحة تمنيت أن يكون هناك وهن في النقل عنها. وأنا هنا لا أشكك في مصداقية الجريدة ولا صدقية المحررة. وإن كنت أتمني ألا يكون الكلام دقيقاً.
لديّ كثير من التفاصيل يمكن قولها عن هذه الحكاية التي ربما كانت مستمرة بيني وبينها حتي الآن. لكنني أمسك عند هذه اللحظة وأمنع نفسي وأقمع قلمي من إغراء الاسترسال.
7- عطر الأحباب:
كثير من الأصدقاء والأحبة عاتبون عليّ حول ما نشر الأسبوع قبل الماضي وقد انصب العتاب علي:
(1) الاسترسال في الكلام عن ميسون صقر القاسمي مع أنه كان من المفترض الكتابة عن شعر صقر القاسمي والجهة التي نشرته وكيفية الحصول عليه.
(2) هذا التوسع في الكتابة عن وليمة أولمها عزت القمحاوي. من المؤكد أن هذه كتابة قد تندرج تحت عنوان: كل واشكر. ولولا أننا نعرفك. ونعرف معدنك ومواقفك لقلنا ما الذي جري للدنيا.
(3) كل هذا الكلام عن الشيخوخة وزحفها في سياق الكتابة عن حفيدتك أمينة مصطفي فاروق. ولماذا لم تنشر صورتها؟ يسأل عن هذا الإخوة الأعداء في الدستور. تساؤل: أين هي الشيخوخة في مواجهة كل هذه الكتابة اليقظة والمتابعة؟ أم أن في الأمر رعشة حب جديد. وألفة نادرة. وإنسانية فياضة أعادتك مرة أخري إلي عذوبة البدايات الأولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.