عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف القعيد يكتب: لماذا لا تعود القوات المصرية لغزة ولو بالقوة؟!
نشر في الدستور الأصلي يوم 29 - 01 - 2010

هل تنتظر الحل النهائي للقضية الفلسطينية حتي تصبح الصين قوة عظمي؟
محمد إبراهيم منصور: هل هناك مستقبل للسلام؟ هل تاه منا السلام؟ أم أننا نسيناه؟
حسن عيسي: القضية الفلسطينية تصفي الآن بيد أبنائها
بدأت حماس من رحم الإخوان في مصر ورابين كان يتغاضي عن نشاطها
لماذا لا تعود القوات المصرية لغزة ولو بالقوة
1- لقاء مغلق
دعاني اللواء محمد شريف عبدالعزيز من مركز الدراسات المستقبلية التابع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، لحضور محاضرة يلقيها السفير حسن عيسي حول مفهوم الأمن القومي المصري، وذلك بمقر المعهد بطريق المطار. علي مشارف منطقة شيراتون هليوبوليس. لكن عندما كان الدكتور محمد إبراهيم منصور مدير المركز يقدم الندوة بلغة عربية فصيحة. حسدته عليها. قال إن موضوع الندوة هو مستقبل السلام في الشرق الأوسط.
قال الدكتور محمد منصور إنهم يقيمون هذا اللقاء بعد ثلاثين عاماً من اتفاقية السلام وعشرين عاماً من مدريد وسبعة عشر عاماً من أوسلو. ومع هذا نشعر أن الأمور محلك سر. وتساءل: هل هناك مستقبل للسلام؟ هل نسيناه؟ هل تاه منا؟ وبعد أن اعترف بأننا نعيش في منطقة من أعقد مناطق العالم. ثم قال إن المهم أن نثري معارفنا من هذا اللقاء حتي لو لم تكن هناك إجابات شافية كافية علي تساؤلاتنا.
2- شهادة حسن عيسى أول قنصل مصري فى إيلات:
السفير حسن عيسي قال إنه خلافاً للمنهج سيأتي من الآخر. وحدد أسباباً فلسطينية ثم إسرائيلية ثم أمريكية. تجعل مستقبل السلام في الشرق الأوسط مظلماً. فالقضية تصفي الآن بيد أبنائها. حماس بدأت من رحم الإخوان المسلمين في مصر. ورابين كان يغمض عينيه عن نشاطها. والبعض يتهم حماس بأنها صنيعة إسرائيل. واعترف بأنه تعامل مع ياسر عرفات من أيام الكويت. وأن كمال رفعت كان يدرب أول المقاتلين الفلسطينيين في مصر. ذكر كمال رفعت ولم يشأ أن يذكر جمال عبد الناصر.
ثم قال حسن عيسي إن حماس بدأت تصنف علي أنها منظمة إرهابية وأمريكا ضغطت من أجل أن تدخل الصف. وهكذا تقرر إجراء انتخابات. فتح قالت إنها ستكتسح. وقد شارك حسن عيسي كمراقب للانتخابات التشريعية في غزة. وكانت النتيجة نجاح حماس بنسبة 64%. ذهول حماس من النجاح كان مثيراً. وفتح أساءت إدارة الأزمة برفضها الدخول في حكومة ائتلافية مع حماس.
وصلت علاقة فتح وحماس إلي ما يمكن أن يسمي «بلعب العيال». الخلاف الحمساوي الفتحاوي تحول إلي مؤامرات. جبريل الرجوب سافر إلي أمريكا وعاد بخطط ومعدات لضرب حماس. بريطانيا أعطت محمد دحلان 80 مليون استرليني لقلب حماس في غزة. قيل إن فتح كانت تجهز لدخول غزة. وقد أدي هذا لاستيلاء حماس علي القطاع. واعترف حسن عيسي أن الأسمنت الذي بني به الجدار العازل من مصر أساساً. رغم أن من باعه لإسرائيل كان قيادياً فتحاوياً. وحماس تريد إقامة دولة إسلامية في غزة كبروفة للحكم الإسلامي في المنطقة كلها.
ثم عرج علي الأنفاق وقال إنها كانت موجودة وقت احتلال إسرائيل لغزة. وأن شارون قال عندما انسحب من غزة: سأترك فراغاً لم تملؤه إلا الحرب الأهلية. وقد اكتشفنا الأنفاق من ناحيتنا. وأغمضنا أعيننا عنها. لأنها كانت تحل جزءاً من مشكلة الفلسطينيين في غزة. علي الناحية الأخري من كان يريد أن يحفر نفقاً. يذهب إلي حماس ويحصل علي تصريح رسمي ويدفع 30 ألف دولار وربما أكثر. وإن كان النفق يحتاج لكهرباء يوصلون له الكهرباء. نشأ في غزة بارونات الأنفاق. تكلفة النفق من 400 ألف إلي مليون دولار. وأصبحت لهم مصالح ربما تقاطعت مع مصالح حماس. وعند الاتفاق علي وقف إطلاق الصواريخ بين حماس وإسرائيل. التزمت حماس بها. وحياها وزير الدفاع باراك. ثم عادت الصواريخ واتضح أن وراءها بارونات الأنفاق حتي تغلق المعابر.
مصر حاولت التوفيق. يكمل السفير حسن عيسي شهادته: حدثت حالة تهافت علي الوزارات بين السلطة وحماس. مع أن الجميع تحت الاحتلال الإسرائيلي. والسلطة وهمية والحكومة وهمية. مصر أحضرت 12 فصيلاً وطلبت من كل فصيل أن يحدد موقفه من المصالحة كتابة. ثم استخرجت القواسم المشتركة. وحماس لم تستطع التوقيع علي هذه القواسم المشتركة. لأن قرارها في يدي إيران. لقد حدثت في الاجتماعات خلافات مضحكة. مثل الاعتراض علي جلوس محمود عباس علي المنصة. لأنه يحضر باعتباره رئيس فتح وليس رئيس السلطة. فيجب أن يبقي في الصالة. وهكذا.
الموقف الإسرائيلي لا يقل انحطاطاً. الوزارة الحالية شكلت من عناصر مهجنة. أهم ما يميز نتنياهو أنه رجل كذاب. لا يستطيع أن يوقع اتفاقاً. ولا يريد. ولا يستطيع أن يريد. من يوم وفاة مناحيم بيجين لا توجد قيادة إسرائيلية قادرة علي توقيع اتفاق سلام.
أمريكا تعاني من فقدان القيادة منذ روزفلت. ريجان ممثل فاشل ورئيس أفشل. كلينتون ضيعته فضيحته. كارتر يصلح قساً. بوش الأب صلب طوله لأنه ضابط مخابرات. بوش أسوأ رئيس. إنه رجل كذاب. لا أعتقد أنه يلوح في الأفق حل للقضية الفلسطينية في هذا الجيل.
قال الدكتور محمد إبراهيم منصور إن السلام يمضي إلي نفق مظلم. فقد قال أوباما في جامعة القاهرة إن علاقة أمريكا بإسرائيل لا تكثر. ومن يبحث عن السلام الآن كأنه يبحث عن شعاع من النور من ثقب ضيق.
3- صدمة نبيل زكي وإيضاحات عاطف الغمري:
تحدث نبيل زكي. رئيس تحرير جريدة الأهالي السابق. والعضو القيادي بحزب التجمع. والكاتب الصحفي بالأخبار والوفد. صدمنا جميعاً عندما طرح سؤالاً حاداً: لماذا لا تعود القوات المصرية إلي غزة ولو بالقوة. إن هذا الإجراء لو تم يكون من أجل حماية الأمن القومي المصري. ومن أجل الحفاظ علي الأرض الفلسطينية حتي تحل القضية. أكد نبيل زكي أنه في آخر اجتماع مع باراك طلب الرئيس مبارك زيادة عدد القوات المصرية علي الحدود أكثر من العدد الحالي. وهو 700 مجند ورفض باراك.
عاطف الغمري الكاتب الصحفي والمؤلف المسرحي ومدير مكتب الأهرام في واشنطن لسنوات. والكاتب بالأهرام الآن قال إن أي رئيس أمريكي جديد يريد تغيير السياسة. لكنه عندما يري السكون العربي المستمر من الأبد ومن الأبد. يخضع للضغوط. أمريكا مثل السوق. سوق لها سور ولكن بابها مفتوح. أمريكا سمسار. بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي خافت إسرائيل أنها ربما تفقد وظيفتها عند أمريكا. وقال شيمون بيريز نحن لن نضمن الموقف الأمريكي معنا إلي الأبد.
4- شهادة أحمد عبد الحليم:
الدكتور اللواء أحمد عبد الحليم تحدث قائلاً أنه وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد. فإنه من حقنا أن نطالب بإعادة النظر فيها بعد خمس سنوات من توقيعها. وهو لم يحدث حتي الآن. وأكد أن الصراع العربي الإسرائيلي لا حل له. فإما نحن أو هم. وهذا الحل الأخير له بعد زمني محسوب بكل دقة. وما نحن بصدده الآن يندرج تحت مسمي الحلول المؤقتة. وقال إنه شعر من لقاءاته مع الأمريكان والغربيين التركيز علي أن إيران هي الخطر الوحيد الذي يهدد الشرق الأوسط. وأن إسرائيل دولة مسكينة. وكانت هناك فكرة أن يتم تحالف إسرائيلي عربي. حتي تتحول الترسانة الإسرائيلية النووية لحماية المنطقة. وأكد أن المستفيد الأول من الأنفاق هم الإسرائيليون. وأما عن الموقف المصري. فمصر تساعد علي التفاعل بين الأطراف. وأن الخط الأحمر أمام مصر هو مصالحها القومية. وأن من يريد من مصر أن تقوم بأي دور أن يأتي إليها أولاً ويتفق معها. ثم تحدث أحمد عبد الحليم عن الحل النهائي وحكي أنه التقي مع عضو في مجلس الأمن القومي الصيني في أستراليا. وسأله: هل الصين دولة عظمي؟ قال: لا. ثم عاد يسأله: هل ستصبح الصين دولة عظمي؟ قال: نعم. سأله: متي؟ قال: من خمسين إلي ثلاثين سنة. وهذا الكلام معناه أن الحل النهائي لن يأتي قبل أن يكون هناك توازن في موازين القوي العالمية. وأن يكون هناك إعادة نظر لقضايا التوازن في المنطقة لصالح مصر. وأن ما يجري الآن هو محاولة لإيقاف الضرر في أدني حد له وأيضاً محاولة بناء القوة الاقتصادية المصرية. لأن العلاقة بين الاقتصاد والقوة المسلحة مسألة أساسية.
وأكد أن شيمون بيريز طلب منه شخصياً أن تعيد مصر نفوذها في غزة. وذلك في زمن ولاية رابين. وكان بيريز وزير خارجية. وقد رفضت مصر ذلك من أجل أن يبقي الكيان الفلسطيني قائماً.
5- أماني فؤاد وعبد الحليم محجوب:
الدكتور عبد الحليم محجوب باحث متخصص في الشئون العربية تحدث عن أن هناك فجوة كبيرة بين صانع القرار السياسي وصانع الخطاب الإعلامي. مع أن الأمرين مرتبطان تماماً. الدكتورة أماني فؤاد تساءلت: هل مصر مستعدة للصراع طويل المدي في ظل الفساد والفوضي؟ هل لدينا علوم تهتم بالمستقبل؟ هل المستقبليات بند ثابت في اهتماماتنا اليومية؟ أم أننا نجلس عادة حتي يفاجئنا المستقبل؟
أما الدكتور منصور فقال إنه سمع أن بعض قادة إسرائيل قالوا: أعطونا ثلاثين عاماً يكون هذا الجيل قد اختفي من الحياة.
قال السفير حسن عيسي: إن إسرائيل عرضت علينا غزة أكثر من مرة ورفضنا. لأن غزة هي قلب الدولة الفلسطينية القادمة. وحرمان فلسطين من قلبها يعني موتها. الحل الآخر هو فتح الحدود وترك جزء من سيناء لهم. وفي المقابل ستحصل مصر علي جزء من صحراء النقب. وتبادل الأراضي من أخطر ما يمكن. إسرائيل تخشي عسكرة سيناء مرة أخري.
قال الدكتور أحمد عبد الحليم أنه سمع بأذنه وجهاً لوجه من بعض أولاد العم - بالمناسبة أنا لا أحب تعبير ولاد العم علي الرغم من فيلم شريف عرفة - قالوا: نصبر علي مصر ثلاثين عاماً حتي ينتهي الجيل الذي عاصر الصراع. وقال رداً علي قلق أماني فؤاد علي المستقبل. قال لها: نحن نعيش ردود أفعال يوماً بيوم. ليست لدينا سياسات طويلة المدي مبنية علي علوم المستقبل. وعن الوطن العربي قال: نحن لا نشكل وطناً عربياً واحداً. لدينا ثلاث أعراب.
1 - المغرب العربي الذي يتجه نحو شمال البحر الأبيض المتوسط.
2 - عرب الخليج البترول والحداثة. ويعتقد أهله أن علاقاتهم يمكن أن تمضي من فوق الرأس مع الدول الكبري.
3 - منطقة الصرة: مصر وفلسطين ولبنان والأردن وسوريا. والجهد العالمي لحل القضايا العالقة سيكون مع هذه المنطقة. وقال إنه منذ 48 لم يكن هناك رأي عربي واحد. والجامعة العربية نفوذها من نفوذ الدول. وقوتها من قوة الدول. وضعفها من ضعف الدول العربية. أما الدول العربية القاطرة السعودية تحاول القفز من فوق الرءوس مرتبطة بالغرب وبالتحديد بأمريكا. سوريا اختلف التوجه من التآلف والتأزور مع مصر. إلي مفترق طرق. إما بسبب جموح سوري أو فلنقل جموح مصري حتي لا يغضب بعض الحاضرين. أما بالنسبة لمصر. فالمصلحة القومية هي بؤرة الحدث. من يتفق معها عربيا أو إقليمياً أو دولياً. أهلاً به وسهلاً. وهنا عادت الدكتورة أماني فؤاد تتساءل: أين تراكم عناصر القوة في الموقف المصري ما دمنا نتكلم عن حلول بعيدة المدي. وتساءل نبيل زكي: ألا يعد وجود المخابرات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية علي حدود مصر تهديداً لأمن مصر القومي؟ ألا يعد وجود مليون ونصف المليون جائع لمصر في غزة تهديداً لأمن مصر القومي؟ ألا يعد وجود إسرائيل علي حدودنا تهديداً لأمننا القومي؟ قال له اللواء أحمد عبد الحليم: مازالت المنطقة المصرية الحيوية هي التي تبدأ من جبال توروس من شمال سوريا.
6- لا يامدام فاتن:
في عدد جريدة القاهرة الصادرة 19 يناير 2010 وعلي صفحة 12 المخصصة للفن. وعنوانها: شارع الفن. تساءلت سيدة الشاشة العربية: فاتن حمامة. في حديث انفرادي للجريدة. أجرته معها سماح عبد السلام: أين الرواية التي تصلح للسينما؟ ثم شرحت سؤالها وقالت:
- السينما لم تبتعد عن الرواية. فهناك العديد من الكتاب الذين كتبوا روايات عديدة. ولكن الذي يصلح منها للسينما قليل جداً. فلا بد أن تكون الرواية كبيرة وبها حدوتة. ولا يقتصر الكاتب علي نقل أحاسيس الأشخاص وخيالهم. حيث إن المشاهد يريد أن يشبع من الرواية. السينما لم تبعد عن الرواية. بل علي العكس تنتظرها بفارغ الصبر.
وبمجرد قراءة الحديث فكرت في الاتصال بها. مثلما فعلت معها عندما قرأت حديثها مع كمال رمزي في جريدة الأهرام. وقد أضافت في الاتصال الكثير للحديث. لكن غضبي هذه المرة من سيدة الشاشة جعلني لا أقصر الأمر علي اتصال خاص. فالمسألة عامة. ويجب أن تكون فيها كتابة وأن تخرج للنور.
لم يعجبني في كلام السيدة فاتن هذا الحكم القاطع الجامع المانع بالنسبة للنتاج الروائي المصري. والذي حفزني للكتابة أنني من معرفتي بها متأكد أنها تقرأ. وقد أخذتني في إحدي زياراتي لبيتها القديم في الزمالك لتريني مكتبتها. وتقلب الكتب كتاباً كتاباً. لكنها حذرتني قبل أن أدخل للمكتبة من أن هذا كله لي شخصياً وليس للنشر. إذن نحن أمام فنانة استثنائية تقرأ وتتابع وتعرف. الأمر الثاني أن فاتن حمامة فنانة ولا كل الفنانات. فهي تزن كل كلمة تقولها. ولا تجري وراء رنين المانشيتات. وتحاول الهروب من الإعلام قدر ما تستطيع. وإن تكلمت فهي تزن كلامها بميزان الذهب. إن لم يكن أكثر. تتوقف طويلاً أمام اختيار الكلمة وتفحصها وتقلبها علي وجوهها المتعددة قبل أن تنطق بها. وأثناء النطق بها فهي تحاول أن تتذوقها علي طرف لسانها كثيراً. هذا عن الشكل. أما من حيث الموضوع فهل في مصر الآن غير النتاج الروائي؟ لن أستند لمقولة جابر عصفور أننا نعيش في زمن الرواية. ولا لمانشيت أخبار الأدب الانفجار الروائي في مصر. ففي كل مكان من مصر روايات. وجيدة. وتصلح لأن تتحول لأفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية وإذاعية وعروض مسرحية. فكيف قالت من تعلمنا منها الأصول أنه لا توجد رواية واحدة تصلح لأن تتحول لفيلم سينمائي؟
بصراحة لديّ سبب شخصي لإثارة الموضوع. لا أخجل من إعلانه والتوقف أمامه. فقد حدث منذ سنوات أن قرأت فاتن حمامة روايتي: أربع وعشرون ساعة فقط. واتصلت بي. واتصلت بها. والتقينا. سواء بشكل منفرد أو بحضور آخرين أو هناك من ذهب إليها من الآخرين بدوني. وكل هذا دار حول فكرة تحويل الرواية لفيلم سينمائي. ودخلنا في تفاصيل التفاصيل. لا أريد أن أجري وراء الأسماء التي كانت طرفاً في الحكاية. لكن حيرتي زادت بعد الحكم القاطع الذي قالته فاتن حمامة لسماح عبد السلام. وبصراحة تمنيت أن يكون هناك وهن في النقل عنها. وأنا هنا لا أشكك في مصداقية الجريدة ولا صدقية المحررة. وإن كنت أتمني ألا يكون الكلام دقيقاً.
لديّ كثير من التفاصيل يمكن قولها عن هذه الحكاية التي ربما كانت مستمرة بيني وبينها حتي الآن. لكنني أمسك عند هذه اللحظة وأمنع نفسي وأقمع قلمي من إغراء الاسترسال.
7- عطر الأحباب:
كثير من الأصدقاء والأحبة عاتبون عليّ حول ما نشر الأسبوع قبل الماضي وقد انصب العتاب علي:
(1) الاسترسال في الكلام عن ميسون صقر القاسمي مع أنه كان من المفترض الكتابة عن شعر صقر القاسمي والجهة التي نشرته وكيفية الحصول عليه.
(2) هذا التوسع في الكتابة عن وليمة أولمها عزت القمحاوي. من المؤكد أن هذه كتابة قد تندرج تحت عنوان: كل واشكر. ولولا أننا نعرفك. ونعرف معدنك ومواقفك لقلنا ما الذي جري للدنيا.
(3) كل هذا الكلام عن الشيخوخة وزحفها في سياق الكتابة عن حفيدتك أمينة مصطفي فاروق. ولماذا لم تنشر صورتها؟ يسأل عن هذا الإخوة الأعداء في الدستور. تساؤل: أين هي الشيخوخة في مواجهة كل هذه الكتابة اليقظة والمتابعة؟ أم أن في الأمر رعشة حب جديد. وألفة نادرة. وإنسانية فياضة أعادتك مرة أخري إلي عذوبة البدايات الأولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.