رؤية عربية

أين تقام الدولة الفلسطينية؟!
في اتصال تليفوني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد له الرئيس الأمريكي باراك أوباما التزامه بالدخول في عملية السلام جادة ومستمرة تقود لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة!! ونحن من الطبيعي ان نقول ان هذا كلام جيد لاننا ناضلنا طويلا وقدمنا قوافل من الشهداء وطوابير من الجرحي والمعاقين من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحرير أراضينا الفلسطينية والعربية من الاحتلال الاسرائيلي الكريه، واقامة دولتنا الفلسطينية العربية الحرة المستقلة ذات السيادة وعاصتمها القدس الشريف..
ونحن حينما نقول ان كلام الرئيس الامريكي عن انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة كلام جيد.. أيضا من حقنا ان نسأل كيف ينتهي الاحتلال الاسرائيلي والاجراءات الاسرائيلية لتكريس احتلال الاراضي الفلسطينية مستمرة كما تتواصل اجراءات تهويد مدينة القدس، وتحكم اسرائيل حصارها وسيطرتها علي قطاع غزة؟!؟! وكيف تقام الدولة الفلسطينية المستقلة والمستوطنات الاسرائيلية تقطع الضفة الغربية والقدس، وتفصل المدن والقري الفلسطينية عن بعضها؟!؟!
تقول منظمة بيتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان ان المستوطنات الاسرائيلية تحتل مساحة 24٪ من الضفة الغربية.. فماذا يبقي للدولة الفلسطينية ؟!؟!
الرئيس الامريكي يؤكد التزامه بالدخول في عملية السلام جادة ومستمرة.. فهل يضمن الرئيس الامريكي دخول الجانب الاسرائيلي في عملية سلام جادة ؟!؟!
حين عقد مؤتمر مدريد أوائل التسعينيات رحبنا بجهود السلام، وتحمسنا لها من اجل الوصول لتسوية سلمية عادلة وشاملة .. وعشنا في حلم طويل استمر سنوات وسنوات، ولم يتحقق السلام!!!
بالرغم من ان جميع المعلومات المتوافرة حتي اليوم تؤكد عدم حدوث أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تركزت فقط حول قضيتي الامن والحدود.. فإن الاسرائيليين يلحون علي الانتقال للمفاوضات المباشرة!! وللحقيقة فإن الاسرائيليين قبل مؤتمر مدريد كانوا يلهثون للدخول في مفاوضات مباشرة مع أي طرف عربي، لكنهم بعد مؤتمر مدريد عمدوا الي سياسة المراوغة والمماطلة والتهرب من الالتزامات، واتخذوا من المفاوضات ستارا للاستيلاء علي المزيد من الاراضي الفلسطينية وتكريس احتلالها!!!