أكد الرئيس باراك أوباما مساء أمس الأول- التزامه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال اتصال تليفوني مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية مشيدا خلال اتصاله بما سماه «تحسن الظروف» في الضفة الغربية مؤخرا وسياسة ضبط النفس التي أظهرها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في الشهور الأخيرة والتقدم في المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتأتي تأكيدات أوباما بنجاح المفاوضات وتحسن الأوضاع بالضفة متناقضة مع تزايد أعمال البناء الاستيطاني علي الأراضي الفلسطينية والتي بلغت حتي الآن آلاف الوحدات السكنية الجديدة، وإعلان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب الاستمرار في بناء الوحدات رغم مطالب أوباما بوقفها، كما تأتي التأكيدات في الوقت الذي لا تسفر فيه جولات جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام بالمنطقة عن أي نتائج لتلك الجولات. كما يأتي التزام الرئيس الأمريكي بإقامة الدولة الفلسطينية رغم التصريحات المستمرة من قبل مسئولي الحكومة الإسرائيلية بعدم قيام تلك الدولة حتي نهاية عام 2012 . وقال بيان البيت الأبيض إن الرئيس أوباما والرئيس عباس استعرضا سبل المضي إلي المحادثات المباشرة من أجل التوصل لاتفاق ينهي النزاع ويقيم دولة فلسطينية تعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، موضحا أن رئيس الإدارة الأمريكية أبلغ عباس أنه سيرسل من جديد مبعوثه للشرق الأوسط جورج ميتشل إلي المنطقة قريبا للتوسط في إجراء جولة جديدة من المحادثات ،موضحا أنه يأمل في إجراء مفاوضات مباشرة قبل انتهاء فترة التجميد الجزئي المؤقت للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية في سبتمبر. كما نقل البيان عن أوباما قوله إن في الجانب الفلسطيني شخصيات معتدلة مثل أبو مازن وسلام فياض، وإنهما علي استعداد لتقديم تنازلات وإجراء مفاوضات من أجل السلام، لافتا إلي أن مدة شغلها لمنصبيهما من الممكن أن تكون محدودة إذا لم يتمكنا من تحقيق إنجازات لشعبهما، موضحا: «هناك صراع بين المتطرفين والمعتدلين، وهناك التحدي السكاني الذي ستضطر إسرائيل إلي مواجهته إذا أرادت أن تبقي دولة يهودية ديمقراطية». مضيفا أنه لن تكون «هناك فرصة أفضل من الفرصة القائمة الآن». في المقابل أكد نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس الأمريكي أكد لعباس «التزامه بالانخراط في عملية سلام جادة ومستمرة تقود إلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة»، موضحا أن أوباما «وعد عباس ببذل كل الجهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام واستقرار إلي جانب دولة إسرائيل».