من بين القرارات التي اتخذتها القمة العربية في مارس الماضي والتي عقدت بمدينة سرت الليبية، قرار يتعلق بالقدس، فقد أقرت القمة خطة عربية لانقاذ القدس في ضوء المخاطر الجسيمة التي تواجه القضية الفلسطينية جراء استمرار السياسة الإسرائيلية العدوانية الهادفة الي تهويد القدس وطمس هويتها العربية، ومن بين محاور الخطة مطالبه منظمة اليونسكو تعيين بعثه دائمة في القدس لرفع تقارير دورية حول الاعتداءات الإسرائيلية علي المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حتي يتسني وقفها، ومطالبة الدول والمنظمات الدولية كافة بالاستمرار في عدم الاعتراف أو التعامل مع أي من المشاريع والإجراءات التي تستهدف الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين باعتبارها غير شرعيه وتتجاهل الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، والتنسيق مع منظمة المؤتمر الاسلامي لتحقيق التكامل اللازم، والدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الجامعة العربية وبمشاركة الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني المعنية خلال الثلاثة أشهر القادمة. ويوم الاثنين الماضي التقي مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين لبحث تنفيذ قرار القمة العربية، واتخذ قرارا بتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، تضم 9 دول عربية هي: مصر والأردن والمغرب وفلسطين وسوريا وليبيا والجزائر والسعودية وقطر والأمانة العامة للجامعة العربية، علي أن تبدأ اللجنة اجتماعها الأسبوع المقبل لوضع الأجندة المبدئية والتحضير للمؤتمر الذي يعقد في نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل، ويناقش القضية في أربعة محاور: القانوني والسياسي والإعلامي والتنموي، هذا هو ما خرج من اجتماع مجلس الجامعة العربية. وهنا يتساءل المواطن العربي؟ كيف تقرر القمة عقد المؤتمر الدولي لانقاذ القدس خلال ثلاثة أشهر من تاريخ القمة، واليوم يتدارس العرب الخطة الاولية للمؤتمر علي ان يعقد نهاية العام أو بداية العام القادم؟ نحن نتحرك بطريقة السلحفاه واسرائيل تتحرك بسرعة الصاروخ وتقوم بعمليات حفر وتنقيب وتغيير لمعالم مدينة القدس بين ليلة وضحاها، وتعبث بالبنية التحتية وبكافة معالم المدينة التاريخية، وتقيم الابراج والانفاق والجسور وتطرد الفلسطينيين أصحاب الارض الحقيقيين من القدس، ونحن نفكر في أجندة المؤتمر. الامر يحتاج الي نفس السرعة الاسرائيلية بل الاسرع منها، وإلا ما الفائدة من عقد مؤتمر دولي أو غيره بعدما تنفذ اسرائيل كل خططها الاستيطانية.