بعد منافسات دامت شهرا كاملا.. تختتم اليوم فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم بجنوب افريقيا.. حيث يلتقي الليلة في التاسعة والنصف مساء منتخبا اسبانياوالمانيا في نهائي اوروبي خالص للمرة الثامنة في تاريخ البطولة. اسبانيا تأهلت إلي المباراة النهائية بعد تصدرها قمة المجموعة الثامنة في الدور الاول بعد تفوقها علي شيلي وهندوراس عقب الهزيمة المفاجئة لها امام سويسرا في افتتاح مباريات المجموعة ولكنها استعادت تفوقها وتصدرت المجموعة.. وفي دور الستة عشر تغلبت اسبانيا علي البرتغال بهدف نظيف لتواجه باراجواي في دور الثمانية وتواصل تفوقها وتفوز بهدف نظيفة وتتأهل إلي الدور قبل النهائي لتواجه المانيا وتحقق فوزا غاليا علي الماكينات وتتأهل إلي المباراة النهائية. اما المنتخب الهولندي الذي حقق الفوز في كل مبارياته حتي الان ولم يتلق اي هزيمة فتصدر قمة المجموعة الخامسة التي ضمت كل من الدنمارك والكاميرون واليابان وتفوق علي المنتخبات الثلاثة وواجه في مباراة الستة عشر منتخب سلوفاكيا وحققت الفوز ليتأهل إلي دور الثمانية ليواجه منتخب البرازيل في قمة حقيقية وتمكن من فرض كلمته علي المباراة وفاز بهدفين مقابل هدف واحد احرزهما النجم المتألق ويسلمي شنايدر وتأهل وواجه منتخب اورجواي في دور الاربعة وفاز 3/2 ليتأهل إلي المباراة النهائية. ويواجه اكثر المنتخبات دقة وروعة في تنفيذ التمريرات علي مستوي العالم وهو المنتخب الاسباني نظيره الهولندي صاحب الهجوم الهادر والقوي في نهائي يترقبه الجميع بشغف كبير في بطولة كأس العالم ويبدو ان الحقيقة المؤكدة فيه هي ظهور بطل عالم جديد يرفع الكأس لاول مرة. وعلي الرغم من التقاليد العظيمة والعريقة للدولتين وتعاقب اجيال من كبار اللاعبين عليهما ووجود الكثير من الاندية الكبيرة لديهما فان هولنداواسبانيا لم تتمكنا من الفوز علي الاطلاق باكبر البطولات علي صعيد كرة القدم في العالم. ولم تتجاوز اسبانيا بطلة اوروبا دور الثمانية للبطولة علي الاطلاق سابقا بينما بزغ نجم هولندا عقب سنوات من المجد في حقبة السبعينات من القرن الماضي والتي شهدت خسارتها في نهائي كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 1974 و1978. وكان لطريقة لعب اسبانيا التي تعتمد علي التمريرات المتقنة التي تتسم بالروعة خلال هذه البطولة مفعول السحر في مباراة الدور قبل النهائي امام المانيا التي اثارت اعجاب الكثير من المتفرجين والمتابعين بسبب انتصاراتها المدوية علي انجلترا والارجنتين الا انها خسرت 1/صفر امام اسبانيا. واظهرت هولندا قدراتها لتبلغ ثالث نهائي للبطولة بفوزها علي اوروجوا 2/3 في الدور قبل النهائي حيث سجل ويسلي سنايدر وارين روبن اصحاب المستوي المتميز عقب تسجيل القائد جيوفاني فان برونكهورست ما يعد افضل اهداف البطولة حتي الان. الا ان المدرب بيرت فان مارفيك يبدو مدركا وبشكل جيد لطبيعة اداء المنافس الذي سيواجهه فريقه. وقال اسبانيا كانت الفريق الافضل امام المانيا وكانت تستحق الفوز حقا. انها افضل منتخب في العالم في الوقت الحالي. وقال فان مارفيك لا يهمني من سيكون المرشح في مباراة النهائي فانا لا اهتم بمايقوله العالم باسره. واضاف سننزل الي الملعب وسنؤدي بطريقتنا... نعتبر مواجهتنا لهم تحديا كبيرا. وبالنظر الي تاريخ المنتخبين فإننا سنجد ان هذه هي اول مباراة تجمع بينهما منذ 16 نوفمبر 1983 عندما لعبا في تصفيات بطولة اوروبا في روتردام وخرج الهولنديون بانتصار 2/1 بفضل هدف الفوز الذي سجله رود خوليت. وتبدو تشكيلة هولندا جاهزة ومستعدة بشكل كامل كما سيعود جريجوري فان دير فيل ونايجل دي يونج واللذان اوقفا خلال مباراة الدور قبل النهائي امام اوروجواي الي التشكيلة ثانية. وجاء نجاح اسبانيا علي الرغم من ابتعاد هداف الفريق الاول فرناندو توريس عن مستواه الا ان اهداف ديفيد بيا الخمسة عوضت مشكلات مهاجم ليفربول بينما استعاد الجناح الخطير اندريس انيستا مستواه في الوقت المناسب. وخسرت اسبانيا مباراتها الاولي في البطولة امام سويسرا الا انها تقدمت تدريجيا وبقوة لتصل الي قمة مستواها عندما تطلب الامر منها ذلك. وعلي الرغم من تميز اسبانيا بالسرعة والتمريرات القصيرة والاحتفاظ بالكرة وهو ما لا يؤدي الي لعب مباريات مفتوحة كثيرا فانها تركز جهودها علي خوض المواجهات الخططية ذات الصبغة الجمالية وهو ما ساهم في هزيمة المانيا التي وجدت صعوبة في تطبيق اسلوب الهجمات المرتدة امام الماتدور الاسباني. وقال فيسنتي ديل بوسكي مدرب منتخب اسبانيا سنحاول الا يغشي الفوز علي المانيا ابصارنا عن المهمة التي تنتظرنا. سنركز علي العمل الذي يجب ان نقوم به لاننا نريد المزيد. واضاف هولندا دولة تمتلك تقاليد كروية عظيمة والمباراة تجمع بين منتخبين يتطلعان لان يصبحا من ابطال العالم لاول مرة. وفازت البرازيل بعدد قياسي لبطولات كأس العالم بلغ خمس مرات بينما توجت ايطاليا باربعة القاب وحققت المانيا اللقب ثلاث مرات. وفازت الارجنتين واوروجواي باللقب مرتين لكل منهما وفازت انجلترا وفرنسا باللقب مرة واحدة لكل منهما. وستشهد مباراة اليوم ولاول مرة علي الاطلاق فوز منتخب اوروبي ببطولة تقام خارج حدود القارة. وقدمت قدمت اسبانياوهولندا طرفا المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم بعضا من أروع اللحظات وأبرز الاندية واللاعبين في التاريخ لكن أكبر لقب في كرة القدم رواغهما دائما بطريقة ما. ومع ذلك ستحتفل دولة واحدة باول لقب في كأس العالم باستاد سوكر سيتي في جوهانسبرج غدا الاحد لتضع حدا لأجيال من الاحباط. وكانت خيبة الأمل أكثر قوة لهولندا التي بعكس اسبانيا اقتربت مرتين من اللقب. ويعتبر المنتخب الهولندي في سبعينات القرن الماضي برفقة منتخب المجر الحاصل علي المركز الثاني عام 1954 هو أبرز فريق لم يفز بكأس العالم. وفي 1974 بلغت هولندا المباراة النهائية للمرة الاولي بفريق يدربه رينوس ميتشلز ويضم مواهب رائعة مثل يوهان نيسكنز وجوني ريب ويوهان كرويف الفائز بجائزة أفضل لاعب اوروبي ثلاث مرات. لكن رغم التقدم بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية خسرت هولندا 2/1 أمام المانياالغربية صاحبة الضيافة في المباراة النهائية التي أقيمت في ميونيخ. وبعد اربع سنوات أخري وفي ظل رفض عدد من اللاعبين ومن ضمنهم كرويف المشاركة كان أصحاب الأرض مجددا هم من وقفوا بين هولندا ولقب كأس العالم وفي هذه المرة كان منتخب الارجنتين. وعقب تقدم الارجنتين بهدف سجله ماريو كيمبس في الدقيقة 38 أدرك منتخب هولندا التعادل عن طريق ديك نانينجا قبل ثماني دقائق من نهاية زمن اللقاء ليلجأ الفريقان لوقت اضافي. وسجل المنتخب الارجنتيني هدفين في الوقت الاضافي ليطلقوا شرارة احتفالات صاخبة في بوينس ايرس وأصبح الجيل الذهبي لهولندا بدون أي لقب. وبعد عشر سنوات أخري وبفريق يقوده رود خوليت وماركو فان باستن نجحت هولندا أخيرا في الفوز باول لقب كبير بتغلبها علي الاتحاد السوفيتي في نهائي كأس اوروبا.