تداول مصطلح الحكم الرشيد علي لسان بعض الساسة في الآونة الاخيرة إثر حراك سياسي ساخن قبيل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قادمة مهمة.. الواقع ان مصطلح الحكم الرشيد ظهر لأول مرة كمبدأ تدعو اليه الاممالمتحدة من خلال برنامجها الانمائي وهو يشير الي مفهوم الحكم الصالح الذي يمارس السلطة السياسية والاقتصادية والادارية لادارة شئون بلدها علي جميع المستويات.. ممارسة سليمة ومن أجل الصالح العام.. ويشمل الحكم الرشيد الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص الذين يتوجب عليهم العمل كفريق واحد.. لتحقيق التنمية طويلة الامد ولاجيال متعددة. إن هناك عدة اسباب أدت الي ظهور هذا المفهوم سواء من الناحية الفكرية او العملية باعتباره انعكاسا للمتغيرات الدولية وايضا بسبب التغيير الذي حصل في طبيعة دور الحكومة من جانب والتطورات المهنية والاكاديمية من جانب اخر. حيث طرح مفهوم الحكم الرشيد في صياغات متعددة وانتشر انتشارا كاسحا بسبب الثورة التكنولوجية التي جعلت العالم قرية صغيرة وبسبب العولمة الديمقراطية والاقتصادية والاخذ بنظام الخصخصة الرشيدة بدول العالم الثالث. ولقد اكدت العديد من الدراسات علي اهمية ارسال الديمقراطية وحقوق الانسان في عملية تحقيق التنمية والتأكيد علي مفهوم جديد يتمثل في التنمية البشرية.. لقد انتهي علماء السياسة والادارة في العالم في دراساتهم الي ان للحكم الرشيد او الصالح سمات عديدة فهو حكم يقوم علي المشاركة ويتسم بالشفافية والمساءلة ويفرز سيادة القانون ويتصف بالفاعلية والانصاف.. فالمشاركة.. مفهوم مرتبط بالمجتمع المفتوح والديمقراطي وهو مكون اساس من مكونات التنمية البشرية.. كما يفهمها ويسعي لتحقيقها والمشاركة تعني ان يكون لنا لكل فرد في المجتمع من الرجال والنساء رأي في صنع القرارات التي تؤثر في حياتهم سواء بشكل مباشر.. أو من خلال مؤسسات شرعية وسيطة تمثل مصالحهم وهذا النوع من المشاركة يقوم علي حرية التنظيم وحرية التعبير. اما الشفافية والمساءلة: فيقصد بالشفافية تقاسم المعلومات والتصرف بها بطريقة مكشوفة تتيح لمن لهم مصلحة في شأن ما ان يجمعوا معلومات حول هذا الشأن، وهي تقوم علي التدقيق الحر للمعلومات الثقافية تجعل المؤسسات تعمل وفقا للقانون واكثر كفاءة وهي ركن اساسي من اركان الحكم الصالح ان الشفافية تقي من الاخطار الحكومية. أما المساءلة فهي تعني الطلب من المسئولين تقديم التوضيحات اللازمة لاصحاب المصلحة حول كيفية استخدام صلاحيتهم وتصريف واجباتهم. واضافه الي ما تقدم فإن الحكم الصالح يتعين ان يعتمد علي رؤية استراتيجية باعتبارها الخطوة الاولي في الادارة الاستراتيجية ذلك ان جميع المنظمات الكبري عجزت عن تحقيق انجازاتها لعدم وجود رؤية واضحة طموحة والرؤية الاستراتيجية هي النتاج الملموس في التفكير الاستراتيجي والرؤية الاستراتيجية تصور وخطة وتوقع حقيقي لسير المنظمة عبر دورة حياتها تعتمد علي اساليب التخطيط وهي سبب من اسباب النجاح. والله من وراء القصد