" تها ويل" راحت تتأمل الشفق الأحمر،كانت ثمة خيول جريحة تركض قرب مستنقع آسن.كان الغبار يكتسح كل شيء،والبنادق الصدئة لم تمسسها الأيادي منذ زمن بعيد. انتظرت ميمونة عودة الغائب،نظرت إلى ثدييها الجاف،محاولة تذكر شفتيه لأول رضاع،عاد الحصان ولم يعد الغائب. "حبوب زرقاء " جلس الشيخ فوق الفراش،منتظرا قدوم عروسه،برهة دخلت عليه وهي في كامل زينتها،اقتربت منه،منحته قبلة. ارتعش كالمقرور،تحسس جيوبه،علبة الحبوب الزرقاء ماتزال متكومة في مكانها،تناول كأس ماء،شرب أربع حبات دفعة واحدة،خفق قلبه بشدة،أغمض عينيه أيقظته الصبية لكنه نام والى الأبد. " فقاعات" الباب مغلق بإحكام..والرائحة النتنة المنبعثة من داخل المنزل تزكم الأنوف. الجيران قلقون...خائفون..الجثة بلاشك ستكون قد تحللت وتعفنت..وحضور رجا ل الأمن ضروري. أوقفوا السيارة،تجمع الجيران.كسر ضابط الباب.وضع الناس أيديهم على قلوبهم..كانت الجثة قطا.