بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لقاء مساء الاربعاء في القاهرة هو الثاني في اقل من شهر لاجراء محادثات حول تطبيق اتفاق المصالحة التي تشمل كل الفصائل الفلسطينية. وقد بدأ عباس ومشعل محادثاتهما بعيد وصولهما مساء الى القاهرة، كما قال لوكالة فرانس برس عزام الاحمد رئيس وفد حركة فتح بزعامة عباس. وكانت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة استأنفت الاربعاء مناقشاتها حول تحقيق المصالحة الوطنية، وذلك غداة تفاهمها على تشكيل لجنة انتخابات وعلى مهلة محددة لتشكيل حكومة مستقلين. وفي المساء، توقع عدد من المسؤوليين الفلسطينيين ان يوحد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الخميس جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية المممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وقال رئيس وفد فتح عزام الاحمد ان "هذا الاجتماع يحمل في طيات قرار ونجاحه توحيدا للموقف الفلسطيني بكافة تياراته السياسية والفكرية وينتزع من البعض وخاصة اسرائيل ومن يقف معها من قوى دولية واقليمية ورقة طالما ضخموا من حجمها وهي مدى تمثيل منظمة التحرير وقيادتها للشعب الفلسطيني". وقال ان "هذا الاطار سيرسخ حقيقة غير قابلة للطعن او التأويل ان منظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والان السؤال موجه من قبلنا للمجتمع الدولي اين الشريك الاسرائيلي في عملية السلام او هل يوجد شريك اصلا في ظل هذه الحكومة الاسرائيلية؟" واضاف "من حقنا ان نتساءل عن مدى التزام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في انجاز وتحقيق سلام حقيقي في المنطقة ينهي الصراع الدموي المتواصل منذ عدة عقود وهذا سيضع الجميع امام امتحان حقيقي". وراى ان الاطار القيادي المؤقت الذي يجتمع لاول مرة منذ الاتفاق عليه في القاهره في اذار/مارس عام 2005 "هو اول تنفيذ عملي لاتفاق القاهرة والمصالحة ايضا والشراكه السياسية بين كافة القوى". واوضح ان "اجتماع الخميس سيناقش اعادة تشكيل الاطر القيادية لمنظمة التحرير تمهيدا لاعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وانعقاده". وقال ان هذا الاطار "سسيناقش ايضا البرنامج السياسي للمنظمة للمرحلة المقبلة وسيقره المجلس الوطني حسب العرف الفلسطيني منذ العام 1969". ويفترض ان يعقب ذلك انتخاب اعضاء المجلس الوطني الذي قال الاحمد انه سيضم "ممثلين عن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة واينما امكن في الشتات" على ان ينتخب لجنة تنفيذية جديدة موحدة للشعب الفلسطيني "وعندها ينتهي دور هذا الاطار القيادي المؤقت". اما لقاء الاربعاء، فاقتصر على الفصائل الفلسطينية الممثلة في المجلس التشريعي، البرلمان الفلسطيني الذي تم انتخابه عام 2006 وبقي معطلا معظم الوقت بسبب الخلافات بين حركتي حماس وفتح. وقال النائب مصطفى البرغوثي عقب الاجتماع "اتفقنا على ضرورة انعقاد المجلس التشريعي الفلسطيني في بداية (شباط) فبراير القادم". وتابع "تم الاتفاق على معالجة الاثار الناجمة عن تعطيل المجلس التشريعي بروح التوافق بما فيها ايجاد حلول لقضية اختطاف الاحتلال لعدد من اعضاء المجلس وسيتم عقد اجتماعين للكتل البرلمانية واحد في الضفة الغربية واخر في غزة للتحضير للجلسة الاولى للمجلس التشريعي". واوضح ان اجتماعات الكتل البرلمانية في غزة والضفة ستعقد في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير المقبل. واشار البرغوثي الى ان اولى مهام المجلس التشريعي ستكون "المصادقة على الحكومة الجديدة واقرار قانون الانتخابات التي سيتم اجراؤها في ايار المقبل". واتفقت كل الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة الثلاثاء على تشكيل لجنة انتخابات من تسعة اعضاء برئاسة الرئيس الحالي للجنة الانتخابات حنا ناصر المستقل والرئيس السابق لجامعة بيرزيت. وقال عزام الاحمد بعد اجتماع الفصائل، ان "المجتمعين اكدوا ضرورة تشكيل حكومة التوافق الوطني في موعد لا يتجاوز نهاية الشهر المقبل (على اساس) ما تم الاتفاق عليه" بين عباس ومشعل.