الصيام في رمضان اضافة الى فوائدهالروحية يمنح الصائم فوائد جسدية ونفسية، من أبرزها الوقاية من الأمراض، ودعم جهازالمناعة، وزيادة نسبة بعض مضادات الأكسدة، والتخلص من النفايات والمركبات السامة،وإنقاص مستوى شحوم الدم، وحتى في علاج بعض الأمراض. إن أهميةالصيامتكمن في أنه يساعد الجسم على القيامبعمليتي الهدم والبناء على أحسن وجه، ففي الجوع يتم هدم الخلايا، وبعد تناولالطعام يتم الشروع في تجديد هذه الخلايا. ولكن في شهر رمضان الكريم قد يعانيالبعض عدداً من العوارض الطارئة جراء بعض التصرفات السيئة التي تساهم في اندلاع هذهالعوارض، وفي السطور الآتية نتطرق إلى جملة من اللاءات التي تفيد في الحد من هذهالعوارض أو التخفيف من وطأتها: 1-لا للتأخر في الإفطار،لأنه يزيد من معاناة الصائم من العطش، والشعور بالانحطاط العام، ويعرض لزيادة هبوطمستوى السكر في الدم أكثر فأكثر. 2- لاللإسراف في تناول المشروبات المنبهة ما بين فترة الإفطار والسحور، لأن هذا السلوك يقودإلى شحن الجسم بمادة الكافين خلال أوقات متقاربة، وعند الصيام يحدث الانقطاعالمفاجئ عن تناول هذه المشروبات الأمر الذي يؤدي إلى حرمان الجسم من مادة الكافينخلال فترة طويلة، ما يزيد من احتمال الإصابة بالصداع والأرق والقلق. وللتذكير، فإنمادة الكافين لا توجد فقط في القهوة والشاي، بل في الكولا والكاكاو والشوكولاتة.يجب الاعتدال في تناول المشروبات المنبهة لأن الافراط في تناولها يسبب إجهاداًلبعض أجهزة الجسم، خصوصاً الجهاز العصبي. 3- لاللإفراط في الأكل، لأن التهام كميات كبيرة من الطعام، خصوصا المآكل الدسمة والمقلياتوالحلويات، يوقع أصحابها في براثن التخمة، والحرقة، وعسر الهضم، وامتلاء البطنبالغازات، وزيادة الوزن، والخمول، وربما زيادة خطر التعرض لبعض الأمراض الهضميةوالداء السكري. البعض يظن أن هذا السلوك، أي الإسراففي الطعام، يحمي من الجوع خلال النهار، وهذا هو الخطأ بعينه. والأهم من هذا هو عدمالزج بكميات هائلة من الطعام عند البدء بالإفطار لأنه يجعل المعدة في حال يرثىلها، والتصرف الصحيح هنا يكون في تناول بعض الشوربة أو قليل من حبات التمر، ومن ثمالانتطار بعض الوقت قبل تناول الأطباق الرئيسة من أجل تهيئة المعدة لاستقبال هذهالأطباق بعد ساعات طويلة من الصيام. 4- لالتناول كل أنواع الطعام في ليلة واحدة، فكثيرون يظنون أن عدم تناول الوجبات التي اعتادواعلى تناولها خلال النهار إنما يؤثر سلباً في صحتهم، لهذا تراهم يلتهمون ما هب ودبمن أنواع الطعام والشراب، وهذا التصرف خاطئ، لأنه لا يجعل الصحة أحسن حالاً، بليجعل الجسم ينوء تحت وطأة كثرة الأكل. 5-لا للتقاعس عنشرب الماء الصافي والسوائل، فكثيرون يغفلون عن شرب ما يكفي من الماء والسوائل فيفترة شهر رمضان، ما يفتح الباب أمام التعرض للتعب، والدوخة، والجفاف خصوصاً فيالبشرة، وزيادة لزوجة الدم، وسرعة النبض والتنفس. إن السوائل مهمة لانجاز الكثيرمن الوظائف في الجسم. 6-لا للسوائلالشديدة البرودة أثناء وجبات الطعام، فهي قد تعرقل طرح العصارات المعدية، وتسبببعض المشاكل الهضمية. 7- لاللاعتماد كلياً على الأغذية المصنعة والمصفاة، فهذه المنتجات تفتقر إلى الأليافوالأملاح المعدنية، فنقص الألياف يعرض للإصابةبالإمساكومشاكله... ونقص الأملاح المعدنية،خصوصاً الكالسيوم والبوتاسيوم ، يجعل صاحبه عرضة لخطر التشنجات العضلية. 8- لاللإكثار من الحلويات والدهنيات والمقليات، فعندما تحتل هذه المأكولات الجزء الأكبرمن الوجبات، فإنها تتحول إلى شحوم تتكدس في الجسم فتزيد من الوزن، وتخلق عبئاً علىالقلب والأوعية الدموية. 9- لالقضاء معظم النهار بين النوم والكسل، فالبعض يقضي جل وقته نائماً في النهار، أو لايقوم بأي حركة بحجة أن الصيام يضعف الجسم، وأن المجهود البدني يمكن أن يلحق الضرربالخلايا لأنها لا تحصل على مستلزماتها خصوصاً الطاقة، وطبعاً إن هذا الكلام لاأساس له لأن الذي يتوقف خلال الصيام هو عمليات الهضم والامتصاص، وما عدا ذلك، فإنخلايا الجسم تنال ما تحتاجه وبالتالي فهي تعمل بصورة طبيعية في فترة الصيام. هناك فئة من الصائمين الذين يخشون كثرةالحركة، فتراهم يمشون ببطء، ويقومون بكل أعمالهم ببطء، ويتحركون على مهل لاعتقادهمبأن كثرة الحركة تسرع من عملية الهضم وبالتالي يجوعون ويعطشون بسرعة، وهذا غيرصحيح. إن النشاط البدني في شهر الصوم ضرورة حيويةلأنه يزيد من كفاءة أجهزة الجسم خصوصاً الكبد والعضلات، ويخلص الجسم من الشحومالمتراكمة في أركانه. 10- لاللسهر طوال الليل، فالنوم أثناء النهار والسهر طوال الليل يؤديان إلى فوضى في عملالساعة البيولوجية في الجسم، الأمر الذي يترك آثاراً سلبية على أجهزة الجسم،خصوصاً على العمليات الاستقلابية داخل الخلايا، ما يسبب إرهاقاً لكل أجهزة الجسم خصوصاًللقلب والجهاز العصبي، فيصاب الشخص بالنرفزة، وقلة الانتباه والتركيز، وتوترالأعصاب، وصعوبة قيادة السيارة، وكثرة المشاحنات والخلافات لأتفه الأسباب، لذا منالضروري الحصول على ساعات نوم كافية في الليل، فنوم النهار لا يغني عن نوم الليل. في المختصر، الصيام يقدم للجسم فوائد علىأكثر من صعيد، لأنه يتيح تمثيلاً غذائياً مثالياً شرط اتباع نظام غذائي متوازنوسليم، ولكن للحصول على هذه الفوائد يجب عدم المبالغة في الفطور وعدم الإسراف فيالسحور فوق طاقة الجسم، فالمعدة ليست صندوقاً للتعبئة بل هي عضو ضعيف يجب التعامل معه برفق.إن أكل أضعاف أضعاف ما يتناوله الصائم في الحياة العادية يؤدي إلى تعطيل الفوائدالمرتقبة من الصوم في شهر رمضان الفضيل.