دبي، الإمارات العربية المتحدة – 20 مايو 2014: شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ومعالي المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية، افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، المقام خلال الفترة 20-21 مايو بمدينة جميرا في دبي، ولفيف من قيادات ورموز العمل الإعلامي العربي والخبراء العالميين. حضر الافتتاح ومعالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي سلطان الجابر، وزير دولة، وسعادة خليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين العرب، وأكثر من 2000 من خبراء وقيادات الإعلام العربي وكبار الكتّاب والمفكرين العرب، وصناع القرار في كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية.
وقد ألقى الكلمة الافتتاحية للمنتدى، معالي المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري، حيث وجّه تحية إعزاز وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي مستهل كلمته، أعرب معالي إبراهيم محلب عن سعادته بالتواجد على أرض دبي التي وصفها بأنها استطاعت بكل جدارة أن تكون ملتقى ثقافي وفكري وسياحي وتجاري وحضاري دائم ... بفضل همة أبنائها وحكمة ورؤية قادتها، كما أشاد معاليه بالتقدم الذي أحرزه "منتدى الإعلام العربي" منذ انطلاقه في العام 2001، وقال إن المنتدى هو أحد أهم المنتديات التي يتطلع إليها الإعلاميون والساسة والمثقفون للوقوف على حقائق المشهد وآفاق الحركة. ووصف معاليه ثورة الإعلام والمعلومات بأنها باتت فوق الطاقة وفوق المُستطاع، وقال إن العالم يذهبَ مُهرولاً من "الخيال" إلى "ما وراء الخيال"، مستشهدا على سرعة التغيير بتجارب بعض الدول في مجال التنمية وقال إن بريطانيا استغرقت مائة وخمسين عامًا لمضاعفة إنتاجها، بينما استغرقت ألمانيا ستين عامًا، واستغرقت الولاياتالمتحدة ثلاثين عامًا، واستغرقت الصين خمسة عشر عامًا في الدورة ذاتها. وأشار معاليه في كلمته إلى أن النمو العالمي المذهل طال عالم الإعلام وضرب مثالاً بقطاع التلفزيون وقال إنه تطور من (700) قناة فضائية عربية في عام 2010 إلى (1320) قناة فضائية عربية عام 2014، ومن (34) قناة إخبارية إضافة إلى (66) قناة إخبارية في ثلاث سنوات فقط. كما تطرق المسؤول المصري الرفيع إلى الثورة المستمرة في عالم الانترنت وقال إن نصفُ سكان العالم تقريبًا يحتشد أمام شاشاتٍ كانت تَحْفل بموقع واحد قبل ربع القرن، صارت تشهد تراصّ الجماهير الغفيرة على صفحات الفيس بوك وحسابات تويتر.. وصور الانستجرام.. بينما أصبح مئات الملايين حول العالم يعيشون حياتهم وحياة الآخرين.. عبر مقاطع يوتيوب اللانهائية ، ما جعل الإعلام الالكتروني واحدًا من حقائق العصر الكبرى، بينما وصت إعلاناته فى بعض الدول إلى عشرات المليارات من الدولارات. واستبعد معالي محلب أن يكون تأثير ثورة الإعلام الرقمي عميقاً على الصحافة الورقية، وذكر أن هذه الثورة لم تقصيها عن مكانتها، وقال: "على الرغم من إغلاق صحف ومجلات، وتحوّل بعضها من ورقي إلى إلكتروني، فإن توزيع الصحف المطبوعة يوميًا يصل إلى (400) مليون نسخة" ، في حين أكد أن حجم المعلومات المتاح بات يحتاج إلى نظريات جديدة، وآليات مبتكرة للفرز والاختيار وحول انعكاسات "الربيع العربي" على واقع بلاده، قال رئيس مجلس الوزراء المصري إن ثورة المعلومات كانت حاضرة، لكن سرعان ما فوجئ الملايين من أبناء الشعب المصري أن دولة الأمل لم تتأسس، وأن التطرف المدعوم خارجيًا قد سرق الحلم، ثم سرق المستقبل، لذا جاءت ثورة استعادة الأمل حيث خرج الشعب المصري تأكيدا لهويته في كونه شعبا متدينا باعتدال ووسطية،لا يستطيعأحد كسر إرادته، أو أن يفرض عليه قوالب جامدة من التخلف والظلام. وشدد المسؤول المصري الكبير على عزم وإصرار بلاده على مواصلة درب التطوير وقال: "أؤكد لكم أننا سنمضي كما مضيْنا من قبل.. لا تردد ولا انكسار.. لا ارتباك في خطوة واحدة، ولا عودة نهائيًا إلى الوراء"، منوهاً معاليه بالدعم الذي تلقته بلاده من الأيادى الصديقة التى امتدت إلى مصر بالتأييد والمساندة وعن قيمة التواصل في واقع الشعوب، شدد معالي المهندس محلب على حقيقة أن بناء الجسور يكون بقوة الإرادة ووضوح الرؤية ، وقال إن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تتمتع بمكانة حضارية، كبيرة مؤكداً إدراك العالم للرسالة التي يحملها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من جاكارتا إلى الدار البيضاء، والتي تعلي قيم الوسطية والاعتدال والتسامح. دعم ونجاح وكانت سعادة منى غانم المري، رئيس نادي دبي للصحافة رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي قد ألقت كلمة أعربت فيها عن خالص الشكر والتقدير لراعي المنتدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولما يوليه سموه للمنتدى من دعم وتشجيع مستمر والذي كان سببا في النجاح الطيب الذي جعل من المنتدى حدثا سنويا ثابتا على أجندة ا إعلاميين العرب، وقالت إن دعم سموه واهتمامه الكبير جعل الاتقانُ والتطويرُ والتجديدُ هدفاً يتوخاه المنتدى في كل دوراته إلى أن بات يحظى بثقة كبيرة من مجتمع الإعلامِيين العربي كمحفل رائد للتحاورِ حولَ واقعِ مهنتهِم بكلِ ما يزخرُ بهِ من تطوراتٍ وطموحات. وعقب الترحيب بضيوف المنتدى والمشاركين في من متحدثين وحضور، قالت المري إن انعقاد هذه الدورة من المنتدى تأتي في وقت لا يزالَ فيه الإعلامُ العربيُ يعاني جرّاء ظروفٍ استثنائية أفرزت جملةً من التحدياتِ غيرَ المسبوقةِ، لتأخذَ بالمهنةِ وأربابِها إلى اختباراتٍ صعبة، وتركتْ تلك التحدياتُ آثارَ بالغةَ التعقيدِ على واقعِ الإعلامِ العربي، بما في ذلك الإعلام المصري الذي تميز تاريخيا بالريادة، معربة عن أملها أن يكون للإعلام دور في في ترسيخِ مقوماتِ انطلاقةٍ جديدةٍ تستكملُ فيها مصرُ خارطةَ المستقبلِ لتنجزَ العبورَ الثاني نحوَ مزيدٍ من الأمنِ والاستقرارِ والبناءِ والتنمية.
وقالت المري: "لقد اخترنا لهذا المنتدى عنواناً هو " مستقبلُ الإعلام يبدأُ اليوم" تذكيراً لأنفُسِنا أن الإعلامَ شريكٌ متضامنٌ في صناعةِ المستقبل... وأنّ دورَه حيويٌ بالغُ الأهمية"، مؤكدة أنّ الاستعدادَ للمستقبل والتحسبَ لاحتمالاتِه يتطلّبُ أنْ يكونَ تفكيرُنا متطوراً، وتركيزُنا على الآتي وليس على الماضي، وعلى متطلباتِ الغدِ وليسَ على نواقصِ الأمس، وعلى تعزيزِ التفاؤلِ والثقةِ بالذاتِ وبالقدرةِ على مواجهةِ أصعبِ التحديات.