بعد عشر سنوات على التدخل العسكري في افغانستان وفيما بدأ سحب الجنود، يبدو تراجع نفوذ الولاياتالمتحدة في هذا البلد حتميا لكن القادة الافغان سيواصلون الاعتماد على مساعدة واشنطن لفترة طويلة بحسب ما يرى محللون اميركيون. ويبقى تحقيق هذه التوقعات رهنا بقدرة نظام الرئيس حميد كرزاي ومن سيخلفه على الاستمرار. ويقول مايكل اوهانلون من مركز بروكينغز للابحاث ان الولاياتالمتحدة ستحتفظ "بنفوذ" في كابول بعد رحيل القسم الاكبر من قوات حلف شمال الاطلسي في العام 2014. وسبب ذلك بحسب رأيه ان الافغان قلقون بشكل متزايد من دور باكستان في الهجمات التي تشنها طالبان ضد القوات الاميركية لكن ايضا الافغانية في البلاد. ويضيف "كانوا يعتقدون انهم تمكنوا من التوصل الى اتفاق مع طالبان لكن احداث الاسابيع الماضية خففت من هذه التوقعات" في اشارة الى اغتيال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني موفد كرزاي للحوار مع المتمردين الاسلاميين في ايلول/سبتمبر. ويحاول حميد كرزاي بدفع من المجموعة الدولية، منذ عدة سنوات اقناع حركة طالبان بالتفاوض حتى انه وصل الى حد ان يعرض عليها تولي مسؤوليات حكومية اذا القت السلاح. لكن قادة طالبان التي تكثفت هجماتها وحققت تقدما منذ 2007، لم يعطوا ردا ايجابيا حتى الان باستثناء بعض الاتصالات الاولية. وقد اعلنت الرئاسة الافغانية الاحد ان كرزاي سيعيد النظر في استراتيجيته. وخلص اوهانلون الى القول "في نهاية المطاف ان الولاياتالمتحدة وحلف الاطلسي هم افضل اصدقاء لهم" مشيرا الى ان نفوذ ايران سيكون محدودا في غرب البلاد وآمال حصول تحالف بين افغانستان والهند لن تعطي الكثير من النتائج. من جهته رأى ليسلي غلب من مجلس العلاقات الخارجية ان الولاياتالمتحدة ستبقي ما بين عشرة الى 15 الف جندي في البلاد بعد 2014 من اجل تدريب جنود افغان لكن ايضا لاسباب لوجستية واستخباراتية. واضاف "كلما تقدم انسحابنا تراجع نفوذنا لكن الافغان لن يكون لديهم سوانا". وتوقع اشلي تيليس من مركز كارنيغي للابحاث ان الولاياتالمتحدة، وبدلا من القوات الاميركية المنتشرة في البلاد، ستستخدم الطائرات بدون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لمهاجمة متمردي طالبان كما تفعل في باكستان المجاورة. ويتواجد حاليا في افغانستان حوالى 1200 مهندس وخبير قانوني ومهندس زراعي ومدنيين اخرين حيث يحاولون، وسط ظروف امنية هشة جدا، تقديم الاستشارات للمؤسسات المحلية والتعاونيات الزراعية ومؤسسات اخرى. وتوقع اشلي تيليس ان يتحركوا في المستقبل "في المواقع التي يسودها النظام نسبيا". لكن عددهم لن يزيد، اولا لان الظروف الامنية قد لا تتحسن وثانيا لان الالتزام المدني الاميركي سيصطدم بضوابط على الموازنة. ويخلص تيليس الى القول ان "الولاياتالمتحدة ستكون ابرز قوة اجنبية في افغانستان في المستقبل تليها بالطبع باكستان".