"نسرق آه بس نقتل لا.. ما كناش نعرف أن الحكاية ممكن تقلب بدم.. وممكن نروح لحبل المشنقة بسبب شقاوة شباب.." كانت هذه الكلمات جانبا من اعترافات المتهمين بالسطو المسلح على سيارة نقل وقتل سائقها بأكتوبر. وأضاف "محمد.أ" 26 سنة عاطل، أنا هربت من قضية بلطجة بالفيوم وأقمت بمدينة السادس من أكتوبر وهناك تعرفت على واحد "بلدياتى" من الفيوم يدعى"هانى.ش" 28 سنة، شغال "سواق" كما تعرفت على "ناصر.د" 43 سنة من أوسيم و"محمد.م" 26 سنة عاطل من إمبابة. كنا نمر بأزمات مالية وفكرنا فى البحث عن مصدر رزق بمدينة 6 أكتوبر "بس حال البلد من بعد الثورة واقف" الكلام للمتهم وجلسنا نحن الأربعة نفكر فى أمرنا، حتى اتفقنا فيما بيننا على مزاولة نشاط السرقة بالإكراه على الطرق الصحراوية وفى الأماكن النائية بأكتوبر. وتابع المتهم، اشترينا سلاح بالفلوس البسيطة اللى كانت معانا ونظمنا أنفسنا، فاثنان مننا يتوقفان على الطريق ويستوقفان السيارات المارة بحجة توصيلهما بينما الآخران ينفذان عمليات السطو المسلح والاستيلاء على السيارات وأموال المواطنين بالإكراه. وأوضح "محمد" الشهير ب"الميت"،" كنا نتوقف أمام مدينة الإنتاج الإعلامى لاعتراض المواطنين والسطو المسلح عليهم، وننصب "أكمنة" للضحايا بطريق الواحات والوصلة الجديدة وطريق مصر الفيوم،"زى كماين الشرطة بالظبط"، ويوم الحادث كنا متواجدين على طريق الوصلة الجديدة وشاهدنا سيارة ربع نقل تحمل رقم ع س 5987 مصر محملة بالفاكهة فى طريقها نحونا، فاستقل اثنان منا سيارة ربع نقل والآخران سيارة ملاكى واعترضنا الضحية وطلبنا منه أن يتوقف تحت تهديد السلاح. توقفت سيارة الضحية وطلبنا من سائقها وشخص آخر كان برفقته النزول و"فتشناهما" ووجدنا بحوزتهما 3700 جنيه وهاتفين محمول، وطلبنا منهما أن يتخلى عن السيارة الربع نقل المحملة بالفاكهة، وكان السائق يتحدث باللهجة الصعيدية، وقال لنا "مش هأفرط فى العربية ولو على جثتى" فهددناه بالسلاح وأطلقنا رصاص فى الهواء حتى يترك السيارة، إلا أنه لم يبالِ بصوت الرصاص، ولم يبدُ على وجهه علامات للخوف وحاول مقاومتنا بالرغم من أنه أعزل من السلاح، وارتباكنا نحن الأربعة أمام هذا الرجل العنيد، فقررنا قتله حيث أطلقنا عليه الرصاص، واكتشفنا أن أهالى المنطقة يقتربون نحونا بعد سماعهم أصوات إطلاق الرصاص فهربنا قبل القبض علينا، وتركنا القتيل وسيارته والشخص الذى كان برفقته. وأضاف المتهم،" بالرغم من أننا قتلنا الضحية" بس بصراحة "أنا شخصيا كنت معجبا برجولته وتمسكه بحقه وعدم خوفه من صوت الرصاص بس دماغه الصعيدية الناشفة هى السبب لو ساب العربية كان زمانه عايش". وقال المتهم الثانى "هانى"،" إحنا ممكن نسرق ونبلطج بس نقتل لا، عمرنا ما جربنا "الدم"، ارتكبنا 12 واقعة سطو مسلح على سيارات خلال أيام كان آخرها السطو على سيارة تابعة لإحدى البنوك، وعمرنا ما تسببنا فى نقطة دم كان الضحايا يتركون أموالهم وسياراتهم بمجرد رؤيتهم للسلاح، لكن فى هذه المرة الضحية كان عنيفا معنا ومتمسكا بحقه وماله، وهربنا بعد ارتكبنا للواقعة إلى منطقة إمبابة حتى تم القبض علينا. كان العميد خالد أبو الفتوح، مأمور قسم أول أكتوبر قد تلقى بلاغا من الأهالى بإطلاق رصاص على الطريق ووجود شخص مقتول، فانتقل المقدم أحمد نجم رئيس المباحث، إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثة لسائق مقيم بالصعيد، وبجسده طلقات نارية، وتشكل فريق بحث قاده الرائدان محمد ربيع، ومحمد علتم معاونا المباحث بإشراف العميد حسام فوزى، مفتش المباحث، وتوصلت التحريات الأولية إلى أن وراء ارتكاب الواقعة تشكيل عصابى مكون من 4 أشخاص متخصصين فى عمليات السطو المسلح من محافظة الفيوم، إلا أنهم يقيمون بمنطقة بشتيل بالجيزة، وتم إعداد حملة أمنية مكبرة بإشراف العميد مجدى عبد العال، رئيس قطاع شمال الجيزة، وتمت مداهمة أماكن وجود المتهمين والقبض على اثنين، وعثر بحوزتهما على بنادق آلية، بينما فر الآخران بالهرب، وتبين أن المتهمين المقبوض عليهما هما"محمد الميت" و"ناصر"د" والهاربان "هانى. ش" و"محمد. ا". ودلت التحريات والتحقيقات التى أشرف عليها اللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، أن المتهمين كونوا تشكيلا عصابيا يحمل اسم "الميت" تخصص نشاطه الإجرامى فى عمليات السطو المسلح على السيارات وسرقتها، وقتل سائقها فى حالة مقاومته لهم، وأنهم أتوا من محافظة الفيوم، وأقاموا بمنطقة بشتيل، ويتسللون إلى مدينة السادس من أكتوبر لتنفيذ جرائمهم.