أثار القرار الصادر من وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات بشأن حظر العمل الحزبى داخل المدارس والجامعات جدلاً حول الاختلاف بين مفهومى العمل الحزبى والعمل السياسى. يوضح الدكتور عماد جاد- نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاِستراتيجية – أن السياسة قائمة فى الأساس على الأحزاب، ولا توجد ممارسة ديمقراطية بدون وجود أحزاب سياسية ولابد أن ينتمى الناشط السياسى إلى احدى الأحزاب أو على الأقل إحدى التيارات الفكرية، لكننا يمكن أن نفرق بين النشاط السياسى والحزبى العملى من ناحية والتثقيف السياسى الذى يهدف إلى نشر الفكر السياسى من ناحية أخرى. وأضاف الدكتور عماد فى تصريحات "لبوابة الأهرام" أنه لا يوجد سياسة من أجل السياسة، فحينما يمارس الأفراد السياسة، فإن هدفهم فى النهاية يكون الوصول لجزء من السلطة الحاكمة لتنفيذ رؤيته، وأنه على أرض الواقع لا يوجد سياسى راهب بدون مصالح سياسية ولا يوجد من يشتغل بالسياسة من أجل القيم والمثل . ويشير الى أن مشكلة مصر الكبرى أتت حينما منعت السياسة من الجامعات فى العهد السابق مما جعل الشباب غير مواكب لقضايا بلده، وما يحدث بها، لكن مع حالة الوعى المرتفع والحراك السياسى الكبير الآن لن يتوقف العمل الحزبى بالجامعات، مهما أخذ من قرارات لمنع النشاط الحزبى. وأضاف يبدو أن جماعة الإخوان كانت مراهنة على اكتساح الجامعات والسيطرة على اتحادات الطلاب لكن مع نتائج الانتخابات الأخيرة، اتجهوا إلى منع النشاط السياسى الجامعى مع جيل من الشباب لن يقبل بهذا الأمر. ونفى الدكتور عماد أن يكون العامل بالنشاط السياسى دون إنتماء حزبى باحثا عن مصالح الوطن. وأضاف أن هذا كلام نظرى أما عمليا فتحقيق المصلحة الحزبية يأتى عن طريق مطابقة أجندة الحزب مع أجندة الوطن و مصالحه و أمنه . ويشير إسلام بهاء - نائب رئيس اتحاد كليه الهندسه جامعه الإسكندرية- أنه يؤيد العمل الحزبي داخل الجامعه مادام بعيدا عن التعصب أو التطرف أو تجريح الآخر، وأضاف أن الجامعه تضم طاقات بشرية تحتاج لمن يوجهها ومن يدخلها بالعمل السياسي. وأشار الى أنه يرفض أي دعايا حزبية أو الانحياز لوجهه نظر معينة أو فرضها داخل الجامعة. ويقول الطيب البغدادى – أمين اللجنة الثقافية و السياسية كلية العلوم أسيوط – إن ما يتبين لنا من اصدار قرار حظر النشاط الحزبى هو أنه بداية حظر على النشاط السياسى داخل الجامعة، كما أن هناك تخوفًا من جانبنا أن تتدرج العوائق التى سيستخدمها فيما بعد و قلقا تجاه منع النشاط السياسى داخل الحرم الجامعى مستقبلا خاصة مع الاضطراب الأمنى ونشوب المشاجرات بين الطلاب بسبب توجهاتهم السياسية. وأضاف الطيب : نحن نؤيد العمل السياسى المبنى على الحياديه والتثقيف دون التحيز لحزب بعينه ،و نحن عازمون على العمل والوعى الثقافى والفكر التنموى المبنى على تثقيف الطلاب سياسيا وفكريًا وهذا بعمل ندوات سياسيه تنموية. و يشير الى أن الأهم من القوانين هو الخروج من التحيز الأعمى لدى كل فصيل تجاه الآخر وإعداد طلاب واعون بما تعلموا، وهذا هو كل ما نتمناه كطلبه فى مجال الفكر السياسى الجامعى، وطالب الطيب أن تخرج الأنشطة الطلابية من عباءة الروتين الإدارى و معوقات اللوائح حتى نعطى فرصة لتشكيل عقول مصرية لديها فكر يحترم. و يشير سامى أحمد – طالب بكلية أداب القاهرة وعضو ائتلاف الثورة – إلى أنه بعد هزيمة طلاب الإخوان المسلمين فى الانتخابات الطلابية وحصول طلاب القوى الثورية على أكثرية المقاعد أصدر المجلس الأعلى للجامعات قرارًا بحظر النشاط الحزبى بالجامعة خوفا من اقتصار ممارسة النشاط السياسى على القوى الليبرالية، وهو ما لا يجوز تطبيقة خصوصا مع جيل صنع ثورة 25 يناير. وعلى جانب آخر، أكد صهيب عبد المقصود - المتحدث الرسمى بإسم طلاب الإخوان المسلمين – أن اللائحة الطلابية الجديدة ضمنت للطالب تنمية الوعى السياسى ونشر الأفكار والآراء السياسية العامة عن طريق اللجنة الثقافية والسياسية باتحادات الطلاب بعيدا عن العمل الحزبى. وأشار أن هناك لبسًا لدى البعض بين مفهوم العمل الحزبى و العمل السياسى عموما، ولكننا كطلاب اخوان مسلمين كنا نرى أن يتم تأجيل قرار حظر العمل الحزب بعد تشكيل لجان الاتحادات الطلابية لجميع الجامعات المصرية، وذلك لمشاركتهم فى هذا القرار حتى يخرج بشكل لا يسبب لبسا لدى الناس.