واشنطن - ا ش ا: سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية؛ الضوء -في سياق تعليق لها نشرته على نسختها الإلكترونية اليوم السبت- على الدور السياسي المتنامي، والمؤثر لمشجعي الكرة المتعصبين المعروفين بالأولتراس في مصر. وقالت الصحيفة: "إن الأولتراس، ساعدوا على الإطاحة بالرئيس المصري السابق قبل عامين في ميدان التحرير، وإنهم الآن اتخذوا الشكل الذي عرف فيما بعد بجماعة البلاك بلوك، ويتحدون خليفة مبارك في السلطة الرئيس الحالي؛ محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها". وأردفت الصحيفة تقول: "إن ما وصفته بعصابات الشباب التي تسيطر على الشارع يزدرون الشرطة وغالبية رموز السلطة، وإنه إذا ما أصدرت الحكومة المصرية، حظرًا للتجوال يسخر مشجعو الكرة هذه النقطة إلى صالحهم، ويبقون في الشوارع طوال الليل"، مشيرة إلى أنهم يبدو عليهم عدم احترام جيل آبائهم لتضحيتهم بكرامتهم بالإذعان إلى نظام الرئيس السابق حسني مبارك، الذي لم يكن يحترم إنسانيتهم. ورأت الصحيفة، أن جماعات الأولتراس، نمت في عهد مبارك لأنها وفرت طريقًا غير سياسي للشباب، للتنفيس عن غضبهم خارج إطار المساجد ونطاق المعارضة السياسية، لكن هذه الجماعات التي عادة ما تنتهج أسلوبًا عنيفًا، شكلوا قوة عنيفة في الثورة؛ التي أطاحت بنظام مبارك، وهم الذين ساعدوا على منع قوات الأمن من اجتياح ميدان التحرير، أثناء الأيام الأولى الهشة من الثورة. ويفسر "جيمس دورسي" -صحفي وأكاديمي يكتب في مدونة "العالم المتقلب للكرة في الشرق الأوسط"- صعود الأولتراس بعد سنوات من محاربة الشرطة المصرية، في استادات الكرة ويقول: "إنهم لا يخافون فهم ليس لديهم ما يخسروه وأصبحوا متمرسين على القتال". وقالت الصحيفة: "إن التحدي الذي تواجهه مصر بعد الثورة، هو انخراط هذا الشباب الغاضب في عملية بناء النظام الديمقراطي الجديد"، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تبدو واضحة في بقاع الربيع العربي الأخرى الساخنة؛ مثل "تونس وليبيا". وأردفت الصحيفة تقول: "إنه في مصر، ومجتمعها المعروف بحبه العميق للنظام، كان انعدام الاستقرار أمر خطير جدًا، معيدة إلى الأذهان أنه قبل عام أسفرت أحداث الشغب في بورسعيد، عن مقتل 74 شخص، وأن نحو أكثر من 30 شخص قتلوا الشهر الماضي، عندما اندلعت أعمال الشغب الذي أشعلها مشجعو الكرة في السويس والإسكندرية والقاهرة وبورسعيد، وأن الرئيس مرسي بدا قريبًا جدًا من فقدان السيطرة، حتى أرسل الجيش قوات لحماية المنشآت الرئيسية". وقال الصحفي "والمدون دورسي": "إن المشكلة في مصر، هي كيفية صنع الانتقال من الشارع إلى النظام، وإن هذا لم يحدث في مصر، كما أنه لم يحدث في ليبيا ولكنه بدأ فقط في تونس". وقالت الصحيفة: "إن جماعات الأولتراس الآن، أصبحت أشبه باليعاقبة - جماعة سياسية متطرفة عرفت بنشاطها الإرهابي خلال الثورة الفرنسية-"، مؤكدة أن الشارع الآن بات في قبضة الأولتراس.