تحت عنوان "أطفال مصر ليسوا على بخير".. سعت صحيفة "واشنطن بوست" لرصد التغيرات التى أصبح يعيشها أطفال مصر وشبابها، حيث أصبحوا يشكلون عصابات يتحدون بها السلطات، ويرفضون سيطرتها بل ويهاجمونها، فى محاولة للتمرد على أوضاع ابائهم الذين ظلوا عقودا طويلة خاضعين لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أنهم شرعوا فى تحدى خليفته. قالت الصحيفة إن الأطفال فى مصر الذين لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشر فقدوا الكثير من القيم التى عاش عليها أبائهم، فقد أصبح التمرد على الواقع وعدم الخوف من السلطات السمة التى تميز الأطفال بعد عامين من الثورة، حيث فقدوا الاحترام لعالم ابائهم، وتمزق النسيج الاجتماعى القديم. وأضافت إن الشباب الغاضب الآن يمتلكون الشارع ويحتقرون الشرطة ورموز السلطة الأخرى، فاذا فرضت الحكومة حظرا التجول، تراهم يبقون فى الشوارع طيلة الليل، فى محاولة فيما يبدوا للتمرد على ابائهم الذين ضحوا بكرامتهم بالخضوع لنظام الرئيس حسنى مبارك، لانهم يرفضون أن يصبحوا مثلهم. وأضافت من المعروف أن "الاولتراس" لعبوا دورا مهما فى ثورة يناير 2011، وواصلوا لعب هذا الدور عقب الإطاحة بمبارك، إلا أن مجموعة تسمى انفسهم "البلاك بلوك" يتحدون خليفة مبارك الرئيس محمد مرسى وحكومته. واستشهدت الصحيفة بنظرية "جيمس دورسي" الصحفى والأكاديمى الذى كتب عن تصاعد تمرد الشباب فى العالم العربى عقب ثورات الربيع العربي، حيث قال إنه بعد سنوات من مقاتلة الشرطة المصرية لمشجعى كرة القدم الذين كانوا لا يعرفون الخوف وليس لديهم شيئا ليخسروه، أصبحوا قوة قتالية عالية"، مشيرة إلى أن هولاء الشباب فى مصر بعد الثورة يتحدون النظام للمشاركة فى بناء نظام ديمقراطى جديد، وأن نفس هذه المشكلة تنتشر فى دول الربيع العربى مثل تونس وليبيا.