وقالت صحيفة الخليج إن العراق كما دول عربية أخرى وضعت على مشرحة الفتن الطائفية والمذهبية والتقسيم عاد من جديد ملعبا للصراع الداخلي والإقليمي والدولي مع تصاعد حدة الأزمة السورية وانسداد كل سبل الحوار لوقف نزف الدم حيث أخذت تداعياتها تفيض على الجوار بأشكال ونسب متفاوتة . وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان " التخريب ..العراق نموذجا " أن العراق الذي خرج قبل عام من تحت عبء الاحتلال وأثقاله وما خلفه من دمار لبنيته وتفكيك لوحدته الوطنية والترابية وزرعه شتى أشكال الفتن والاحتراب إضافة إلى وباء الطائفية والمذهبية والمحاصصة يعود مجدداً إلى ساحة الدم والعنف والتطرف الأعمى لدفعه مجدداً إلى أتون الصراع المكشوف على شتى الاحتمالات وكأن سنوات الدم والرصاص والاحتلال والتفجيرات خلال السنوات الماضية العجاف التي أودت بحياة مئات آلاف العراقيين لم تكف ولم تشف غليل الذين يتربصون بالعراق وبقية الدول العربية . وأوضحت أن عودة التطرف المذهبي والطائفي بزخم وعمليات التفجير والقتل الأعمى الذي يستهدف الإنسان العراقي مهما كانت هويته وطائفته وتجدد النفير المناطقي والجهوي واللعب على غرائز الدين والقومية وفشل الأداء الحكومي وقصر نظر القيادات السياسية وانعدام بصيرتها وتجدد الحديث عن الدولة الكردية وما يرافقه من ممارسات في الإقليم الكردي المستقوي بتركيا بقصد المجابهة والمواجهة مع الحكومة المركزية ومن ثم الضغوط على هذه الحكومة بسبب سياساتها الممالئة للنظام السوري .. كل ذلك يدفع إلى القلق إزاء ما يتعرض له العراق ويرتفع منسوب الهواجس من أن يكون العراق دخل مثله مثل اقطار عربية أخرى لعبة صراع الأمم في المنطقة لإعادة تشكيلها وتقسيمها بما يؤدي إلى إضعافها وتدمير كل عوامل القوة لديها من أجل تهيئتها لحلول وتسويات كبرى في المنطقة يجري الحديث عنها منذ فترة تحت عباءة الإسلام السياسي الذي يبدو أنه أعد العدة لتولي الأمر. وقالت الخليج إن المشهد العراقي جزء من المشهد العربي العام لا يريح ولا يبعث على التفاؤل لأن الأيادي الخبيثة تعبث في كل مكان والهدف هو واحد . . التخريب والتدمير والتفتيت .