استخدمت قوات الامن البحرينية الغازات المسيلة للدموع وسدت الطرق لمنع الاف المحتجين من الانضمام الى مصلين يؤمهم أحد زعماء المعارضة البارزين في صلاة الجمعة9/11/2012، حسبما ذكر شهود عيان لوكالة "رويترز". وتشهد البحرين اضطرابات منذ ان بدأت العام الماضي احتجاجات قادتها المعارضة ضد تمييز واسع النطاق ضدهم على اساس طائفي وهو ما تنفيه الحكومة البحرينية . ودعا زعماء المعارضة المواطنين الى تأييد الشيخ عيسى قاسم في قريته الدراز الى الغرب من العاصمة البحرينية المنامة بعد ان حذرت الحكومة رجال الدين من انتقادها أو التحريض على العنف. ولم يتسن على الفور الاتصال بالسلطات البحرينية للتعليق لكن يبدو أن الدعوة إلى الانضمام إلى صلاة الجمعة تهدف فيما يبدو إلى الالتفاف على حظر المسيرات والاحتجاجات الذي أصدرته وزارة الداخلية الشهر الماضي. وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة أنباء البحرين الرسمية إن إجراءات أمنية اتخذت بهدف "منع من كانوا يحاولون استغلال فترة الصلاة لإثارة أعمال الشغب والتخريب... والاعتداء على حرية التعبير." وقالت هيئة شؤون الإعلام بالبحرين في بيان باللغة الإنجليزية إن الشرطة أبعدت المصلين لأن مسجد الدراز يستوعب عدة مئات فقط من المصلين. وقال شهود إن بعض الاعتقالات حدثت بينما كانت شرطة مكافحة الشغب تمنع غير المقيمين في قرية الدراز من الوصول إلى القرية بسد كل الطرق والطرق السريعة المؤدية إليها وبثت لقطات على موقع يوتيوب لم يمكن التأكد من صحتها تظهر انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع داخل سيارة بها نساء قال ناشطون انهن كن في طريقهن للصلاة. وظهرت امرأة وهي تسقط على الارض بعد ان فرت من السيارة. واتهمت جمعية الوفاق المعارضة شرطة البحرين بقتل فتى في السادسة عشرة من عمره الجمعة اثناء محاولة قوات الامن منع محتجين من المشاركة في تجمع للمعارضة بعد صلاة الجمعة. وقالت جمعية الوفاق على حسابها على تويتر ان علي رضي قتل اثناء توجهه الى قرية الدراز غرب المنامة للمشاركة في صلاة يؤمها الشيخ عيسى القاسم، بدعوة من المعارضة. وقالت وزارة الداخلية البحرينية في بيان ان فتى في السادسة عشرة توفي في حادث سير على شارع خليفة بن سلمان. ولكن الوفاق قالت لاحقا في بيان ان "استشهد فتى بحريني يبلغ من العمر 16 عاما أثناء إعاقة قوات الأمن لحركة السير وتعطيل المرور وملاحقة المواطنين قرب منطقة القدم غرب العاصمة المنامة لمنعهم من الوصول لمنطقة الدراز لأداء صلاة الجمعة". ووصفت الجمعية مقتل الفتى بانه اتى "نتيجة وحشية النظام في منع المواطنين من أداء صلاة الجمعة". وتابعت "أصيب الفتى علي عباس رضي من منطقة سماهيج باصابات بليغة بعد اصطدام سيارة به أثناء ما كانت قوات النظام التي تحاصر المنطقة وتعتقل المواطنين المتوجهين للصلاة وتلاحقهم، وتعاملت بوحشية بالغة وبشكل جنوني". وقالت ايضا ان "ذلك ياتي على اعقاب حصار امني مشدد وتعامل وحشي وقمع واصابات وحواجز عسكرية ونقاط تفتيش واعتراض للمواطنين لمنعهم من الوصول لمنطقة الدراز للصلاة خلف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، في إطار المنهجية الأمنية القمعية التي تصادر حريات المواطنين وتمنعهم من أبسط حقوقهم الإنسانية المشروعة". ونشرت جمعية الوفاق على فيسبوك وتويتر صورا لشيعة وهم متجهون الى الدراز ويظهر فيها رجال مسنون على الارض. وقالت الوفاق ان الشرطة اغلقت منافذ الطرق المؤدية الى القرية والقت الغاز المسيل للدموع على المصلين. وتمكنت الاسرة الحاكمة في البحرين في البداية من قمع احتجاجات العام الماضي التي قادها المعارضة وذلك بفرض الاحكام العرفية ومساعدة دول خليجية مجاورة. واستؤنفت مظاهرات أصغر حجما كما تقع اشتباكات بين محتجين مناهضين للحكومة وقوات الامن أكثر من مرة كل اسبوع. واشتد العنف في الاسابيع القليلة الماضية. ويوم الاثنين الماضي أعلنت الحكومة عن انفجار خمس قنابل بدائية الصنع في المنامة ومقتل اثنين. وقالت البحرين يوم الثلاثاء إنها اعتقلت أربعة أشخاص يشتبه في أن لهم صلة بتفجيرات المنامة واتهمت جماعة حزب الله اللبنانية بأنها وراءها. ويوم الأربعاء اعلنت الحكومة البحرينية انها سحبت الجنسية من 31 شخصا لاضرارهم بأمن الدولة من بينهم معارضون بارزون ونواب في البرلمان ومحامون مدافعون عن حقوق الانسان.