تصاعد الحديث عن خيار الحكومتين في لبنان

ارتسمت صورة متشائمة لمستقبل الوضع في لبنان وسط تحذيرات ديبلوماسية عربية وأجنبية من صيف حار جداً بعد سقوط اقتراح حكومة الانقاذ التي تحدثت عنها بعض المصادر السياسية قبل يومين بالضربة القاضية واعتبرها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مجرد ''فقاقيع في الهواء''·
وعكست تصريحات متشائمة جداً لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تفاعلات الأزمة حيث قال: ''إن الوضع بات متردياً ومأزوماً للغاية، وهذا الأمر يستوجب بذل الجهود لعدم استمرار هذا الوضع الخطير''·
وأضاف بري :''إن التعبئة والتصعيد من قبل أقطاب الأكثرية الرافضين لأي حل خلقا وضعاً مضطرباً ولا بد من العمل لافساح المجال أمام أي تحرك يخفف هذا الغليان الذي ينعكس على الشارع ولا يؤدي الى التهدئة، لأن حرق الوقت قد يحوّل البلد الى حرائق يصعب اطفاؤها بسهولة''·
وفيما يتمترس فريقا الأزمة خلف مواقفهما ويرفض أي منهما تقديم تنازلات، لوحت المعارضة باتخاذ خطوات حاسمة وصعبة في ظل اتهام الأكثرية بالمماطلة والتسويف الحاصلين، ما يدفعها الى سلوك خيارات لا بد منها، وأبرزها قلب الطاولة في وجه الفريق الحاكم من خلال تشكيل حكومة ثانية، فضلاً عن خطوات أخرى لا تقل أهمية عن الخطوة الأولى، لكنها رفضت الكشف عنها·وفي محاولة من الرئيس أميل لحود للهروب الى الأمام، اكد بأن خيار الحكومة الثانية هو من خيارات المعارضة وليس خياراً رئاسياً، لأن المشكلة ليست عند قوى 8 مارس انما هي عند فريق 14 مارس المستأثر بالحكم عنوة ويرفض المشاركة·ولم يستبعد ''حزب الله'' بدوره قيام حكومة ثانية لأنه يرفض هيمنة الفريق الحاكم على مقدرات البلاد، وذهبت مصادره الى القول ل''الاتحاد'': ''إنها الخيار الصعب، ولكنها الورقة الأخيرة في اللعبة السياسية التي تعيد الحق الى أصحابه''·
ورغم إعلان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب عودته والوفد العربي المرافق من بيروت فجر السبت الماضي عن عدم التوصل لاتفاق بين الأكثرية والمعارضة اللبنانية حول استئناف الحوار فإن السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة وعضو الوفد العربى الذي قام بزيارة لبنان قال ''للاتحاد'': أنه رغم تباين مواقف الأطراف اللبنانية وعدم إتفاقها على صيغة للحل، إلا أن موسى سيستمر في جهده ولن ييأس ونأمل أن تصل الأطراف اللبنانية إلى توافق حول إقامة حكومة وحدة وطنية وتهيئة الأجواء لاتمام الاستحقاق الرئاسي طبقا للاجراءات الدستورية وفي المواعيد المقررة والتعامل مع الأوضاع الأمنية بما يحقق الاستقرار في لبنان ·
وأضاف يوسف أن الوفد العربي العائد من لبنان يعكف حاليا على كتابة تقرير مفصل حول اللقاءات التي أجراها هناك، والتي وصلت إلى مايزيد عن 40 لقاءً، تمهيدا لإرساله إلى وزراء الخارجية العرب·
وقال إنه في ضوء الاتصالات التي يقوم بها موسى مع وزراء الخارجية العرب ستتحدد الخطوة القادمة التي سيقوم بها الوفد العربي· ولفت إلى أن الأوضاع السياسية في لبنان إنعكست بشكل واضح على حياة اللبنانيين، حيث لاحظ الوفد خلو الشوارع من المارة ليلا، وأن الأسواق تعاني من ركود اقتصادي، والمقاهي التي كانت تشتهر بها بيروت لا تجد من يرتادها ·
من جهة أخرى، أعربت مصادر عربية شاركت في لقاءات لبنان عن تخوفها من إقدام الرئيس اللبناني اميل لحود على تشكيل حكومة ثانية خلال الفترة القادمة، خاصة في ضوء ما يكرره دائما بشأن عدم شرعية الحكومة الحالية، مما يستدعي تشكيل حكومة جديدة يتم تسليم السلطة إليها اذا لم يتم التوافق على حكومة وحدة وطنية ·
وأوضحت المصادر أن المؤيدين لهذا الاتجاه سيبحثون مايبرر وجهة نظرهم من وجهة نظرهم في الدستور اللبناني·وتخوفت المصادر من أن يؤدي ذلك إلى دخول لبنان في نفق مظلم، والرجوع إلى الوراء حتى عام 1988 حين شكل أمين الجميل حكومة ثانية ضد حكومة ميشيل عون·
وقالت المصادر إن المعارضة اللبنانية تهدد بعدم حضور جلسة مجلس النواب الخاصة باخبار رئيس الجمهورية اذا لم يحدث توافق على حكومة الوحدة الوطنية وعلى شخصية الرئيس الجديد بينما تحاول الأكثرية الحصول على ضمانات من المعارضة في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية وحصول المعارضة على الثلث المعطل بألا تستقيل بمايؤدي الى اسقاط الحكومة·