احال المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بلاغ واقعة "الرشوة الألمانية" في شركة فيروشتال العالمية -والتى اشيع تلقى مسئولين مصريين رشوة لتسهيل اعمال للشركة المذكورة- الى نيابة استئناف القاهرة للتحقيق فيها والتأكد من صحة الاتهامات. وتعد "شركة فيروشتال" واحدة من كبرى شركات الحديد والصلب فى العالم . وطلبت النيابة تحريات الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة بعد ان كشفت التحقيقات أن شركة "فيروشتال" وقعت عقدا مع هيئة مصرية عام 2002 لتنفيذ مشروع مدته 5 سنوات بقيمة 15 مليون يورو، وأنه قد تم تقديم رشاوى إلى هيئة اقتصادية مصرية عبر وسيط لإتمام هذا المشروع وإسناده للشركة. وقالت مصادر أمنية إن مباحث الأموال العامة بدأت فى جمع معلومات عن الشخص الوسيط بين شركة "فيروشتال" العالمية والمسؤولين الذين تلقوا الرشوة، لإتمام المشروع. وتم توجيه الاتهامات ل11 مسؤولاً ألمانيا فى شركة فيروشتال الألمانية وذلك بتهم الرشاوى والفساد فى صفقات عقدت مع مصر و5 دول أخرى، على رأسهم رئيس الشركة السابق الذى أقيل بعد تورطه فى القضية، وذلك في اعقاب المعلومات التى نتجت عنها تحقيقات الادعاء العام الألمانى بمدينة ميونيخ، بحسب تقارير صحفية صادرة الاربعاء. و أحدثت قضية الرشوة الألمانية أزمة عميقة داخل الحكومة بسبب الأضرار التى يمكن أن تلحق بسمعة الشركات الكبرى هناك، خاصة بعد فضيحتى رشاوى مماثلتين تعرضت لهما شركتا "سيمنز" قبل عامين، ثم "مرسيدس" فى الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذى يبدو وكأنه "نمط رشاوى منهجية" للحصول على صفقات فى الدول التى ينتشر فيها الفساد، وربما يتسبب فى التشهير بها، وإجبارها على دفع تعويضات بمئات الملايين. وتعد شركة فيروشتال التى تمتلك شركة آيبك الإماراتية 70 % من أسهمها مقابل 30 % تمتلكها الشركة الأم لفيروشتال وهى مزود عالمى للخدمات الصناعية فى مجال بناء وهندسة المصانع، وتطوير وإدارة المشروعات وتركز على مجالات البتروكيماويات ومحطات الغاز والطاقة الشمسية ومنشآت الوقود الحيوى والصناعة، إضافة إلى مجالات السيارات والطباعة والتغليف والآلات والأنابيب والبناء البحرى وتوظف نحو 4200 شخص فى 60 دولة، وبلغت عائداتها السنوية خلال 2008 نحو 1.6مليار يورو. أما مجموعة "مان" الشركة الأم لفيروشتال فهى إحدى أبرز الشركات الصناعية فى أوروبا فى مجال الهندسة المتعلقة بالنقل والحافلات ومحركات الديزل وآليات التربو وأنظمة الغيار الخاصة، وتوظف "مان" قرابة 51.300 شخص حول العالم، وقدرت عائداتها خلال 2008 بنحو 15 مليار يورو. من جهة أخرى تسببت الأزمة الناشئة بين شركة الاستثمارات البترولية الدولية الإماراتية "آيبك" التى اشترت 70 % من أسهم شركة "فيروشتال" من الشركة الأم "مجموعة مان" العملاقة بعد ورود معلومات عن مطالبة الادعاء العام الألمانى لشركة فيروشتال بدفع 240 مليون يورو تعويضات ستؤدى إلى الإضرار بحملة الأسهم الإماراتيين، تسبب ذلك في دفع الجانب الإماراتى للمطالبة بإلغاء الصفقة ورد مبلغ الشراء مما يهدد ليس فقط شركة فيروشتال ومجموعة "مان" بالضرر وخسارة مشروعات بمئات المليارات فى المنطقة العربية، بل الإضرار بالاقتصاد الألمانى نفسه الذى يعانى من ضغوط كبيرة بعد الخسائر والمساعدات التى قدمتها الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا إلى البنوك والشركات الكبرى التى وصلت لحافة الإفلاس، ثم مساعدة اليونان وبعدها إقرار مشروع إقامة مظلة مالية أوروبية بمبلغ 750 مليار يورو لإنقاذ أى دولة أوروبية يتعرض اقتصادها للانهيار. وتقوم شركة "فيروشتال" التى تواجه الأزمة الحالية بتنفيذ مشروعات ضخمة فى مصر والعالم العربى، وعلى رأسها مشروع لإنتاج أول محطة ضخمة للطاقة الشمسية فى مصر فى إطار الاستراتيجية الأوروبية بعيدة المدى للاستثمار فى مجال استغلال الطاقة فى شمال أفريقيا والعالم العربى لإنتاج الكهرباء ثم نقلها إلى القارة الأوروبية. وقد أقيم المشروع فى مدينة الكريمات وتقع على بعد 100 كم جنوبالقاهرة، وسيتم تنفيذه بالتعاون بين شركة "الألفية للطاقة الشمسية" و"فيروشتال" الألمانيتين. ويتم بناء الألواح المنتجة للطاقة من خلال انعكاس أشعة الشمس بواسطة شركة "فلاجسول" ومقرها فى مدينة كولن الألمانية، وقد طورت فلاجسول ألواح الطاقة الشمسية التى توفر التحكم فى استغلال حقل الطاقة الشمسية، وتعد المسؤولة عن تقديم العناصر الرئيسية المهمة بما فى ذلك عاكس الأشعة الشمسية وأنابيب امتصاص الطاقة. وكان الإعلان عن المشروع قد تم على المستوى الدولى بميزانية تقدر ب250 مليون يورو بنسبة حوالى 30 % من المبلغ المراد استثماره فى مجال الطاقة الشمسية، وستتولى شركة فلاجسول ومجموعة أوراسكوم المصرية تشغيل جزء من المحطة الشمسية لمدة عامين قبل تسليمها إلى مالكى المحطة.