عمرو الليثى: بسم الله الرحمن الرحيم أهلا بكم مساء الخير اليوم أستكمل معكم ملف الأحزاب وتداول السلطة فى مصر فاصل عمرو الليثى: تناولنا فى الحلقة الماضية التجربة السياسية فى مصر منذ عام 1924 وحتى قيام ثورة 23 يوليو عام 52 حيث شهدت تلك الفترة تداول السلطة بصورة كبيرة فلم تكن أى حكومة من الحكومات التى تولت الحكم آن ذاك تعرف الاستقرار بالسلطة وما أعطى الحياة السياسية ثراء لم تعهده سنوات التاريخ المختلفة وذلك رغم أن النظام السياسى الذى كان يحكم مصر فى ذلك الوقت هو النظام الملكى كان الملك يملك ولا يحكم وما سمح بتداول السلطة على مستوى الحكومات فكيف تم إنشاء هيئة التحرير ثم الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى ولماذا قام الرئيس السادات بإنشاء المنابر ثم أعاد الأحزاب للإجابة على تلك التساؤلات تابعونا بعد هذا الفاصل القصير فاصل عمرو الليثى: ما بين الساعة الثانية عشر ليلة 23 يوليو عام 52 عندما قام الضباط الأحرار بحركة الجيش والساعة السادسة من مساء 26 يوليو من نفس العام عندما عزفت الموسيقى السلام الملكى وأطلقت المدفعية 21 طلقة قبل أن تغادر المركب المحروسة ميناء رأس التين وعلى متنها الملك فاروق آخر ملوك مصر بعد تنازله عن العرش هى 90 ساعة وهى أكثر الساعات حسما فى تاريخ مصر الحديث فقد أدت لسقوط عهد بكل مؤسساته ومقوماته وانتهاء تجربة سياسية وسلكت قيادة العهد الجديد طريقا جديدا وخاضت تجربة سياسية مختلفة بدأت فى إطار الشرعية الثورية حيث تحكم الحياة السياسية العلاقة المباشرة ما بين سلطة الثورة وجماهير الشعب من خلال التنظيمات السياسية الشمولية لفترة طويلة فاصل أ / أحمد حمروش : هو طبعا الأحزاب ما كانش من مصلحتها إن يبقى فيه ثورة تقوم بنشاطها ولكن ثورة 23 يوليو فلا فترة انتقال تحمل فيها مجلس القيادة المسئولية عن الحكم فى الفترة دى واستطاع خلال هذه الفترة أن يحرر مصر من الاحتلال البريطانى بالمعاهدة اللى تمت وأن يصدر قانون تحديد ملكية بعد 40 يوم من قيام الثورة وأن يصدر من القرارات ما يجعل ثورة 23 يوليو محل تقدير ويعنى اعتزاز من الشعب المصرى بمجانية التعليم بالرعاية الصحية العدالة الاجتماعية كل الحاجات دى فاصل أ / أحمد حمروش : بعد كده بدأ التفكير فى وضع دستور اللى هو الدستور المؤقت عمل دستور مؤقت ولكن برضه الأحزاب ما أخدتش حظها فى إنها تمارس دورها وبعض قياداتها اعتقل وقدم للتحقيق نتيجة أخطاء كانوا ارتكبوها أو تصرفات قاموا بها فما نقدرش نقول فعلا ثورة يوليو جاءت بالديمقراطية لا هى فعلا أوقفت نشاط الأحزاب د / عاصم الدسوقى : ما هم شايفين الأحزاب كلها تمارس الانتهازية ييجى حزب يحكم أول ما ييجى يحكم مثلا حزب الوفد أول حاجة يعملها إيه يشيل عمد ومشايخ البلاد اللى هم تبع الأحرار الدستوريين ويعين أنصاره يمشى الوفد ييجى الثانى يروح عامل نفس العملية أ / منير فخرى : كان عملية طبيعية لأنه كان يجب على الثورة على حساب شعبية الوفد وكان يجب على الثورة أن تعدم الوفد لكى تمنح لنفسها شرعية وتسحب من الوفد من تحت أرجل الوفد السجادة لتكتسب الشعبية الحقيقة أنا فى تقديرى أن للثورة إيجابيات كثيرة إنما السلبيات أكثر ومن هذه السلبيات القضاء على الحياة الديمقراطية والحياة الحزبية والقضاء على الشرعية الدستورية ذاتها وحكم مصر من خلال التنظيم الواحد الأوحد لمدة أكثر من 30 سنة أ / أحمد عبد الحفيظ: جمال عبد الناصر ثورة بقى لها اتجاه ضد الناس دى ناس ضحت بأرواحها كانت ممكن تموت لو انكشفت تموت طب ليه يعمل كده عشان يجيب الوفد وهم مش وفديين ولا أعضاء فى حزب الوفد أ / مصطفى الطويل : يعنى لم يكن فى نية الثورة فى ذلك الوقت أن تعود مرة أخرى كجيش إلى ثكناته كما كان يجب أن يكون فتمسكوا بالحكم ويعنى مش عايزين أى حاجة اسمها حياة سياسية يعنى الحياة السياسية دية وأحزاب ورئيس حكومة وله سلطات فكان لابد إنهم يغيروا الدستور القائم اللى هو كان 23 فى ذلك الوقت فاصل عمرو الليثى: فى أقل من عام على حركة الجيش تم إسدال الستارعلى أول تجربة سياسية حزبية عاشتها مصر فتم إلغاء دستور 23 الذى جاء عقب ثورة 1919 والذى ظلت الجماهير والأحزاب تناضل من أجل بقائه طوال 27 عاما ومع ذلك لم يعترض الشعب المصرى على إلغاء الدستور بل خرجت الجماهير ترحب بإلغائه د / عاطف البنا : لا أستطيع أن أقول رحب ولا رفض جاء نظام جديد ويحكم ومعه القوة وبدأ ينادى بإعلان مطالب شعبية القضاء على الإقطاع ، إقامة جيش قوى ، إقامة حياة ديمقراطية سليمة وهكذا من مبادئ وابتدى يدخل فى معارك وابتدى يدخل فى عملية إصلاح زراعى إلى آخره د / عاصم الدسوقى: أنا قمت بدأت بثورة ضد الملك وعزلت الملك هل مطلوب إن أنا أوافق على دستور بيقول أن نظام الحكم فى مصر ملكى أ / مصطفى الطويل : طبعا دستور 23 كان بيرقى للحريات وكان يعنى بيطبق الديمقراطية تطبيقا سليما يعنى نظام ملكى برلمانى يعنى زى الرياسة البرلمانى بالضبط احنا النهاردة بنطالب بنظام رياسى برلمانى بمعنى إن رئيس الدولة يكون رمز للدولة أو رمز للبلد ولازم يتولى الحكم هو رئيس الحكومة لازم يأتى بالانتخاب الحر المباشر وهو الذى يحكم بيبقى من هنا جاءت الكلمة المعروفة إن الشعب مصدر السلطة أ / أحمد عبد الحفيظ: دستور 23 ده الناس بتتكلم فيه لإنها عايزة تعمل حاجة دستور 23 ده عمله الاستعمار وبجلاء الاستعمار وبتغيير النظام الدستور ما بقاش له قيمة يبقى به دستور 23 هو مش الدستور ده بيعبر عن نظام سياسى إذا كان النظام السياسى انهار يقعد ليه الدستور فاصل عمرو الليثى: فى 13 يناير عام 1953 تم تشكيل لجنة لوضع دستور جديد وفى 18 يناير من نفس العام صدر مرسوم بقرار حل الأحزاب السياسية ومصادرة أموالها د / عاصم الدسوقى: لإنها أحزاب أولا ما هياش جماهيرية لإنها كلها أحزاب صفراء بتاعت الملاك ملاك الأراضى الزراعية وأصحاب المشاريع التجارية والصناعية الأحزاب الشعبية ما لهاش أى دور فى البرلمان ما لهاش أحزاب زى الإخوان المسلمين مش أحزاب مش حزب إسمه جماعة فهنلاقى إن الأحزاب كلها أحزاب صفراء اجتماعية موجودة بتتصارع على كرسى الحكم أ / أحمد عبد الحفيظ: هى كانت مرحلة فى الصراع السياسى الأحزاب لما الثورة ما لقتش استجابة لقانون الإصلاح الزراعى مع الأحزاب أعتقد إنها كانت مناورة سياسية عشان تضعف الأحزاب خلاص ما بقاش فيه أمل فى الأحزاب وده طبيعى جزء طبيعى فى الصراع السياسى أ / مصطفى الطويل: كان الرئيس عبد الناصر عايز يعمل قانون الإصلاح الزراعى فطلب من الوفد سواء كان فؤاد سراج الدين أو غيره أنا مش متذكر مين إن هم يؤيدوا هذا القانون ويعنى يعملوا على تنفيذه ما يظهروش أى نوع من أنواع عدم الموافقة إنما فؤاد باشا لما عرض الأمر على الزعيم الراحل مصطفى النحاس وعلى الهيئة الوفدية فى ذلك الوقت رؤوا إن قانون الإصلاح الزراعى ده هيؤدى إلى تفتيت الرقعة الزراعية فى مصر وقالوا إن الحل الأمثل لهذا الموضوع إن احنا نقول من النهاردة يعنى أيا كان هذا اليوم فى ذلك الوقت لا يجوز لأى شخص أن يمتلك أكثر من 200 فدان إنما الملكيات القديمة دى تظل كما هى وهى هتتفتت مع الوقت بالنسبة لكل من يتوفى تؤول إلى ورثته فهتبقى حتت حتت حتت فالمسألة تمشى بهدوء كده بدلا من إن هى تقطع د / عاطف البنا: غير صحيح إن الوفد رفض قانون الإصلاح الزراعى أولا من ناحية القوانين اللى فيها تحقيق مطالب شعبية وعمالية بدأت فى نظارات الوفد من قبل الثورة قانون العمال وفيه تحديد الأجور وساعات العمل والتأمينات وإلى آخره ، قانون التأمينات الاجتماعية فؤاد سراج الدين فى الفترة الأخيرة كان وزير مالية هو اللى عمل مسائل متعلقة بضريبة تصاعدية طالب بإن بدل الإصلاح الزراعى نعمل ضريبة تصاعدية على الملاك إنما الوفد وفؤاد سراج الدين لم يعارض ولم يكن فى ذهن الثورة إنهم يسلموا الحكم للوفد أو غيره أ / أحمد حمروش: مفيش شك إن الوفد لو كان قبل قرارات الثورة وبتاع كان بقى أكثر اقترابا من الثورة لأن جمال عبد الناصر ما كانش معادى للسياسة الوفدية لأنها كانت السياسة الشعبية المعبرة عن إرادة الشعب وأنا أذكر إن جمال عبد الناصر فى لقاء فى منزلنا فى اسكندرية قبل الثورة كان يدافع عن الدور اللى بتقوم به الحكومة الوفدية لمساندة الفدائيين اللى بيحاربوا الجنود الانجليز فى قناة السويس فاصل د / عاطف البنا: فى تقديرى أنا يعنى إن المسألة كان مقصود بها بعض قيادات سياسية كبيرة أرادت أن تعزلها وقيادات سياسية كبيرة وتحظى بشعبية ضخمة منها النحاس باشا يعنى هم قالوا الثورة جاءت تطهر الأحزاب تعيد تشكيل نفسها وحزب الوفد تقدم بالأسماء ووضع النحاس باشا على رأس الأسماء الضغوط وكده حاطوه كرئيس شرفى وغيره بتوع الثورة رفضوا وبتوع الوفد رفضوا وكانت المسألة إيه بقى أ / أحمد عبد الحفيظ: الأحزاب كان فيها فساد كبير فلما قالوا الأحزاب تطور نفسها بقى الصراعات داخل كل حزب تحت عنوان التطهير ازداد انهيار الأحزاب هى كانت منهارة أصلا قبل الثورة فلما جاؤوا يدخلوا فى التطهير هى لو مش أحزاب منهارة تقول لا مفيش تطهير ونشوف إيه المفاهيم وترفض إنما هى أحزاب منهارة وبدؤوا يجروا وراء الثوار وكل واحد بدأ يشوف نفسه ويبص للثورة هتعمل له إيه أو هتتعامل معاه إزاى فكانت أحزاب متداعية ده الوفد يعنى قاوم سكة إن النحاس يسيب الحزب لاشك إن كان فيه مقاومة لكنها كانت مقاومة ضعيفة لكنها تتفق مع إنه كان لازم يتمسك بالنحاس ويقول لا رئيس شرفى ولا حاجة ده احنا النحاس يا مفيش وفد د / عاطف البنا: الأحزاب تعاد تشكيلها و الحزب اللى يمثل قوة كبيرة يفقد حزب الوفد والنحاس باشا شخصيا إلى أن مات سنة 65 يعنى بعد الثورة ب 13 سنة هى شخصية وطنية وقومية يعنى لا غبار عليها فهى الرغبة فى إبعاد القيادة فحصل الصدام فاصل أ / مصطفى الطويل : السبب الرئيس فى حل الأحزاب السياسية بعد قيام الثورة هو رغبة الثورة فى الاستمرار فى الحكم دون أى منافسة فى الأحزاب السياسية فالثورة تحججت إن هى طلبت من الأحزاب السياسية إن هى تطهر نفسها وإن الأحزاب السياسية لم تتجه ده الكلام المعلن لم تستجب إلى طلب التطهير فبعد كده هم رأوا حل الأحزاب السياسية وحصل فى الفترة دى برضه للعلم يعنى محاكمات كثيرة للأشخاص اللى هم رأوا إن هم فاسدين أو مفسدين للحياة السياسية فيما قبل الثورة بإن أميرهم كان الأستاذ إبراهيم عبد الهادى كان رئيس الحكومة فى ذلك الوقت وفؤاد سراج الدين أ / منير فخرى: ثورة 23 يوليو جنت وتجنت على الوفد وزعماء الوفد سواء بتشويه صورة الوفد من خلال الأجهزة الإعلامية التى سيطرت عليها فشوهت صورة الوفد وصورت الوفد على أنه حزب الإقطاعيين بينما واقع الحال لم يكن الأمر كذلك فصورت الوفد على أنه الحزب الذى تحالف مع الاستعمار بينما كان الوفد هو حامل لواء الحركة الوطنية المصرية وحامل لواء الكفاح من أجل الاستقلال ثم الحقيقة نكلت لزعماء الوفد وأدخلتهم السجون وحاكمتهم فى محاكمات ظالمة وحكمت عليهم بالظلم سواء كان من محكمة الثورة أو من محكمة الغزو أ / مصطفى الطويل: هو كان الاتهام الأصلى إن فؤاد سراج الدين كان بيهادن الملك وبيهادن الثرايا وكان هو بيطمع إن هو يخلف مصطفى النحاس فى المستقبل يعنى المهم يعنى حوكم فؤاد سراج الدين وحكم عليه بالمؤبد وعبد الهادى حكم عليه بالإعدام وطبعا ما اتنفذش حكم الإعدام زى ما قلنا وبالنسبة لفؤاد باشا قعد بتاع يمكن سنتين وللا حاجة ويمكن أقل وأفرج عنهم سياسيا وقعدوا فى بيوتهم وحددوا إقامتهم فى البيوت فضل الوضع ده بقى يعنى قائم وكل ما كان تتوتر الأمور السياسية فى مصر كان على طول الثورة تبعت تعتقل اللى هم الجماعة السياسيين فاصل عبارة عن جزء من إحدى خطب الرئيس جمال عبد الناصر عن حماية الثورة السياسية ومحكمة الثورة ضد الأحزاب أ / أحمد عبد الحفيظ: ثورة بقى وداخلة فى نظام جديد واكشتفوا من قبل الثورة ومن بعد الثورة اكتشفوا إن الأحزاب ما لهاش لازمة وبقى فيه كلام على مستوى العالم كله إن الليبرالية والأحزاب خدعة كبيرة لا تؤدى لشئ وإن 30 سنة من الأحزاب لم تؤدى إلى خروج الانجليز ولا للجلاء ولا لأى حاجة أدت بالعكس للفساد فالشئ الطبيعى كده الشئ الطبيعى إن مع انتشار الثقافة الشيوعية مع ظهور هتلر وموسولينى كان كله كدب الجيل ده كله من الحركة الوطنية بدأ يفقد الثقة فى الليبرالية وفى الأحزاب سواء المدنيين منهم أو العسكريين أ / مصطفى الطويل: اتحلت الأحزاب بقى اتصادرت أموالها مش بس أموالها ده أموال أعضاءها كمان يعنى فؤاد باشا إتصادرت أمواله كلها كل رجال السياسة القدامى تم مصادرة أموالهم وممتلكاتهم وكانوا بيدوا لهم الحقيقة يعنى زى مرتب أو معاش أو سميه زى ما تسميه حاجة فى منتهى الغرابة يعنى كانوا بيدوهم 50 جنيه أو 60 جنيه فى الشهر صحيح الجنيه كان جنيه وقتها إنما برضه بالنسبة لواحد زى فؤاد سراج الدين أو زى إبراهيم عبد الهادى أو الناس اللى يعنى كان لها دور كبير ولها يعنى خدامين ولها بيوت ولها سواقين ولهم كذا كان طبعا لا يمكن مواجهة الحياة بهذا المبدأ وقد ترتب على كده عاشوا إزاى طيب بدؤوا يبيعوا فى حاجة بيوتهم وصيغات زوجاتهم وحاجات زى كده أ / أحمد عبد الحفيظ: ما هى أموال الأحزاب دى خلاص أموال عامة أمال هتروح فين إذا اتحل ما هو لو اتحل أى حزب لابد أن تؤول أمواله للملكية العامة أمال تؤول لمين يعنى دلوقتى لو حلوا حزب أمواله تروح فين دى أموال عامة فاصل أ / منير فخرى: الإخوان لم يعنى جماعة الإخوان المسلمين ما اتحلتش سنة 53 معنا ولم تصادر أموالهم لأن كان فيه شهر عسل ما بين الضباط الأحرار وحركة الإخوان المسلمين د / عاطف البنا: هو كان فيه تعاون معهم وتجد الإخوان لأنه رجال الثورة تبنوا مبادئ الحركة الوطنية السابقة اللى كان على رأسها الوفد والإخوان ومصر الفتاة وهكذا تولوا مبادئ الحركة الوطنية واختلفوا مع الأحزاب لما حصل قولة تطهر الأحزاب لا ما أطهروش إلى آخره واختلفت مع رجال الأحزاب وبعد ذلك فحلت الأحزاب كان الإخوان متعاونين معهم أ / أحمد حمروش: لا هم طبعا الإخوان المسلمين نظرا لصلتهم السابقة مع بعض الضباط الأحرار ومع الضباط اللى كانوا موجودين فى الثورة لم يتخذ منها إجراء مثل بقية الأحزاب يعنى ما اتحلتش فبقيت وده اللى إدى لها أمل أو محاولة لكى تبقى فى السلطة زى أزمة 54 أ / منير فخرى: أنا أعتقد إنه فى تقديرى وفى رأى الوفد أنه كان خطئا كبيرا فى تأمين الحراك السياسى المصرى كان مفيش شك الحياة السياسية المصرية فى حاجة إلى إصلاح مفيش شك دستور 23 فى حد ذاته الدستور الرائع الذى طالب به أو طالبت به الحركة الوطنية السياسية وتمسكت به الحركة الوطنية المصرية وحركة الشباب سنة 1935 كان فى حاجة إلى الإصلاح لأنه منح للملك أو لرئيس الدولة حق إقالة الوزارة وفى نفس الوقت حق حل البرلمان أعتقد إن ده كان غلط وإدى لرئيس الدولة حق أن يطغى على الحياة السياسية المصرية وهو ما فعله الملك فاروق وكان يجب إصلاح وتعديل هذا الدستور إنما الحقيقة إلغاء الأحزاب ومصادرة أملاك هذه الأحزاب وحكم مصر من خلال تنظيم واحد هو الاتحاد الاشتراكى وما قبله الاتحاد القومى وما قبله هيئة التحرير الحقيقة أضاع على مصر فرص كثيرة وأضاع على شعب مصر فرص كثيرة فاصل عمرو الليثى: فى يوم 22 يناير عام 53 تم الإعلان عن إنشاء هيئة التحرير كمجمع وطنى للعهد الجديد وليس كحزب سياسى وكان شعاره الاتحاد والنظام والعمل وتم تعيين جمال عبد الناصر سكرتيرا عاما لهيئة التحرير د / عاطف البنا: هو عبد الناصر أراد أن يقيم بعد إلغاء الأحزاب عشان يستمر ويستطيع أن يقوم بما يريد أن يقوم به من أعمال يجب أن يكون هناك تنظيم شعبى معه فالتنظيم الشعبى وجد فى صورة التنظيم الوحيد فى صورة هيئة التحرير د / عاصم الدسوقى : عهد إلغاء الأحزاب المصرية فى 17 يناير سنة 53 بدأ مجلس قيادة الثورة يفكر فى إيجاد بديل لاستيعاب الشباب أو القوى السياسية التى كانت منتمية للأحزاب وجاءت فكرة هيئة التحرير فاصل عبارة عن لقطات لاحتفال حضره جمال عبد الناصر وأعلن فيها الرئيس محمد نجيب قيام هيئة التحرير د / عاصم الدسوقى: هيئة التحرير بتمثل تنظيم سياسى واحد له أيضا قواعد فى مختلف البلاد المراكز ، القرى ، المدن وحدات الإنتاج وقتها وطبعا وقتها ما كانش فيه قطاع عام إنما كل اللى موجود حكومة والشركات كلها بعيدة عن مثل هذه الأمور حيث لم تكن الشركات تسمح لأبنائها إن هم يعملوا بالسياسة أو ينتموا لأى حزب من الأحزاب إذا كان فيهم حد بينتمى لحزب ده كان بيبقى حالة خاصة فهيئة التحرير إذن الإسم بتاعها واضح فكرة هيئة التحرير يعنى بتسكمل تحرير الأرض وقتها طبعا كان مجلس قيادة الثورة بدأ يدخل فى المفاوضات مع الانجليز عشان كده اسم التنظيم السياسى كان اسمه هيئة التحرير يعنى استكمال مشوار تحرير البلد من الانجليز تحقيقا لموضوع الاستقلال فيأتى التحرير لما نيجى ندور إيه العناصر اللى هم هيدخلوا أى حد من الوحدات السياسية اللى موجودة فى المراكز وفى الحارات وفى القرى وفى المدن وكل شعارها إيه هو التحرير احنا ما عندناش هدف غير إخراج الانجليز فاصل لقطات من مشاهد الاحتفال بهيئة التحرير د / عاصم الدسوقى: هيئة التحرير استقت شعار لها الاتحاد .. النظام .. العمل وطبعا الأدبيات المصرية حتى الأغانى فى مصر وقتها كانت بتردد هذا الشعار الاتحاد والنظام والعمل وله معنى الاتحاد يعنى كلنا متحدون لا فرق بين غنى وفقير عن الفلاح موظف وغير الموظف كده أهل المدينة وأهل القرية الجميع كلنا متحدون الاتحاد ، النظام يبقى فيه نظام ده معنى العمل نعمل ، نعمل من أجل الانتاج والعمل من أجل الانتاج معناه زيادة للدخل بيقى فيه مردود من هذا العمل واضح الاتحاد النظام العمل فاصل لقطات مشهد افتتاح هيئة التحرير أ / أحمد عبد الحفيظ: الشعب راح مع هيئة التحرير وساب الأحزاب لما اتضح له إن جمال عبدالناصر بقى قائد الحركة الوطنية التى تمثل هذا الشعب وإنه يحل محل النحاس وسعد زغلول والوفد زى ما هم حلوا محل مصطفى كامل ومحمد فريد وزى ما مصطفى كامل ومحمد فريد حلوا محل عرابى فاصل عمرو الليثى : فى 10 فبراير عام 1953 صدر إعلان دستور باسم القائد العام للقوات المسلحة وقائد ثورة الجيش لفترة انتقالية تحددت ب3 سنوات تبدأ من يوم 18 يونيو عام 1953 فتقرر إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وتولى اللواء أركان حرب محمد نجيب رئاسة الجمهورية فاصل د / عاصم الدسوقى: ليه اتلغت الملكية فى التاريخ ده وأعلنت الجمهورية فى 18 يوليو سنة 53 لأنه أثناء التفاوض مع الانجليز كان هناك محاولات إنجليزية مع أمريكية لإعادة الملكية لمصر وتنتهى كل بقى المسائل اللى هم شغالين فيها دلوقتى هم المعاكسات للانجليز لإخراجهم من البلد ورفض الدخول للأحلاف المعادية للاتحاد السوفيتى إنما فى نفس الفترة دى كمان فى مايو 53 جاء جون فالاس وزير الخارجية الأمريكى اللى هو كان وقتها آيزنهاور جاء يعرض على جمال عبد الناصر وقابله فى الوقت ده يعرض فكرة منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط فسأله عبد الناصر سؤال بسيط يعنى قال له طب الدفاع عن الشرق الأوسط ضد من قال له ضد الشيوعية قال له لا يوجد خطر على الشرق الأوسط من الشيوعية إذا كان فيه خطر على الشرق الأوسط يبقى من إسرائيل هنا كمان هم انتبهوا للفكرة دى الله يعنى انت إذن معادى لإسرائيل ده المعنى على طول فإذن الحالة انت قاعد بتتفاوض وفيه شغل بيترتب ضدك دون أن تدري وطبعا فيه معلومات كانت تيجى للقيادة دية كان قبل حتى ما يتكون جهاز مخابرات قوى للبلد تجى لهم أخبار بأى شكل من الأشكال فاتعرف إن فيه محاولة لإعادة الملكية أمام كل ده تم إعلان الجمهورية فاصل عبارة عن الخطاب الذى أعلن فيه إعلان مصر كجمهورية وإلغاء الملكية أغنية فريد الأطرش لمحمد نجيب د / عاطف البنا: فى 54 لما حلوا الأحزاب وغيره وأخرجوا كانوا واضعين على رأس الثورة محمد نجيب عزلوا محمد نجيب الدنيا هاصت ، هاصت القوى المختلفة والصحف وطلعت إضرابات و إلى آخره فاضطروا بعدها بشهر يرجعوا محمد نجيب ومحمد نجيب كان يطالب بحياة ديمقراطية سليمة بالأحزاب وعمل انتخابات حرة وإلى آخره حصل انقلاب حتى فى داخل ضباط الثورة وجمعوا خلافات شديدة فى ذلك الوقت واحد زى خالد محى الدين انضم إلى محمد نجيب وأبعد بعدها أبعد خالد محى الدين بدعوى إنه يروح لندن وإلى آخره واضطروا إنهم يعيدوا محمد نجيب لما القوى السياسية كلها طالبت بعودته أ / أحمد عبد الحفيظ: محمد نجيب أصلا راجل كان حريص على الحكم يعنى هو طبعا عمل دور وطنى كبير أسهم فى نجاح الثورة دى حاجة هو غريب عنها وطلع فيها بعد كده دى الحقيقة بتاعت محمد نجيب وراح يتحالف مع الأحزاب ومع الإخوان ضد الثورة ضد زمايله فى الثورة عشان يحكم هو فهم ما قبلوش منه كده فاصل عمرو الليثى: فى تلك الفترة بدأ الخلاف ينشب بين الثورة وجماعة الإخوان المسلمين د / عاصم الدسوقى: فى 53 من أول لما جاء هو يشكل الوزارة رئيس وزارة ونجيب رئيس جمهورية فى الأول قالوا له إيه لا احنا مش عايزين نشترك فى المظاهرة أمال إيه قال لهم انتوا أى حاجة هتقرروها قبل ما تقرروها إبعوتها لنا هنا نراجعها فعبد الناصر قالهم دى مش ثورة بقى فرفض فراحوا بعتوا له الأسماء دى اللى هو قنطرها أ / أحمد عبد الحفيظ: الإخوان كانوا عاوزين حاجة وعبد الناصر كان عاوز حاجة ثانية عاوزين يسيطروا وهم اللى يدوا القرار وهم اللى يقولوا الإسلام إيه وعبد الناصر يلتزم وعبد الناصر مش كده من الأول وإلا كان قعد معاهم فى تنظيمهم من الأول وإلا كان بقى أحسن له الوفد د / عاصم الدسوقى: جاءت المواجهة الثانية فى فبراير سنة 54 كانوا بيحتفلوا بيوم الحب العالمى بتاع فبراير وفى الجامعة والإخوان كانوا موجودين فى اجتماعات الطلاب الجامعية دية ومعاهم واحد من تنظيم فدائيات الإسلام بتاع إيران ومسكوا المايكروفون ونزلوا بقى إيه ضغط على الثورة تسقط الثورة تحيا الحرية والكلام ده كله وكانوا بيتكلموا باسم محمد نجيب ما قالوش محمد نجيب بس إيه محمد نجيب كان بيتكلم على عودة الأحزاب ورجوع الجيش للثكنات والكلام ده كله فهم بيقولوا هذا الكلام وخرجوا من الجامعة راحوا إلى عابدين مين بقى كان فى عابدين واقف فى الشرفة محمد نجيب وعبد الناصر واقف معاه وشايف راح محمد نجيب شاور لعبد القادر عودة اللى هو القطب وإخوانى شاور له وراح موقفه جنبه فى قصر عابدين عبد الناصر شايف الكلام ده كله وبيغلى بعد ما خلص الموقف بعدها بيوم سافر نجيب السودان عشان يحضر اجتماع تأسيسى للدستور للبرلمان عشان تمهيدا إن السودان تبقى دولة مستقلة كده فراح محمد نجيب من هنا وأخد معاه خالد محى الدين فى الرحلة دى عبد الناصر راح ثانى يوم معتقل كل اللى كانوا مشتركين واقفة عابدين دى أغلبهم كان من الإخوان وجزء كان من الشيوعيين رجع نجيب من الرحلة ولقى إيه الموقف ده بدأت بقى أزمة مارس سنة 54 أ / أحمد حمروش: هم قرروا إنهم يكتروا من محمد نجيب وحاولوا إنهم يصلوا إلى السلطة عن طريق الخلاف بينه أو إيقاع الخلاف بينه وبين مجلس قيادة الثورة أ / منير فخرى: وفى الواقع أن الضباط الأحرار استغلوا حالة الإخوان المسلمين لكى يثبتوا أقدامهم فى الحكم ما بين سنة 53 وسنة 54 إلى أن حدث حادث المنشية الشهير حيث يعنى حصل اعتداء على حياة جمال عبد الناصر أثناء ما كان بيخطب فى حادث المنشية الإخوان المسلمين بيقولوا إنه كان حادث مفرق أ / أحمد حمروش: هذا كذب وافتراء ولا يمكن أن يدبر إنسان محاولة لاغتياله لاغتيال نفسه لأن كان فيه واحد محامى سودانى كان موجود فى الشرفة وأصيب ده معقول وأنا شفت جمال عبد الناصر ثانى يوم فى الاستراحة اللى فى استانلى وكان فى غاية الأسى إنه توجه له ضربة نار من مصر لا فاصل عبارة عن التسجيل الصوتى للرئيس عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية وأغنية أم كلثوم بمناسبة نجاة عبد الناصر المنشية د / عاصم الدسوقى: طبعا ضربوه بالنار طبعا ما هى المسألة خلاص بقى انتهت الموضوع وللعلم مباحث الدولة عرفت بالموضوع ده الأخبار عرفت إن فيه ناس هيتم حوالى 20 واحد منهم حد مكلف بإطلاق رصاص على عبد الناصر بس هو مين مش عارفين فراحوا خدوا المعلومة دية وقالوا بها لعبد الناصر نصحوه الأول بلاش اسكندرية هو كان رايح يقول الخطاب فى اسكندرية بتاع الاحتفال بالتصديق على المعاهدة كان فى أكتوبر بقى 26 المعاهدة صدق عليها 16 أكتوبر 54 وتقرر 26 يعمل الاحتفالية دى قالوا له بلاش تروح المنشية قال لهم لا أروح ما دام اتفقنا طب ما نعتقل هؤلاء الناس قال لهم يعنى أنا دلوقتى الأسماء دية اللى هى مرشحة للجماعة دول دولة لو احنا حطينا لكل إسم متوسط عيلة من 5 كانوا بيطالبوه بفصلهم من وظائفهم مش اعتقالهم فصلهم من وظائفهم فلما يفصلوا من وظائفهم ينشغلوا بلقمة العيش بدل ما ينشغلوا بالسياسة فقال لهم دلوقتى علشان 100 واحد من الإخوان دولة اللى موجودين فى الحكومة المختلفة لو حطيت أنا 5 بس متوسط عيلة راجل وزوجته وأولاد 3 يبقى أنا هضر عدد كبير من الناس لا أنا هروح وراح هناك فى اسكندرية وحصل اللى حصل وهم معترفين بهذا فيه ناس كتبت رسائل وقابلت الناس قال لك دى فرصة ضاعت مننا فرصة راحت باعتراف التلمسانى أ / أحمد عبد الحفيظ: ولا يمكن إن حاكم عاقل يدى لواحد رصاص حى عشان يضربه خصوصا إن الواحد ده أصلا إخوان مسلمين يعنى حتى ممكن يطلع بطل على حساب جمال عبد الناصر ويضربه ضربة حقيقية ويرجع للإخوان المسلمين يبقى البطل اللى خصلهم من الراجل اللى خدعهم أ / منير فخرى: أو نتيجة لهذا الحدث تم إلغاء أو وقف عمل الجماعة جماعة الإخوان المسلمين وتم محاكمة الذين اتهموا بالاشتراك فى محاولة قتل عبد الناصر ثم التنكيل بإدخالهم فى الواقع السجون والمعتقلات عمرو الليثى: بعد قيام ثورة 23 يوليو وتحول مصر للنظام الجمهورى وتولى رئاسة الجمهورية من خلال السيد محمد نجيب ثم الرئيس جمال عبد الناصر وصدر مشروع الدستور الذى وضعه المستشار محمد فهمى السيد وطرح للاستفتاء العام وقد حدد الدستور العلاقة بين سلطات مصر واعتبر أن مصر جمهورية لا هى رئاسية ولا هى برلمانية ولكنها خليط من الاثنين تعلو فيها السلطة التنفيذية على كل السلطات وتقود كل السلطات فاصل عبارة عن لقطات من خطاب جمال عبد الناصر لإعلان دستور 56 أ / أحمد عبد الحفيظ: ما خلاص بقى نظام ثورة يوليو استقر وكان لازم يعمل لنفسه الأبعاد الدستورية عمل دستور 56 كان دستور مؤقت د / عاطف البنا: دستور 56 فى عهد عبد الناصر وهو دستور يميل إلى حكم السلطات كلها تقريبا فى يد رئيس الدولة ده بنصوص الدستور :" مفيش فصل بين السلطة " ، " مفيش برلمان يقعد حكومة ويسحب الثقة منها " وكل هذا غير موجود ورئيس الدولة له سلطات فى الدستور 56 واسعة جدا فى الدستور وفى الواقع أوسع وأوسع الدستور بتاع 56 كان بيحافظ على السلطات للريس وبشخصية الرئيس شخصية عبد الناصر ودوره و إلى آخره بدأت السلطات تبقى مطلقة فاصل إعلان القائي مقام أنور السادات لمواد الدستور د / عاطف البنا: طبعا هو بقى دستور 56 أنهى حكم ما يسمى مجلس قيادة الثورة والحاجات دى ويبقى نظام بقى ديمقراطى حسب ما أقره الدستور ويبقى فيه برلمان مكون من مجلس الأمة إنما السلطات الواضحة فى الدستور السلطة التنفيذية وبالذات رئيس الجمهورية فاصل لقطات للرئيس جمال عبد الناصر عمرو الليثى: انتهى شهر العسل بين الإخوان والثورة فى عام 54 فكيف كان يتم تداول السلطة فى مصر فى ظل غياب الأحزاب الإجابة على هذه التساؤلات تابعونا فى الحلقة القادمة إن شاء الله