أكد الرئيس حسنى مبارك الاحد على عمق العلاقات المصرية الصينية باعتبارها علاقات استراتيجية، مشددا على أهمية التعاون المشترك بين البلدين فى كافة المجالات. صرح بذلك صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى عقب استقبال الرئيس مبارك للسيد وانج قانج عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الإستشارى السياسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وقال الشريف أن الضيف نقل للرئيس مبارك تحيات الرئيس الصينى وتهنئته وقيادات الحزب الصينى لسيادته بسلامة العودة الى ارض الوطن بصحة كاملة. وفي لقاء منفصل، استقبل الرئيس مبارك الأحد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي. وأكد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى على عمق العلاقات المصرية الصينية وخاصة العلاقات بين الحزب الوطنى الديمقراطى والحزب الشيوعى الصينى الذى تربطهما علاقات وطيدة ودائما وتنسيق مستمر اتجاه كافة القضايا خاصة فى ظل المتغيرات العالمية السياسية الاقتصادية والاجتماعية. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الموسعة بين صفوت الشريف ووفد الحزب الوطنى مع وانج قانج عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى الذى يزور مصر حاليا يرافقة وفدا حزبى على مستوى عالى. وتم خلالها بحث سبل دعم وتطوير العلاقات بين الحزب الوطنى الديمقراطى والحزب الشيوعى الصينى والتباحث حول مختلف قضايا التعاون المشترك والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقد تحدث الشريف عن العلاقات الاستراتيجية الوثيقة التى تربط مصر والصين والحزبين الحاكمين بهما مشيرا بأن الحزب الوطنى يتطلع الى تدعيم هذه العلاقات بما ينعكس بالإيجاب على الشعبين الصديقين فى كل من مصر والصين. وأكد الشريف خلال اللقاء على أهمية القضية الفلسطينية وانها مفتاح الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وعلى ضرورة وأهمية توحيد الفصائل الفلسطينية وإنهاء الحصار الاسرائيلى لقطاع غزة .. كما أكد ان قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح يعد خطوة حيوية لها أبعادها الاستراتيجية وتهدف إلى التخفيف عن أبناء قطاع غزه من الفلسطينيين. وأشار إلى أهمية التعاون والتنسيق بين مصر والصين من جانب والصين وأفريقيا من جانب آخر وضرورة ان يكون هناك تنسيق بالكامل فى هذا المجال.. كما أشار إلى أهمية الزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والصينى بهدف دعم وتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين والتعرف على تجربة كل منهما فى التنمية والتطور والتقدم فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية. وقال الشريف إننا نسعى إلى أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خاليه من أسلحة الدمار الشامل وكذلك الحصول على الدعم لمصر فى المشاركة فى مجموعة العشرين بالإضافة إلى العمل على تعزيز نتائج منتدى التعاون الصينى الافريقى ومواصلة هذا التعاون وضرورة تحقيق التوازن التجارى بين مصر والصين. من جانبه أعرب وانج قانج عن سعادته بزيارة مصر بدعوى من الحزب الوطنى الديمقراطى وسعادته أيضا بلقاء الرئيس حسنى مبارك صباح اليوم مشيرا إلى أن الجانب الصينى يولى هذه الزيارة اهتماما بالغا حيث تعتبر الصين مصر الشريك الاستراتيجى الأهم فى العالم العربى وأفريقيا والدول النامية ورغبتها فى تدعيم التعاون معها فى كافة المجالات. وقال قانج إن الحزب الشيوعى الصينى لدية الرغبة فى تدعيم التعاون العملى ورفع مستوى آلية تبادل الزيارات مع الحزب الوطنى الديمقراطى وتوسيع قنوات الاتصال بما يخدم العلاقات الحزبية ومصلحة الشعبين.. وأشار إلى ضرورة تعزيز الحوار وتحقيق المصلحة المشتركة فى ظل الأوضاع الدولية المتغيرة والمعقدة وبحث تبادل الرأى حول مختلفة القضايا ذات الاهتمام المشترك لدفع التعاون الاستراتيجى بين مصر والصين أصحاب الحضارة الضاربة فى أعمال التاريخ والصداقة القائمة بينهما منذ اكثر من 50 عاما. وعبر الضيف الصينى عن تقديرة للدعم المصرى القيم للصين بشأن القضايا المتعلقة بتايوان ومنطقة التبت مؤكدا أن الحزبين الوطنى والشيوعى الصينى يحتفظان بالتنسيق والتشاور فى اطار منتدى التعاون الصينى العربى والصينى الافريقى وتعميق الصداقة الإستراتيجية ودفع التعاون إلى الأمام. وأكد المسئول الصينى ان العلاقات بين الحزب الوطنى والحزب الشيوعى الصينى قد شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين الحزبين.. وطرح عدة نقاط لتطوير العلاقات بينهما أولهما .. تعزيز الزيارات ورفع مستوى تبادلها بين الجانبين وتعزيز الحوار الاستراتيجى بينهما وعقد ندوة للتعاون بين الحزبين بشكل منتظم كل عامين مقترحا عقد دورتها الاولى فى بكين نهاية العام. وأكد المسئول الصينى ان مصر تتمتع بالاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادى والاجتماعى تحت قيادة الرئيس حسنى مبارك وانها قد تمكنت من مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل سليم وحافظت على معدلات نموها الاقتصادى وفى نفس الوقت لعبت دورا حيويا على الساحتين الدوليه والاقليمية وتساهم فى تسوية القضايا الاقليمية وتعزيز التضامن بين الدول العربية والحفاظ على الامن والاستقرار فى المنطقة وفى افريقيا. وقد ناقش الطرفان موضوع التنسيق بشأن العلاقة بين دول حوض وادى النيل والحرص على أهمية التوصل الى اتفاق يضم كل دول حوض النيل دول استبعاد اى طرف بما يحقق المصالح المشتركة بين هذه الدول بهدف التنمية والارتقاء بمستوى المعيشة. كما أكد رئيس الوفد الصينى على موقف بلاده الذى عبر عنه رئيس مجلس الوزراء الصينى على هامش قمة الصين أفريقيا شهر نوفمبر الماضى بعدم مساعدة الصين فى اى مشروعات تؤثر على حصة مصر المائية كما أشار إلى أن هذا الموقف ثابت دون تغيير وذلك خلال المناقشات التى شارك فيها الأمناء المساعدون للحزب الوطنى والدكتور محمود محى الدين عضو الأمانة العامة وزير الاستثمار وأعضاء الوفد الصينى. وقد عرض الأمناء المساعدون للحزب تجربة الحزب فى الإصلاح السياسى والذى بدء بطرح رؤية جديده للحزب عام 2002 وما تلا ذلك من إصلاحات تشريعية ودستورية تجعل هناك تنافسا بين الأحزاب فى الانتخابات التشريعية والرئاسية وكذلك تطوير التنظيم الحزبى منذ إطلاق فكر جديد عام 2002. كما استعرض الدكتور محمود محى الدين وزير الاستثمار عددا من المحاور التى تساهم فى تطوير وتدعيم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والصين ودعوته بالشركات الصينية لزيادة استثماراتها فى مصر واوجه التعاون التى تشهدها هذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة. وقد اتفقت وجهة نظر الجانبان فيما يتعلق بالقضايا السياسية الرئيسية وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكذلك القضايا الأفريقية وضرورة تدعيم التعاون الثنائى على المستوى السياسى والاقتصادى والتجارى واستمرار التشاور بما يحقق المصالح المشتركة من الجانبين.